توتر دائم وعدم قدرة على التفكير وأفكار غريبة والشعور بمراقبة الناس

0 493

السؤال

منذ فترة تقترب من العام والنصف (منذ بدء دراستي الجامعية) وأنا أشعر بإرهاق شديد ودائم.

بدأ مستواي الدراسي في الهبوط بعد التفوق حتى وصلت الآن إلى أنني غير قادر على التفكير في أي شيء، وأشعر بالتعب دائما بدون أي مجهود، ولا أستطيع المذاكرة، ولا أشعر برغبة في عمل أي شيء (حتى الخروج للترفيه) وأصبحت حالتي النفسية سيئة.

وأصبحت متوترا في أغلب الأوقات، ولا أحتمل بعض الأصوات البسيطة، مثل الصفير أو صوت مضغ الطعام مثلا، وأنزعج منها بشدة.

أما المشكلة الأخرى أنني أشعر في أغلب الوقت أن الناس من حولي يراقبونني، مما يشعرني بالتوتر أغلب الأوقات، فلا أستطيع التكلم أمام جمع من الناس، وأخشى أن أكون موضع سخرية، وغالبا ما أصاب بالتعرق والرعشة في يدي وأتلعثم في الكلام.

وفي كثير من الأوقات تطاردني أفكار ومواقف غريبة، ولا أستطيع السيطرة عليها، وتظل تتكرر وتدور في رأسي حتى أصاب بالصداع أو أفقد تركيزي وغالبا ما تكون كلمات غريبة أو نغمات مزعجة.

وهذه المشكلات تؤرقني بشدة، وأنا والحمد لله على صلة طيبة بربي وأصلي بانتظام، فما الحل لمشاكلي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

فإن المكونات الرئيسية لشكواك هي انعزالك والتدهور الدراسي، والشكوى الثانية والتي في رأيي مهمة جدا هي اعتقادك أن الناس يراقبونك، والشكوى الأخيرة هو تداخل الأفكار وغرابتها، كما أنه يخيل إلي أنك تسمع بعض الأصوات، لأنك ذكرت أن هنالك كلمات غريبة أو نغمات مزعجة.

هذه المكونات هي مكونات أساسية تجعلنا نفكر أنك تعاني من حالة قلقية مرتفعة، وربما تكون هنالك مؤشرات على وجود أو بدايات حالة ذهانية بسيطة.

ومع ذلك أرجو ألا تنزعج لذلك مطلقا؛ لأن الحالات الذهانية إن وجدت في بدايتها سوف تعالج - إن شاء الله تعالى – بصورة جيدة جدا.

الوضع المثالي هو أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، وذلك من أجل المتابعة والإرشاد المطلوب، ومن جانبي أقول لك: إنك في حاجة ماسة إلى علاج دوائي، والدواء الذي أراه جيدا ومفيدا هو العقار الذي يعرف تجاريا باسم (رزبريدال Risporidal) أو ما يسمى علميا باسم (رزبريادون Risperidone)، فعليك أن تبدأ في تناول هذا الدواء بجرعة واحد مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى اثنين مليجراما ليلا، واستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى واحد مليجراما لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أقول: تتوقف عن الدواء، ولكن إذا رأى الطبيب المتابع أن تستمر أو رأى أن رفع الجرعة هو الأفضل بالنسبة لك، يجب أن تتبع مثل هذا التوجيه والإرشاد الطبي.

هنالك دواء آخر أرجو أن تبدأ في تناوله، هذا الدواء يعرف علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، ويوجد منتج في مصر يعرف باسم (فلوزاك)، وهو منتج جيد جدا، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة (عشرين مليجراما) يوميا لمدة ستة أشهر.

هذا من الناحية الدوائية، وأرى أن هذه الأدوية سوف تفيدك إن شاء الله تعالى كثيرا في التخلص من هذه الأعراض، ولكن الوضع الأمثل والأكثر جدوى هو أن تظل تحت مراقبة طبية نفسية.

في ذات الوقت لا بد أن تبذل جهدا من جانبك، لا بد أن تستشعر أهمية الدراسة ولابد أن تنظم وقتك وتعرف أنك في بدايات الشباب وهو وقت الطاقات النفسية والجسدية التي يجب أن يسخرها الإنسان ويستفيد منها، حاول أن تمارس الرياضة، حاول أن تتفاعل مع أصدقائك ومع زملائك، وبفضل الله تعالى تكون على صلة طيبة برب العالمين وتراقب نفسك وتصلي صلواتك، وأسأل الله تعالى أن يفتح لك فتحا مبينا وأن يعينك وأن يصلح أمرك، وأن يزيل عنك كل هذه الأعراض.

أنت مطالب بتناول الدواء، وأفضل أيضا أن تذهب إلى الطبيب، وفي نفس الوقت لا بد أن تكون لك الهمة العالية والدافعية والإصرار على الإنجاز وعلى التحسن.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات