تغير لون بشرة الوجه من الأبيض إلى الرمادي مع بقع سوداء

0 685

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخواني بالشبكة الإسلامية مرة أخرى..

أريد أن أسأل عن سبب تغير لون البشرة، حيث أن لون بشرة وجهي أبيض، لكن منذ أكثر من سنة أصبحت أصنف ضمن من بشرتهم سمراء بشهادة الناس من حولي، والتغير الحاصل في اللون غريب حيث هو أقرب إلى اللون الرمادي وكأن الشخص خرج من رماد الحطب، كما أن هناك هالات سوداء متميزة حول العينين وكأني شخص مدمن على المخدرات.

وللعلم أن تلك التغيرات تخص بشرة الوجه فقط، ولست أعاني من أي مرض -ولله الحمد- غير بعض القلق النفسي البسيط وعدم التوازن في المشي كما سبق وطرحت في استشارة سابقة ولست أتناول أي أدوية، وغذائي سليم، ونادرا ما أتعرض لأشعة الشمس المباشرة، وتغير اللون هذا ليس من النوعية التي تسببها أشعة الشمس حسب المجرب.

لذا أرجو منكم تشخيص حالتي ووصف العلاج إن أمكن.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ T.l حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

لو راجعنا كتب الطب التقليدي لوجدنا أن كلمة البشرة الرمادية تساوي الشحوب أو اصفرار البشرة.

وإن ما يجعل البشرة تبدو شاحبة هو لون الشفاه وحواف الأجفان، فإن كانت الشفاه جافة وصفراء يبدو الوجه شاحبا حتى ولو كانت البشرة غامقة.

وما يؤثر على لون البشرة عدة أشياء:

أولها: الهيموغلوبين.
وثانيها: الأوعية الدموية بالشفوف.
وثالثها: مادة الميلانين أو القتامين في الجلد.
رابعها: هو مادة الكاروتين.

فأما الهيموغلوبين فيعرف من خلال تحليل الدم البسيط (Cbc).

وأما الأوعية الدموية فهي تؤثر فقط في البشرة الفاتحة وتعطيها اللون الوردي، وغالبا ما يظهر ذلك عند البهاق أو البرص.

وأما مادة الميلانين، فهي تؤثر فقط على اللون ابيضاضا أو اسمرارا، وهذا أمر وراثي عرقي مقرر تؤثر فيه بعض العوامل مثل الشمس، ولكن هناك بعض الأسباب التي تزيد من مادة الميلانين منها الالتهابات (مثل الأكزيما البنيوية ) وكذلك التعرض للشمس.

وأما الكاروتين فهو يغير لون الجلد إلى أصفر خاصة عند من يتناولونه بكميات كبيرة سواء طبيا أم غذائيا، وهذه المادة موجودة في الجزر ولكنها تظهر بسرعة بعد تناولها وتختفي بسرعة بعد انطراحها، أي أنها لا تستمر أياما بل أقل من ذلك وتتناسب والكمية المتناولة من الجزر وأشباهه.

وبشكل عام فإن أول ما يتبادر إلى الذهن عند سماع كلمة اصفرار الوجه غير المستحب هو الشحوب أو البشرة الرمادية، والتي من أهم أسبابه فقر الدم، سواء أكان بسبب المرض أو سوء التغذية أو بسبب النزيف الشديد أو الخفيف.

ومن الأسباب المؤدية لنقص الوارد الغذائي ورفض الطعام، الحالة النفسية والتي تؤدي إلى رفض الطعام بسبب عدم الاستقرار النفسي أو بسبب مضايقات لا يستطيع تقديرها إلا صاحب العلاقة، والحالة النفسية قد تؤدي بشكل أو بآخر إلى عدم تمثل الغذاء وعدم الاستفادة منه، لذلك يجب موازنة الأمور وعدم الاستسلام للمشاعر المزعجة، بل يجب أن نكون إيجابيين وواقعيين، أي ألا ندع الزعل يؤثر على غذائنا ورفضنا الطعام المتوازن.

ومن الأسباب المؤدية لسوء التغذية هي اضطراب الحالة الغذائية، أي نوعية أو كمية الطعام الذي نتناوله، فقد لا تكون كافية، أي قد لا تحوي البروتينات (اللحوم) أو الخضروات أو الفواكه بالقدر الكافي، أو أنك لا تتناول غذاء صحيا طازجا، مثل تناول الوجبات الجاهزة والمأكولات المعلبة أو المثلجة أو غير الطازجة (أي البديل السيئ).

وقد يكون السبب من الجهاز الهضمي وسوء الامتصاص، فلربما تحتاج إجراء التحاليل الدالة على سوء الامتصاص، مثل تحليل البراز البسيط، فبوجود ألياف غير مهضومة نحتاج إلى متابعة مع طبيب الهضم لإتمام التحاليل والتدابير.

وقد يكون السبب وجود الطفيليات المعوية والذي يكشف بإجراء التحليل للبراز لثلاثة أيام متتالية، فالطفيليات تؤدي إلى سوء الامتصاص وسوء التغذية.

وقد يكون السبب وجود أمراض عامة مؤدية للشحوب، مثل الداء الزلاقي والإسهالات الدهنية.

وبشكل عام، يجب إجراء تحاليل عامة من دم (Cbc، Lft، Kft، TG، Cholesterole، Alb & protein، Fbs) وبول وبراز وسرعة التثفل، وبعد قراءة النتائج نقرر المرحلة التالية.

يجب اعتماد حياة صحية بما تتضمنه من غذاء، فيتامينات، رياضة منتظمة، وتجنب للضغوط النفسية.

ويجب نفي وجود قصور الكلية، والذي قد يؤدي إلى لون بشرة عام رمادي وليس على الوجه فقط وإن التحاليل المذكورة أعلاه تدل على حالة الكلية.

ويجب مراجعة الأدوية المتناولة؛ لأن بعض التأثيرات الدوائية قد يكون على لون البشرة، ويجب نفي وجود أي حالة التهابية أكزيمائية أو تحسسية على الوجه مثل الأكزيما البنيوية والتي تعطي لونا شاحبا أو رماديا بسبب التوسف الخفيف، وهناك العديد من الأمراض التي قد تصيب الوجه وتؤدي إلى تغيرات في لونه وتعرف بالنظر إليها وبالفحص السريري.

ومن باب التوسع وذكر الاحتمالات ولو أن ذلك احتمال بعيد فيجب أيضا نفي وجود الأورام الداخلية والتي يمكن للفحص العام أن يوحي بعدمها.

والخلاصة: فالغذاء الصحي الطبيعي المنوع، والفحوصات العامة، خاصة تحليل الدم البسيط لمعرفة الكريات والهيموغلوبين، والرياضة المتناسبة مع السن والجنس، والحالة الصحية، ونفي الأكزيما ونفي قصة تناول الأدوية أو وجود الأورام الداخلية وكذلك نفي قصور الكلية.

ختاما: يجب وبكل تأكيد مراجعة طبيب أمراض جلدية للفحص والمعاينة وإجراء التشخيص المبدئي والذي تدعمه التحاليل والاستقصاءات لو ارتأى ذلك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات