السؤال
أنا سافرت إلى دولة عربية، لكي أعمل هناك وأكون نفسي، ولكن انهالت علي مشاكل كثيرة جدا، منها أن والدي سنه كبير، ووالدتي متوفية، ولي أربع بنات لكل منهما مشكلة، ومال الزوج لا يكفي حاجة البيت.
وأنا أرسل لهم مساعدات مالية، وطبعا أرسل إلى أبي، وأتكفل بعدد ليس بكثير من الأسر الفقيرة، وكل هذا من دخلي تقريبا، دخلي كله ينفد ولا يبقى شيء لكي أتزوج.
فهل يجوز أن أقلل الأسر التي أرسل إليها أم لا أساعد إخوتي، وعلى فكرة أنا على هذا الحال من ست سنوات من بداية عملي حتى الآن، ولا أعرف ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإن الاستمرار في الخير وإن قل مقداره أفضل من التوقف عن عمل طيب عودت نفسك عليه، ولا تكلف نفسك فوق طاقتها، واعلم أن لنفسك عليك حقا، ومن مصلحتك إكمال نصف دينك بالزواج؛ لأننا في عصر الفتن، ولا لوم على من قدم حاجة نفسه على احتياج غيره.
ونحن سعداء بهذه الروح الخيرة، ونبشرك بأن الله سبحانه سوف يعينك؛ لأنك تطلب العفاف، ولأنك تسعى في حاجة الضعفاء، وسوف يكون العظيم في حاجتك.
وهنيئا لك على صلتك رحمك، وأرجو أن تعلم أنها سبب لسعة الرزق، ومع ذلك فحسن التدبير مهم حتى ينتفع الجميع من استمرار الخير.
وأرجو أن يعلم الجميع أن الزواج سبب لسعة الرزق، وكان السلف يلتمسون الغنى في النكاح، يتأولون قول ربنا الفتاح: (((إن يكونوا فقراء يغنهم الله))[النور:32]، والمرأة تأتي برزقها وكذلك الأطفال، وهل ترزقون إلا بضعفائكم بذكرهم ودعائهم وإخلاصهم وصلاتهم.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأن تحرص على إعداد نفسك للزواج، فإن في ذلك الخير الكثير وخير البر عاجلة.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.