يعاني من صعوبة شديدة في إيجاد عمل

0 538

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تخرجت من الجامعة منذ عامين بصعوبة بالغة ولا أدري ما أصابني بالرغم أنني من المتفوقين في الثانوية.

وأنا إلى الآن عاطل عن العمل ولم أجد عملا.
والمشكلة التي أنهكتني أنني لا أدري كيف يذهب اليوم دون عمل أي شيء مفيد؟!

منذ عامين وضعت برامج لحفظ القرآن وتعلم اللغة ومتابعة الدراسات العليا، ولكن حتى الآن لم أفعل شيئا مما سبق.

وأنا محتار لماذا يحدث معي هذا وأصدقائي يسيرون في الطريق، أما أنا فالساعة تدور بي والعمر يتقدم، أما أنا فأتراجع بدون راتب، بدون منزل، بدون زوجة وأولاد.

أشعر أنه لا قيمة لي في الحياة ولا أعرف لماذا خلقت؟!
-ولله الحمد- أنا ملتزم وأصلي أغلب الأوقات في المسجد.

كنت أتمنى أن أصبح أستإذن جامعيا وأخدم الإسلام والمسلمين، ولكني أعتقد أن سنتين من العزلة كفيلة بتحطيم كل ما تبقى من آمال.

قصارى حلمي الآن أن أجد عملا أعيش به لأتزوج.
شكرا لموقعكم الكريم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن محافظتك على الصلوات دليل على قدرتك وعزيمتك؛ لأن الصلاة كبيرة إلا على الخاشعين، وأي عزيمة أقوى من إرادة من يخرج من دفء الفراش ليلبي داعي الفلاح، وأرجو أن تحمد الله على هدايته وتوفيقه لك، وتذكر أن الله سبحانه يعطي لمن يحب ولمن لا يحب لمن يؤمن ولمن لا يؤمن ولكنه لا يعطي الدين إلا لمن أحبه، ومرحبا بك في موقعك ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالكم.

لا شك أن شعورك بالمشكلة يعتبر من أهم أسباب علاجها، وعلى المرء أن يسعي ويبذل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، فهل أديت ما عليك من السعي؟ وهل كررت المحاولات؟ وما الذي يمنع من حاول ألف مرة أن يحاول مرات بعد الآلف، كما أن تشترط وظيفة معينة فكل وظيفة شريفة نظيفة مقبولة وذلك لأن بعض خريجي الجامعات يصرون على وظيفة معينة فإن لم يجدوها جلسوا من غير عمل، والصواب أن يقبل الإنسان بأي وظيفة ثم يبحث عن الأفضل.

أرجو ألا تجعل مشاعر اليأس تسيطر عليك، فلست أول من لم يجد فرصة عمل، وسوف يأتيك ما قدره لك الله في الوقت الذي أراده وقدره الله، ولا يخفى على أمثالك أن أرزاقنا كتبت ونحن في بطون أمهاتنا، وأن الكون ملك لله وأنه لن يحدث فيه إلا ما أراده الله.

ولا داعي للانزعاج، فإنك في بداية مراحل العطاء، وسوف يتحقق لك الكثير بحول ربنا القدير، فابعث في النفس همتها واستعن بالله ولا تعجز واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصبيك وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا، وعجبا لأمر المؤمن أن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات