السؤال
تزوجت ابتغاء مرضاة الله، ولكن هناك عدة أسئلة تدور في رأسي:
1- ما الذي دفعني أن أتحمل نفقات الزوجة من مأكل وملبس وأدوية؟
2- هناك نساء كثيرات أجمل من زوجتي وأرشق فلماذا لم أتزوج إحداهن؟
3- لماذا لم أتزوج امرأة عاملة تساعدني في نفقات الحياة؟
4- ماذا أفعل بعد أن زاد وزن زوجتي وأصبحت بدينة بعد عام واحد من الزواج؟
فما رأيكم في هذه الأفكار؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ KARIM حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه الأفكار ليست في محلها، لأنك لا تعرف من نساء الشوارع إلا المظاهر، والنفس تطمع في الشيء، فإذا نالته وحصلت عليه طمعت في غيره، ولا يزال الشيطان يزين النساء في أعين الرجال، وإذا أطلق الإنسان بصره أتعبته المناظر، وقد أحسن من قال:
فإنك متى أرسلت طرفك رائدا * لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر * عليه ولا عن بعضه أنت صابر
وإذا طفق الإنسان يتأمل الغاديات والرائحات لم تكفه نساء بغداد وإن تزوج بهن كما قال الإمام ابن الجوزي.
وأرجو أن تحمد الله الذي هيأ لك الزوجة الحلال، وتذكر بأنك اخترتها من بين سائر النساء، واعلم بأن الزوجات يكثر فيهن اللحم بعد الزواج وبعد الإنجاب، وهذا أمر معروف ومشهور وله أسبابه النفسية والاجتماعية والصحية، ولا شك أن الراحة والمتعة والانسجام تسبب امتلاء الأجسام.
أما بالنسبة لمسألة الإنفاق على الزوجة فهذا باب يدل على مكانة الرجل واستحقاقه للقوامة والقيادة ودليل على قدرته وتحمله للصعاب، وفيه إكرام للمرأة المسلمة، وهي بذلك ملكه تخدم وتحترم.
وأرجو أن تعلم أن الرشاقة لا تدوم، وكذلك جمال الظاهر؛ لأن عمره محدود أما جمال الروح فإنه بلا حدود.
ونحن لا نؤيد فكرة الزواج من امرأة لأجل مالها، يعتبر منقصة، والعاقل يستغنى عن كل ما تملكه زوجته، والمرأة العاملة قد تقصر في حق زوجها وعيالها.
أما مسألة التغيرات الجسدية الحاصلة في جسم الزوجة فهي أمور طبيعية في الرجل وفي المرأة ولكن تلك الآثار تظهر أكثر عند المرأة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يملأ عينك بالحلال وأن يجنبك الحرص والضلال.
وبالله التوفيق والسداد.