السؤال
أنا بنت في الجامعة قسم إنجليزي، مستواي الدراسي جيد وحلو وعالي، ويفترض أني من الأوئل، لكن المشكلة أنه أي ضغط أو مشكلة مع أهلي تنعكس على دراستي، وكان المفترض أني طالعة من الأوائل السنة التي فاتت.
لكن طلعت راسبة بمادة، ظروفي العائلية معقدة، وطموحي كبير، لكن أحس طوال الوقت أن نفسيتي تعبة، وخصوصا في البيت، فما المفروض أن أعمل لأجل أطلع بمستوي الدراسي، وأكون على طول بذات الهمة والطموح؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
فإنه لا تخلو جميع البيوت من المشاكل، والفارق هو أن الناس يختلفون في تفسيراتهم وفي تحليلاتهم لهذه المشاكل.
الذي أود أن أنصحك به هو: أولا: ألا تنظري لأي خلاف في داخل الأسرة كأنه مشكلة صعبة ومعقدة، الخلافات توجد – كما ذكرت – وهي من طبيعة البشر، وهي نوع من التجارب وليس أكثر من ذلك، فلا تنظري لكل نقاش أو كل ما ظاهره اختلاف على أنه مشكلة ومصيبة كبيرة ومعقدة، وسوف تنعكس سلبا عليك.
هذا يجب أن يكون هو المنطلق الأول في مواجهتك لما وصفته بالمشاكل داخل الأسرة، والتي أثرت على دراستك.
ثانيا: يجب أن تفصلي تماما بين هذه المشاكل أو الصعوبات وبين الدراسة، فالدراسة هي رسالة خاصة بك، وأنت التي سوف تجنين ثمارها، بمعنى أن تقولي لنفسك: (يجب أن أكون أنانية بعض الشيء، وألا ألتفت لما يحدث حولي، وأن أركز على دراستي)، والتركيز دائما يتأتى بتنظيم الوقت، إذن كوني دقيقة في تنظيم وقتك بالصورة التي تناسبك، وبعد ذلك طبقي الجدول الزمني الذي سوف تقومين بوضعه، ولابد لهذا الجدول الزمني أن يشمل حقيقة زمنا كافيا للدراسة، ويمكنك أيضا بالطبع الاستعانة بصديقاتك وزميلاتك، ومن تثقين بهن، يمكن أن تكون هنالك دراسة جماعية، هذه أيضا مفيدة جدا، وسوف تصرف انتباهك عما وصفته بالمشاكل والصعوبات داخل المنزل.
إذا رجعنا مرة أخرى لهذه المشاكل ولهذه الصعوبات في داخل المنزل، هنالك مشاكل يجب أن نتجاهلها ولا نعطيها اهتماما، وهنالك نوع من المشاكل يجب أن نؤجلها، وهنالك نوع ثالث يجب أن نواجهه ويجب أن نحله.
انظري لهذه الخلافات وهذه الصعوبات، والتي سببت لك ضغوطا نفسية، انظري إليها من هذا المنطلق، فهنالك ما يجب أن يتجاهل، وهنالك ما يجب أن يجمد ويؤجل، وهنالك ما يجب المواجهة، وكما ذكرت لك: لا تنظري لكل خلاف أو عدم اتفاق في داخل المنزل على أنه مشكلة، هذا ليس صحيحا؛ لأن كثيرا من الأشياء الخلافية تثمر ثمارا إيجابية وجيدة تصب في نهاية الأمر لمصلحة الأسرة كوحدة اجتماعية، وإن تضرر بعض الأفراد مما حدث.
أرجو أن تخرجي نفسك من هذا الذي وصفته بالتعب النفسي، وأن تنظري للأمور بصورة أكثر إيجابية، وأن تحاولي تطبيق المنهج الذي وصفته لك في التعامل مع المشاكل، وكذلك كيفية الدراسة، وهي التي تقوم على تنظيم الوقت واستشعار أهمية الشهادة العلمية، والاستعانة بصديقاتك، وفوق ذلك يجب أن تكون لك ثقة قوية في الله تعالى أولا، ثم ثقة في مقدراتك.
وأسأل الله تعالى أن يوفقك وأن يسدد خطاك.
وبالله التوفيق.