الثقة بالنفس وإثبات الجدارة للموظف الجديد في عمله

0 481

السؤال

أنا موظفة جديدة أعمل في شركة وأشعر بأني لا أستطيع أن أكون اجتماعية في العمل، وكوني جديدة أريد أن أثبت جدارتي، ولكن المسئول عن القسم الذي أعمل به لا يمنحني فرصة لأنه لا يوكل إلي مهاما أقوم بها!

كيف أستطيع أن أثبت وجودي؟ وأكون اجتماعية؟ كوني لا أستطيع فتح مواضيع معهم، وبالتالي فإني معظم الوقت أكون صامتة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يضع لك القبول في الأرض، وأن يوفقك في عملك، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعل علاقتك مع زملائك في العمل علاقة شرعية منضبطة بضوابط الشريعة.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – من أنك موظفة جديدة تعملين في الشركة وتشعرين بأن دورك متواضع، وتريدين أن تثبتي جدارتك والمسئول عنك لا يعطيك أي فرصة ولا يوكل إليك أي مهام.

فأقول لك: هذه المشكلة التي تعانين منها ليست مشكلتك أنت وحدك، وإنما هي مشكلة تواجه كل موظف جديد وكل خريج جديد ينتسب إلى عمل، حيث إن القدامى من الموظفين يشعرون بأنه قد يشكل تهديدا لهم، ومن هنا يحصلون عنه الكثير من المعلومات، وأحيانا قد يوكلون له أي عمل حتى إذا ما سئل عنه قيل بأنه لا يعمل شيئا، وأيضا أحيانا قد يكون هذا من باب الاختبار لك أنت شخصيا، هل ستصبرين على هذا الأمر أم لا، فقد يكون هذا اختبارا من الموظف المسئول ليعرف مدى تحملك ومدى صبرك ومدى قدرتك على التأقلم مع الواقع الموجود، وقد يكون صاحب نية غير حسنة- كما ذكرت – من أن يشوه صورتك أو يثبت لجهات العمل بأن تعيينك هنا غير مناسب – إلى غير ذلك - .

هذا كله وارد، ونحن لا نستطيع أن نحكم على قلوب الناس ولا أن نحكم على نواياهم، وإنما عادة هذا الإهمال المتعمد إنما إما أن يكون سببه سوء نية وسوف اختلافات طويلة، وحقد وحسد وعدم رغبة في إتاحة الفرصة لأحد أن يعمل في القسم شخص جديد، وإما أن يكون نوعا من الاختبار لصبرك وتحملك ومدى صلاحيتك للعمل نتيجة الوضع الذي رسم لك من قبل المسئول.

كونك تريدين أن تكوني اجتماعية في العمل وأن تكون لك علاقات مع زملائك في العمل، هذا شيء جيد، ولكن حقيقة أفضل شيء تلتزم به الفتاة المسلمة إنما هو الإسلام، ومعنى ذلك أننا إذا دخلنا العمل بدأنا غيرنا بالتحية (السلام عليكم ورحمة الله)، وبعد السلام (صباح الخير)، لكل الزملاء.

أما قضية الخلوة فكما تعلمين أن الخلوة محرمة شرعا، وقضية المصافحة أيضا لا تجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما صافح امرأة لا تحل له، والعلماء مجموعون على حرمة مصافحة المرأة الأجنبية للرجل الأجنبي، وإنما يكفي مجرد التحية.

أيضا التعاون في العمل إذا طلب زميل أي مساعدة فأنت تقدمين له بروح الإسلامية المنضبطة، ومسألة الضحك والكلام الزائد أيضا الذي تسألين عنه يوم القيامة؛ لأن بعض الأخوات قد تحاول أن تقيم علاقات بأن تتكلم في أي موضوع، سواء كان سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا أو عسكريا، وهو كلام في الأصل لا فائدة منه.

أيضا على سبيل الدردشة والتسلية، قطعا لا يخفى عليك أن كل كلمة تخرج منك أنت مسئولة عنها بين يدي الله يوم القيامة، كما قال سبحانه: (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ))[ق:18].
فأتمنى أن تثبتي جدارتك بأخلاقك العالية الإسلامية والتزامك بدوامك حضورا وانصرافا، وعدم إهمال عملك الذي يسند إليك. أيضا بخصوص إهمال المسئول أو عدم إعطائك فرصة من الممكن أن تتكلمي معه، وأن تقولي له: (أنا حقيقة أتمنى أن أستفيد من خبراتك، وأن أستفيد من توجيهاتك، فأتمنى أن تكلفني بأي عمل، فأنا على استعداد أن أنفذ أي عمل يتعلق بتخصصي)، اسأليه لماذا يقف منك هذا الموقف.

هناك أيضا بعض الكتيبات لو استطعت أن تحصلي على بعضها لعلها تساعدك في تكوين شخصية مؤثرة، والكتاب الأول اسمه (الشخصية المؤثرة) للدكتور عمر أحمد بدران – كاتب مصري – وأيضا هناك كتاب بعنوان (كيف تبني جسورا مع الآخرين) للدكتورة هالة السبيعي – دكتورة في جامعة قطر – وهناك أيضا كتاب لنفس الدكتورة (استراتجيات إدارة الذات)، كيف تديرين نفسك إدارة صحيحة حتى لا يضحك عليك أحد.
كذلك هناك كتاب آخر (كيف تزرع الثقة في نفسك وفي من حولك) للدكتورة هالة السبيعي. أيضا هناك كتاب (كيف تبني ثقتك بنفسك) للدكتور عمر بدران.
هذه الكتب لو قرأتها واطلعت عليها قد تفيدك في موضوع تكوين علاقات أو إعادة ثقتك بنفسك أو تقويتها، حتى لا تشعري بالضعف في موقفك الذي أنت فيه.

عليك بالالتزام بالحجاب الشرعي، وعليك بالالتزام بالمحافظة على الصلاة، أتمنى أن تكوني دائمة على طهارة ووضوء، عليك بالإكثار من ذكر الله تعالى، خاصة الصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام كما أوصيك أيضا بكثرة الاستغفار؛ لأنه كما ورد: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب).

كذلك عليك بالدعاء أن يوفقك الله في عملك، واطلبي من والديك أيضا الدعاء لك أن يجعل الله محبتك في قلوب زملائك حتى لا يملوك ولا يتكلموا فيك كلاما غير حسن.

دائما قابلي السيئة بالحسنة، ودائما من أساء إليك لا تردي عليه الإساءة، ومن وجدت منه تهجما حاولي أن تبتسمي في وجهه ابتسامة شرعية، وأنا واثق أنك ستكونين موظفة رائعة -بإذن الله تعالى-.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأسأل الله أن يكتب لك القبول في قلوب العباد، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، إنه جواد كريم، وأن يوفقك في عملك توفيقا طيبا.
هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات