حماتي تسيء معاملتي

0 620

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة منذ سنتين، وكانت أم زوجي تعاملني بشكل جيد، ولكنها بعد أشهر من الزواج بدأت في انتقاد كل ما أقوم به بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وتقول إنها قامت بتربية أولادها تربية جيدة وأنهم هدية لكل من يتزوجهم، وفي بعض الأوقات أخرج عن شعوري ولكني أصب غضبي على طفلي البالغ من العمر سنة واحدة، ولم أرد عليها إطلاقا وأتقي الله عز وجل وأتحمل من أجل ابني وزوجي، علما بأن زوجي يحبني ويعاملني جيدا، وقد تعبت من أمه، فماذا أفعل؟!
وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أختكم في الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يربط على قلبك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعوضك خيرا على ما تقدمينه لحماتك، وأن يصلحها، وأن يجعل نارها عليك بردا وسلاما.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه لا يخفى عليك أن هناك فارقا كبيرا بينك وبين أم زوجك في العمر، وأم الزوج ترى أن زوجة ابنها قد أخذته منها، ولذلك يظل هذا الأمر في نفسها فترة، فإذا كانت امرأة عاقلة وطبيعية فهي تعلم أن هذه سنة الله تبارك وتعالى في خلقه وأن هذا الذي حدث شيء طبيعي وكان لابد أن يحدث، وتحمد الله تعالى أن الله رزق ابنها بزوجة صالحة، وأما إذا كانت غير ذلك فإنها تناصب زوجة ابنها العداء وتشن عليها الحرب الشعواء، ودائما تنتقص منها وتمتهنها، فهي في الظاهر قد تتكلم كلاما وتحاول أن تذكر أسبابا لهذه الحملة، ولكن في حقيقة الأمر هي الغيرة التي تملؤ قلبها على زوجة ابنها التي أخذته منها وسحبت البساط من تحت قدميها.

ومعظم الحموات يفكرن بهذه الطريقة، إلا أن هذا لا ينفي أن هناك حموات صالحات فاضلات وأنهن يكن لزوجة الابن أعظم من أمهاتهن الحقيقية، تعاملهن بالمعروف وتصبر عليهن، بل وتعلم زوجة ابنها ما لم تتعلمه في بيتها، وتكون لها سندا في وجه زوجها إذا أراد أن يهينها أو ينتقصها أو حتى يتزوج عليها؛ لأنها ترى أن هذه المرأة من أفضل النساء وتدافع عنها بكل ما أوتيت من قوة.

فهذا موجود وذاك موجود، ولكني أريد أن أسألك سؤالا: بعد هذه الفترة الطيبة التي كانت في حاجة جيدة معك ما الذي حدث؟ هل هناك شيء غير طبيعي حدث وأنت لم تشعري به؟ هل هناك خطأ وقعت فيه وأنت لم تنتبهي له؟ لأنه إذا عرف السبب بطل العجب، فما سبب هذا التغيير؟ لابد أن هناك شيئا ما، فابحثي عن ذلك لاحتمال أن تجدي أنك أخطأت في كلمة أو عبارة وأنت لم تشعري بها فأدت إلى اختلاف قلبها عليك.

وأما إذا كنت لم تفعلي شيئا يغضبها ولم تذكري شيئا فاعتبريها أمك وتحملي هذه المواصفات الشديدة، وعامليها كما تعاملين أمك رغم قسوتها وشدتها وغلظتها وفظاظتها، وبذلك ستكسبين قلبها، فقولي لها (أنت أمي التي لم تلدني)، وكلميها كلام يوحي بالثقة والمحبة والمودة بينكما، ولو كان هذا الأمر في أوله ادعاء، ولكنه مع الأيام سيصبح حقيقة، فعامليها معاملة أمك، وأنزليها منزلة أمك، واصبري عليها كما تصبري على أمك، فلعل هذا أن يصلح ما بينكما، حتى وإن جاء منها بعض الخطأ أو الخلل فلا تحاولي أن تقفي طويلا أمامه، وإنما جاوزيه لأن الحياة طويلة، وهذه المسائل جرت العادة وقوعها في كثير من البيوت.

فاجتهدي في إرضائها واصبري عليها واعلمي أن الصبر ليس هروبا من المواجهة وإنما الصبر هو أساس العلاج؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا)، وأوصيك أيضا بالدعاء لها أن يصلحها الله تعالى، وأكثري من الدعاء والإلحاح على الله عز وجل أن يصلح ما بينك وبينها، نسأل الله لك الإعانة والتوفيق.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات