الرؤية الشرعية لمريد الخطبة والعدول عنها إلى بدائل أخرى

0 480

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الحقيقة لا أعرف من أين أبدأ؟ ولكن سوف أحاول أوصل إليكم ما يجول في خاطري قدر المستطاع، حتى يتسنى لكم إرشادي إلى أفضل الحلول.
مشكلتي أنني خجول كثيرا، خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بزواج وأمور اجتماعية، حاولت التغلب على هذا الشعور السلبي، ولكن فشلت فشلا ذريعا.

وبسب الخجل فاتتني أشياء كثيرة في حياتي، كان من الممكن أن تكون إضافة إيجابية في حياتي، ولكن قدر الله وما شاء فعل، لست حزينا كثيرا، ولكن كان من الممكن أفضل مما كان.

استشارتي هي أنني مقبل على زواج، وطبعا من شروط الزواج الرؤية الشرعية، وأنا أعرف نفسي لن أستطيع الرؤية بشكل صحيح، بسبب الخجل الذي أعانيه، وخوفي أفشل حيث إن لي تجربة سابقة فاشلة، ودفعت فيها ثمنا غاليا في السابق.

فكرت كيف أتغلب على هذا الموقف، الذي هو الرؤية الشرعية، طلعت بالحل، ولكن لا أدري مدى نجاح الفكرة، هل تكون من صالحي أم العكس؟ الفكرة هي أنني أستعين بصورة البنت من الثقات المقربين لي، وبطريقة لا تعلمها البنت، ولا أهل البنت، قبل الرؤية الشرعية، وإذا أعجبتني في صورة، أطلب منهم الرؤية الشرعية، يعني آخذ فكرة أولية، عن البنت قبل الرؤية الشرعية، حتى لا يكون هناك حرج بيننا.

مع العلم أن البنت تعتبر قريبة من الأقارب، ولكن من بعيد قليلا، فهل هذه فكرة مجدية؟ إن لم تكن كذلك فأرشدوني إلى الصواب بارك الله فيكم.

وأتمنى منكم الرد في أقرب وقت، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فإن أفضل طريقة هي أن تطلب من إحدى محارمك وصف الفتاة المقصودة، فإذا وجدت في نفسك ميلا إليها بعد الأوصاف، فحاول النظر إليها ولو بدون علمها، كما فعل أحد الصحابة حيث كان يتخبى لها، وهذا طبعا سهل عن طريق مكان عملها أو الذهاب إلى دارهم، ولن تعدم حيلة في ذلك، فإن لم تتيسر لك كل هذه الخطوات فيمكن أن تحاول الحصول على صورة عن طريق إحدى محارمك، مع ضرورة إرجاع الصورة لها، أو إتلافها في كل الأحوال.

لأن الشريعة لا تبيح النظر لغير مريد الخطبة الراغب في الزواج، ولأن بقاء الصورة قد يجعلها عرضة لرؤية آخرين، والشريعة ما أباحت مسألة الرؤية إلا للضرورة والضرورة تقدر بقدرها، والمسألة ليست بهذه الصعوبة والتعقيد؛ لأن لكل إنسان أوصافا محددة.
فإذا ذكرها لأخواته أو عماته أو خالاته، سهل عليهن تحديد الفتاة المناسبة، فإذا حصل تطابق بنسبة ( 50 – 70%) فيمكن بعد ذلك التقدم رسميا ثم طلب الرؤية الشرعية، وعندها سوف يكون الوفاق ممكنا، وعلى كل حال فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

وإذا كانت الفتاة قريبة ومن أسرة طيبة، وصاحبة دين وأخلاق، فإن كل نقص يمكن أن يسهل احتماله والتعايش معه وقد أحسن من قال:
كل كسر فإن الدين يجبره وما لكسر قناة الدين جبران

ولا يخفى على أمثالك أن المسلم يستخير ويستشير ثم يتوجه إلى الخالق القدير، ويسأل الله في مثل هذه الأشياء يدل على الخير ولكنه إذا تجاوز الحدود وتحول إلى خجل مذموم فهنا لابد من التصحيح والحياء هو خوف الإنسان من الوقوع في الأمر الذي يعاب به شرعا ثم عند أصحاب الفطر السليمة، والحياء خلق الإسلام، ولكن الخجل هو الخوف من فعل أشياء ترضى الله وتركها خوف الملامة من الناس.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وأرجو أن تجعل همك رضوان الله، وعليك بكثرة اللجوء إلى الله، واشغل نفسك بذكره، وكلنا أمل في أن يوفقك الله.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات