السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختكم في الله، لا أعرف توقيت الاستشارات، فأرجوكم اعرضوا استشارتي على مختص، فأنا محبطة جدا، فقد ظلمت من طرف رب العمل الذي كنت أعمل عنده، وكل أموري متعسرة، وعمري 35 سنة، ولم يتقدم أحد لخطبتي سوى كلام من بعيد.
حاصلة على تعليم جامعي، ثم دبلوم في الإعلاميات والمحاسبة، وأخاف ربي، فأنا ملتزمة، وأحب ربي، وأسرتي يقولون عني: معقدة لأني أقول: هذا حرام وهذا حلال، وهذا يسبب لي مشاكل حتى مع أمي التي أحاول أن أرضيها قدر المستطاع، أحس بأنني تعيسة ومرفوضة من الكل، أصلي وأدعو ربي ليرفع عني الشر.
أحتاج لمساعدتكم، فأرجوكم ادعوا لي وساعدوني، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ A حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فلن تكون المتدينة تعيسة، وأي سعادة أعظم من الدين، والله سبحانه يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، بل لمن يؤمن ولمن لا يؤمن، ولكنه لا يعطي الدين إلا لمن أحبه؛ ولذلك قال الله: (( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ))[طه:131]، ثم قال: (( ورزق ربك خير وأبقى ))[طه:131]، رزق ربك من الدين والصلاح والخير خير وأبقى، فهنيئا لك بتلك العطية العظمى.
أما بالنسبة لظلم صاحب العمل لك فإن الله سوف يعوضك، وويل ثم ويل لكل ظالم: (( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ))[الشعراء:227].
وأرجو أن تعلمي أن نعم الله مقسمة، فهذه تعطى العافية، وتلك يمنحها الله الزوج، وثالثة يعطيها المال، والسعيدة هي التي تعرف نعم الله عليها لتؤدي شكرها، وبالشكر تنال المزيد وبالشكر يصل الإنسان إلى الرضا فيدخل ساحة السعادة من أوسع أبوابها.
والمسلمة مطالبة بأن تنظر إلى من هم أقل منها في العافية والمال والولد، والشهادة والوظيفة وكل أمور الدنيا، أما بالنسبة للدين فإنها تنظر إلى من هم فوقها وأفضل منها لتتأسى بهم وتتشبه.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واشغلي نفسك بالذكر والعبادة والتلاوة والإنابة، واحشري نفسك في زمرة الصالحات، واعلمي أن لكل واحدة منهن أبنا أو أخا أو محرما يطلب أمثالك، واعلمي أن الكون ملك لله، وأنه لن يحدث فيه إلا ما أراده الله، ونسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك.
وبالله التوفيق والسداد.