الطريقة التي أيقظني بها أخي جعلتني أعاني من الخوق والوسواس

0 286

السؤال

السلام عليكم.

لقد تعبت نفسيا وجسديا مما يحصل معي! منذ سنتين كنت نائمة وأتى أخي الأكبر مني سنا وأيقظني وكان ذلك في تمام الساعة 8 صباحا، وكان يوقظني بطريقة مخيفة، وكان يتهمني بأنه رأى شخصا عند شباك غرفتي! وأنا والله لست أدري من هو هذا الشخص ولا أعرف عنه أي شيء! لكن أخي - سامحه الله - وسوس بعقله الشيطان وجعله يتهمني، واعتذر مني بعد ما علم أنني بريئة من تهمته.

لكن منذ تلك الحادثة وأنا أصبحت أخشى النوم في تلك الساعة، ودائما يراودني شعور بأنه سيأتي، ويوقظني بنفس تلك الطريقة المخيفة، والله إني من كثرة وسوستي أصبحت لا آكل ولا أشرب، وأصبح جسمي هزيلا رغم ثقتي بنفسي، لكن أصبحت أخاف كثيرا من النوم في ذلك الوقت.

أرجو أن أجد حلا، وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك.
فلاشك أن هذا حدث لا يمكن تجاهله من الناحية النفسية، فالطريقة التي أيقظك بها شقيقك وكذلك الاتهام أو ما ذكره أنه رأى شخصا عند شباك غرفتك، لاشك أنه أمر ليس بالهين، ولكنه - إن شاء الله تعالى – ليس بالمصيبة أيضا، وأعتقد أن هذا الأمر قد علق بعقلك الظاهري وعقلك الباطني، وأصبح يسبب لك القلق والتوتر، وأنت ربطته بالزمان وبالمكان، وهذا أدى بالطبع إلى نوع من الوساوس.

الحمد لله فإن هذا الأخ قد اعتذر لك فجزاه الله خيرا على ذلك، والحمد لله أنت بريئة وشريفة، وهذا في حد ذاته يجب أن يكون دافعا نفسيا مهما بالنسبة لك، فأرجو أن تحقري وتتجاهلي فكرة أنك لا تستطيعين أن تنامي في نفس المكان.

أما بالنسبة للنوم حقيقة حتى الساعة الثامنة صباحا فهذا في حد ذاته ليس أمرا مطلوبا وليس أمرا صحيا، والإنسان في عمرك يجب أن يكون نشطا ويجب أن يكون لديه الطاقات ويستفيد من وقته ومن زمنه، فإنه حقيقة لا أعتقد أنه لديك مشكلة أساسية، هذا مجرد قلق ظرفي أدى إلى نوع من الوساوس البسيطة، وأحيانا نسميه بعدم القدرة على التكيف.

ولكن الذي أرجوه منك هو أن تكيفي نفسك على هذا الوضع، فالآن الحمد لله الأمور طيبة بينك وبين أخيك، فقد قام بالاعتذار، وهذا أمر جيد ومحمود، وأنت الحمد لله بريئة، والحمد لله الأمر لم يتطور لأكثر من ذلك، فأرجو أن تكسري هذا الحاجز النفسي وأن تصري أن تنامي في نفس الغرفة، فأرجو ألا تتجنبي أبدا، أنت إذا قمت بتعريض نفسك لمصدر خوفك، بمعنى أن تعرضي نفسك لهذا المكان عدة مرات، أصري على ذلك، عرضي نفسك في الخيال وقولي: (أنا سوف أنام في نفس غرفتي وأنا شريفة وأنا بريئة).

– وهكذا – واذهبي فعلا ونامي في نفس المكان.. هذا يعتبر علاجا نفسيا أساسيا.

حتى نقضي تماما على هذا القلق وعدم القدرة على التكيف أنصحك أيضا بتناول دواء بسيط لمدة بسيطة، هذا الدواء يعرف باسم تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، أرجو أن تتناوليه بجرعة خمسة مليجرامات (نصف حبة) – لأن الحبة بها عشرة مليجرامات وهناك حبة أخرى بها عشرون مليجراما، وأنت لست بحاجة للجرعة الكبيرة (عشرين مليجراما)، تحصلي على الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات وتناولي نصفها – ليلا لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة (عشرة مليجرامات) ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضيها إلى نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناولها، هذا - إن شاء الله تعالى – يساعدك كثيرا.

أيضا هنالك نوع من تمارين الاسترخاء نسميها بـ(تمارين التنفس الاسترخائي)، فحاولي أن تطبقيها، من خلال هذه التمارين: استلقي في مكان هادئ وتأملي في أمر طيب - وأتمنى أن تستلقي في نفس الغرفة وفي نفس المكان الذي أصبح لديك هذه الوساوس والهموم حيال النوم فيه – وأنت مستلقية ومسترخية خذي نفسا عميقا عن طريق الأنف، واملئي صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلا، ثم بعد ذلك أمسكي على الهواء قليلا في صدرك، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يخرج الهواء بكل قوة وبكل بطء، كرري هذا التمرين خمس مرات بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وهو أيضا سوف يساعدك كثيرا.

أرجو أيضا أن تكوني حريصة على أذكارك وعلى الدعاء، والتمسك بالأدعية المأثورة، ولا شك أن تلاوة القرآن والصلاة والمحافظة عليها لأنها عماد الدين هي من المثبتات للمزاج ومن بواعث الطمأنينة، فأرجو أن تكوني حريصة على ذلك.

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات