السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت ملتزمة بوردي القرآني وأذكار الصباح والمساء وغيرها، وكنت في قرب من الله تعالى، لكني هجرت القرآن، وتركت الأذكار؛ فأصبح قلبي جافا، فما السبيل إلى الثبات على الورد والأذكار؟
علما بأني طالبة في الجامعة، ويومي لا يشبه أمس ولا غد، ولدي جديد في كل يوم، فساعدوني بخطة عملية فأنا أشعر بالتخبط، وحبذا لو تذكرون بعض النصائح لهذه المرحلة العمرية وكيفية استغلالها وتطوير المواهب وتوسيع الثقافة فيها، وكتب ينصح بقراءتها، وبعض المواقع الإلكترونية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بمن اختارت موقعها ورغبت في الأوبة إلى ربها، وهنيئا لمن شعرت بتقصيرها، وبشرى لمن تنشد تهذيب النفس وتزيكتها، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالها.
وإن شعورك بالفتور والتقصير هي أول واهم خطوات تصحيح المسير، وهذه الخطوة دليل على أن في نفسك الخير الثكير، فنمي في نفسك إيجابياتها واطلبي عون اللطيف الخير، وابحثي عن أسباب ما حصل لك من التراجع الخطير، فإن معرفة الأسباب تجعل الحل – بحول الله وقوته – يسير، فهل غيرت صديقاتك؟ وهل دخلت على مواقع جديدة؟ وهل حصلت منك مخالفة شرعية؟ وهل ... فإن الله سبحانه ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))[الرعد:11].
ومما يعينك – بعد توفيق الله – على إعادة الأمور إلى وضعها الصحيح ما يلي:
1- اللجوء إلى الله بإلحاح واستمرار.
2- وضع اليد على أسباب الانتكاس.
3- مصادقة الصالحات الحريصات المتفوقات.
4- تنظيم الوقت وإعطاء الجسم حظه من النوم وحقه من الراحة.
5- تجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، والوحدة أفضل من جليسة السوء، والقرآن خير صاحب وجليس، فإنه جليس لا يمل، وصاحب لا يغش، وما جالس أحد هذا الكتاب إلا قام عنه بزيادة ونقصان، زيادة في هدى ونقصان من عمى وجهالة وضلالة.
6- بر الوالدين وطلب الدعاء منهما.
7- صلة الأرحام والإحسان إلى الفقراء والأيتام، ليكون في حاجتك من لا يغفل ولا ينام.
8- البعد عن الشاشات الفاضحة والمواقع السيئة، وكل الحوادث مبدأها من النظر، ومعظم النار من مستصغر الشرر.
9- إداراك أهمية وخطورة هذه المرحلة العمرية، فإنها أهم مراحل العمر، كما قالت حفصة بن سيرين : (يا معشر الشباب، عليكم بالعمل فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب).
10- عدم الاستماع لمن يقولوا أنها مرحلة لعب ومرح ولا مبالاة، بل إنها مرحلة الانتقال إلى المسئولية.
11- عدم تكليف النفس فوق طاقتها، فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، وهذا تصوير بديع منه صلى الله عليه وسلم؛ لأن المتسابق الناجح لا يبدأ السباق بسرعة هائلة ثم يتوقف، لكنه يبدأ بسرعة معتدلة ويستمر عليها، وأما من يبدأ بسرعة فإنه يسقط في منتصف الطريق وتهلك دابته، وهكذا الأمر في الطاعات والأوراد، والقليل الدائم خير من الكثير المنقطع.
12- تحديد الأهداف، فإن من لا هدف لها لا يمكن أن تصل.
13- الإخلاص الإخلاص، والاستغفار الاستغفار.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وسوف نكون سعداء بتواصلك مع موقعك، نسأل الله لك التوفيق والإعانة والسداد.
وبالله التوفيق.