السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حصلت على ليسانس في الدراسات الإسلامية منذ أربع سنوات بنسبة (88.6)، لكني لم أجد فرصة للعمل؛ لأن ذلك يحتاج إلى واسطة، وإخواني يسخرون مني ويقولون: إنه لا فائدة من وجودي، وأتمنى أن أجد عملا مناسبا حتى أستطيع مراجعة القرآن الكريم الذي أحفظه ثم أتركه شهورا فأنساه.
ولم أستطع أن أتخذ قرارا في أمر الزواج؛ لأن أي شخص يتقدم يقولون عنه أنه جيد، ولكن من ورائي يتكلمون عليه بصورة سيئة، وقد مات العقل المفكر لي وهو والدي ولم يكن لي صديقات، وفي كل لحظة يتهمونني بالفشل، فساعدوني وأشيروا علي.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dfathy حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يجعل لك من لدنه وليا ونصيرا، وأن يمن عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عونا لك على طاعته ورضاه وتؤسسين معه أسرة مسلمة طيبة رائعة راقية.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الناس جميعا إذا كانوا يتعطلون عن العمل، فأعتقد أنك الوحيدة التي لا يمكن أن تتعطلي عن العمل أبدا؛ لأن الدعوة مطلوبة في كل زمان ومكان، ووظيفتك مطلوبة في كل لحظة وحين، فالناس في حاجة إلى من يعلمهم أحكام الطهارة، ومن يعلمهم أحكام الصلاة ومن يعلمهم أخلاق الإسلام، ومن يعلمهم العقيدة الصحيحة الصافية، وقد تبحثين عن عمل تتقاضين من خلاله راتبا كشأن كل خريج أو خريجة ولكن هناك عمل هو أعظم أجرا من ذلك، وهو الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، وكان حبيبك صلى الله عليه وسلم يقول: (( قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله ))[سبأ:47]، وعندما يبدأ الإنسان في رحلة الدعوة إلى الله ابتغاء مرضاة الله فإن الله تبارك وتعالى سيوسع رزقه وييسر أمره.
فعليك أن تخرجي من هذه الحيرة التي أنت فيها وأن تبدئي من الآن مشروع الدعوة إلى الله عز وجل، وقد تكون الدعوة دروسا ومحاضرات وقد تكون أمرا بالمعروف أو نهيا عن المنكر، وهناك باب عظيم وهو باب القرآن الكريم، فغالب الناس يحتاجون إلى من يعلم أبناءهم القرآن الكريم، فما المانع أن تخصصي غرفة في بيتكم لتستقبلي فيه الفتيات الراغبات في حفظ القرآن الكريم، وتبدئين هذا المشروع المبارك، ومن خلاله سوف يعرف القاصي والداني والكبير والصغير بأنك إنسانة تحفظين القرآن الكريم، وستجدين قطعا في الشباب المسلم من يبحث عن أمثالك، فقد تكونين غير معروفة للأخوة الملتزمين الذين يبحثون عن الأخت ذات الدين، فعندما تبدئين مشروع تحفيظ القرآن الكريم ولو بواحدة أو اثنتين فإن الله تبارك وتعالى سيرفع ذكرك.
وكل من يعمل في خدمة هذا الدين يرفع الله ذكره، وعليك أن تقبلي على مراجعة القرآن الذي هو أشد تفلتا من الإبل في عقلها، كما أخبر حبيبك صلى الله عليه وسلم، فإذا بدأت في مشروع الدعوة إلى الله تعالى وتحفيظ القرآن الكريم فإن الفائدة ستكون عدة أمور:
(1) أنك ستراجعين حفظك؛ لأنه لا يعقل أن تكوني محفظة غير حافظة.
(2) ستراجعين أحكام التجويد؛ لأنك ستعلمين هؤلاء الفتيات ولا بد أن تعلميهن بطريقة صحيحة.
(3) ستشغلين الفراغ الذي عندك بشيء نافع ومفيد، وستشعري بسعادة غامرة عندما تجدين أن الطالبات قد حفظن شيئا من القرآن، وسيكون ذلك في ميزان حسناتك.
(4) أمر الزواج سوف يحل عن طريق القرآن الكريم.
وقد يتسبب هذا المشروع المصغر في نشر بركة القرآن في المدينة التي أنت فيها ويكون هذا كله في ميزان حسناتك، وإذا كان عندك فرصة لتعليم الناس بعض أحكام الوضوء والصلاة والطهارة فهذا شيء حسن، نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأله تعالى أن ينفعك وينفع بك.
وبالله التوفيق.