السؤال
بداية أشكر لكم جهودكم في تقديم النصيحة والمشورة للجمهور، وأدخل في صلب الموضوع.
زوجتي تبلغ من العمر (30 عاما ) تعاني بصفة شبه دائمة من الخوف من المرض لها أو أحد أولادها (بنتان وولد) مما يسبب لها أحيانا قلقا وتوترا يؤثر فيما بعد بحيث لا تستطيع النوم.
هذه الحالة ظهرت لها عندما كانت حاملة بالولد الأخير قبل نحو أربع سنوات، ولكن خلال الفترة الأخيرة بدأت تحس بنفس الشعور القديم بأنها قلقة ولا تستطيع النوم، مع ملاحظة أنها امرأة صالحة ولا نزكي على الله أحدا، تحافظ على صلاتها في أوقاتها وتقرأ القرآن.
أحيانا تقول في نفسها أنها مريضة وتحتاج إلى طبيب نفسي، وأحيانا تقول إن علاجها هو بيدها، ولكن يبدو أن القلق والخوف من المرض يغلبان على تفكيرها، فبم تنصحون؟
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الصنعاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيرا وبارك الله فيك، ونسأل الله تعالى لزوجتك الشفاء والعافية.
فلاشك أن الخوف والقلق النفسي هو أحد العلل النفسية المنتشرة جدا خاصة وسط النساء، وحقيقة علاج هذه الحالات ليس بالمستعصي وليس بالصعب أبدا.
العلاج أولا يبدأ بتفهم الحالة – وهذا مهم جدا – بمعنى أن تتفهم الأخت الكريمة طبيعة علتها، وأن هذه العلة هي مجرد قلق ومجرد نوع من التوتر والمخاوف والذي قد تأتي دون أي مقدمات أو أي مسببات، وحقيقة يجب أن تسعى لطمأنتها وأن الإنسان يجب ألا يقلق على شيء لم يحدث أصلا، فهنالك من يخاف من المرض، والمرض نعم موجود ولكن ما دامت الصحة موجودة فلماذا أنا أقلق، والإنسان يجب أن يسأل الله أن يحفظه وأن يعافيه وأن يشفيه، والخوف على الأولاد هي غريزة بشرية - لاشك في ذلك – ونحن نقول دائما أن القلب الرحيم أفضل من القلب القاسي، ولكن هذه الأخت لاشك أنها محتاجة لأن تتذكر دائما أن الحافظ هو الله، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظ أبناءها وأن يجعلهم من الناجحين النجباء، وحقيقة هي امرأة مصلية وقارئة للقرآن فجزاها الله خيرا على ذلك، فعليها بالتالي أن تكثر من الدعاء.
يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، وهذه الأخت محتاجة للعلاج الدوائي، وبفضل الله تعالى توجد أدوية كثيرة وكثيرة جدا لعلاج مثل هذه الحالة، هنالك عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، أعتقد أنه سيكون دواء مفيدا لها، فأرجو أن تبدأ زوجتك الفاضلة في تناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى خمسة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.
وحتى تكتمل الرزمة العلاجية بصورة صحيحة أود أيضا أن أصف لها عقارا آخر يعرف تجاريا باسم (زانكس Xanax) ويعرف عليما باسم (البرازولام Alprazolam) تناوله أيضا بجرعة ربع مليجرام ليلا لمدة أسبوعين فقط.
هذا الدواء هو دواء استرخائي وطيب ومزيل أيضا للقلق والتوتر ويحسن النوم، ولكن لا ندعو الناس لتناوله لمدة طويلة أو بجرعة كبيرة؛ لأنه ربما يؤدي إلى نوع من التعود.
سيكون من الجيد لهذه السيدة الفاضلة أن تمارس ما يعرف بتمارين الاسترخاء، فهنالك تمارين كثيرة أفضلها وأسهلها هي تمارين التنفس المتدرج، دعها تستلقي في مكان هادئ – في الغرفة مثلا – وتغمض عينيها ثم تستغفر وتفكر في أمر طيب وسعيد وجميل حدث في حياتها، ثم بعد ذلك تأخذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، تملأ صدرها بالهواء حتى ترتفع البطن قليلا، تقبض بعد ذلك على الهواء في صدرها لمدة خمس ثوان، ثم تخرج الهواء خلال عملية الزفير وذلك عن طريق الفم، ويجب أن يكون إخراج الهواء بقوة وبشدة وبطء، ودعها تكرر هذا التمرين خمس مرات بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وإن شاء الله سوف تجنين منه فائدة كبيرة جدا.
أرجو من زوجتك أيضا أن تحسن من إدارة وقتها، فالحمد لله هي زوجة وأم ولديها الكثير الذي ينبغي أن تقوم به، فدعها تنظم وقتها؛ لأن تنظيم الوقت وإدارته بصورة حسنة هو من عوامل النجاح، وسوف يبعد تفكيرها كثيرا عن القلق.
سيكون أيضا من الطيب والجميل لزوجتك أن تمارس أي نوع من الرياضة المتاحة للمرأة المسلمة، كرياضة المشي معك أو مع أحد محارمها سيكون من الجيد جدا بالنسبة لها؛ لأن الرياضة وجد أنها تمتص الطاقات النفسية السلبية، وفي نفس الوقت تولد طاقات إيجابية ذات نفع عام على الصحة النفسية والصحة الجسدية.
نسأل الله تعالى لزوجتك الشفاء والعافية، وبارك الله فيك على أمر اهتمامك بها، وكذلك على ثقتك فيما يقدمه موقعكم إسلام ويب.
ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية عن العلاج السلوكي للخوف من الأمراض: ( 263760 - 265121 - 263420 - 268738 ).
وبالله التوفيق.