أسباب شحوب الوجه واصفراره

0 862

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 29 عاما، وزني 55 كج، وطولي 1.71 سم، أعاني من الشحوب رغم أني خضعت لتحليل الدم فكان كل شيء سليما ولله الحمد، وليس لدي أنيميا أو أي مرض ولله الحمد، وشهيتي عادية، وآكل من جميع أنواع الأطباق، وإن مارست الرياضة لمدة فلا يتغير لون وجهي وإنما يظل شاحبا.. فما السبب؟!

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الشحوب ظاهرة تستدعي الاستقصاء، فليس فقر الدم هو السبب الوحيد للشحوب، ولذلك فقبل التفكير بالأسباب المرضية لاصفرار الوجه علينا أن نعرف ما هي طبيعة البشرة وما لونها الأصلي؟ فالجلد البشري ليس بلون واحد، فهناك البشرة البيضاء والبشرة الصفراء والبشرة البنية الفاتحة والبشرة البنية الغامقة والبشرة السوداء.

فإن كان لون جلدك كله المكشوف والمستور أصفر، أي ما يشبه العرق الأصفر كالصين واليابان من ناحية اللون وليس من ناحية الشكل فنقول هذه طبيعة لون جلدك، خاصة إن كان لون أحد والديك أو إخوانك كذلك، ولكن ما يجعل البشرة تبدو شاحبة هو لون الشفاه وحواف الأجفان، فإن كانت الشفاه صفراء فإن الوجه يبدو شاحبا حتى ولو كانت البشرة غامقة.

وأما ما يؤثر على لون البشرة فإنها عدة أشياء: أولها الهيموغلوبين، وثانيها الأوعية الدموية بالشفوف، وثالثها مادة الميلانين أو القتامين في الجلد، ورابعها هو مادة الكاروتين.

فأما الهيموغلوبين فينبغي أن يكون من (12- 16)، ويجب تحري هذا النقص وعلاجه كما سنفصل أدناه من الأسباب العامة.

وأما الأوعية الدموية فهي تؤثر فقط في البشرة الفاتحة وتعطيها اللون الوردي، وغالبا ما يظهر ذلك عند البهاق أو البرص.

وأما مادة الميلانين فهي تؤثر فقط على اللون ابيضاضا أو اسمرارا، وهذا أمر وراثي عرقي مقرر تؤثر فيه بعض العوامل مثل الشمس.

وأما الكاروتين فهو يغير لون الجلد إلى أصفر خاصة عند من يتناولونه بكميات كبيرة سواء طبيا أم غذائيا، وهذه المادة موجودة في الجزر ولكنها تظهر بسرعة بعد تناولها وتختفي بسرعة بعد انطراحها، أي أنها لا تستمر أياما، بل أقل من ذلك وتتناسب والكمية المتناولة من الجزر وأشباهه.

وبشكل عام فإن أول ما يتبادر إلى الذهن عند سماع كلمة اصفرار الوجه غير المستحب هو الشحوب، ومن أهم أسبابه فقر الدم، سواء أكان بسبب المرض، أو سوء التغذية، أو بسبب النزيف الشديد أو الخفيف.

ومن الأسباب المؤدية لذلك نقص الوارد الغذائي ورفض الطعام، والحالة النفسية والتي تؤدي إلى رفض الطعام بسبب عدم الاستقرار النفسي، أو بسبب مضايقات لا يستطيع تقديرها إلا صاحب العلاقة، والحالة النفسية قد تؤدي بشكل أو بآخر إلى عدم تمثل الغذاء وعدم الاستفادة منه، لذلك يجب موازنة الأمور وعدم الاستسلام للمشاعر المزعجة، بل يجب أن نكون إيجابيين وواقعيين - أي أن لا ندع الزعل يؤثر على غذائنا ورفضنا الطعام المتوازن -.

ومن الأسباب المؤدية لسوء التغذية هي اضطراب الحالة الغذائية، أي نوعية أو كمية الطعام الذي تتناولينه قد لا تكون كافية أي أنك قد لا تتناولين البروتينات (اللحوم) أو الخضروات أو الفواكه بالقدر الكافي، أو أنك لا تتناولين غذاء صحيا طازجا، مثل تناول الوجبات الجاهزة والمأكولات المعلبة أو المثلجة، أو غير الطازجة (أي البديل السيئ).

وقد يكون السبب من الجهاز الهضمي وسوء الامتصاص، فلربما تحتاجين إجراء التحاليل الدالة على سوء الامتصاص، مثل تحليل البراز البسيط، فبوجود ألياف غير مهضومة نحتاج إلى متابعة مع طبيب الهضم لإتمام التحاليل والتدابير.

وقد يكون السبب وجود الطفيليات المعوية والذي يكشف بإجراء التحليل للبراز لثلاثة أيام متتالية، فالطفيليات تؤدي إلى سوء الامتصاص وسوء التغذية، وقد يكون السبب وجود أمراض عامة مؤدية للشحوب مثل الداء الزلاقي والإسهالات الدهنية.

وبشكل عام فإنه يجب إجراء تحاليل عامة من دم (Cbc، Lft، Kft، TG، Holesterole، Alb & protein، Fbs) وبول وبراز وسرعة التثفل - وتسمى بالإنكليزية (Esr) -، وبعد قراءة النتائج نقرر المرحلة التالية، ويجب اعتماد حياة صحية بما تتضمنه من غذاء، فيتامينات، رياضة منتظمة، وتجنب للضغوط النفسية.

وختاما فإن الغذاء الصحي الطبيعي المتنوع والفحوصات العامة، خاصة تحليل الدم البسيط لمعرفة عدد ونوع وحجم الكريات الحمراء والهيموغلوبين، والرياضة المتناسبة مع السن والجنس، والحالة الصحية، هي ما نرشحه لكم، وأما مع استمرار الوضع فعندها نفكر بالفيتامينات الخارجية.

وحتى نقول أن ما تشتكين منه هو من التفاوت الطبيعي بين الخلائق أو أنه مرضي ننصح بزيارة طبيب عام للفحص المبدئي وإجراء التحاليل العامة، فإن كان كل شيء طبيعي فلا داعي للقلق، ويمكن تحسين الوضع العام بالسعادة والرياضة والغذاء المتوازن.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات