السؤال
أنا أعاني من رهاب الساحة، وأخاف جدا عندما أبتعد عن البيت، مع أني كنت في السابق غير ذلك، فما الحل؟ تعبت، وهل يمكن أن يذهب هذا عني نهائيا وبغير دواء؟
أرجو الرد سريعا.
أنا أعاني من رهاب الساحة، وأخاف جدا عندما أبتعد عن البيت، مع أني كنت في السابق غير ذلك، فما الحل؟ تعبت، وهل يمكن أن يذهب هذا عني نهائيا وبغير دواء؟
أرجو الرد سريعا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الجازي السبيعي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن رهاب الساحة -أو رهاب الساح- هو نوع من الرهاب المعروف ويصيب النساء أكثر من الرجال، ويمكن علاجه دون دواء إذا كان هنالك التزام قاطع من جانب الشخص بتطبيق العلاجات السلوكية، ولكن يرى الكثير من الأطباء خاصة حسب الأبحاث الحديثة أن إضافة الدواء سوف تسهل على الإنسان إزالة القلق والتوتر وتجعله أكثر قابلية واستعدادا لتطبيق التمارين السلوكية، والتي تتمثل في الآتي:
أولا: تفهم طبيعة رهاب الساح – أو الساحة – ورهاب الساح ليس دليلا على الجبن وليس دليلا على ضعف الشخصية، وليس دليلا على قلة الإيمان أو ضعفه، بل هو نوع من الخوف المكتسب، والخوف يمكن أن يكتسب من خلال آليات ودنمائيات خاصة بالإنسان، حيث إن الإنسان يمكن أن يكون مروضا للأسود ولكنه يخاف من القطة في نفس الوقت.
إذن هي تجربة خاصة وخبرة خاصة يكتسبها الإنسان، أي أنها متعلمة، والشيء المتعلم يمكن أن يفقد، وهذا هو المبدأ السلوكي الأساسي.
ثانيا: المبدأ السلوكي الثاني - وهو الضروري جدا – هو أن يلجأ الإنسان إلى التعرض أو التعريض مع تجنب الاستجابة، بمعنى أن تعرض نفسك لمصدر خوفك، وتتجنب الاستجابة، أي استجابة الهروب والانسحاب.. هذا مبدأ علاجي أساسي.
للتسهيل على نفسك ابدئي أولا بأن تعرضي نفسك في الخيال، وهذا يسمى بالتعريض في الخيال، صوري - وأنت جالسة في المنزل وفي مكان هادئ – أنك ذهبت إلى أحد المجمعات التجارية الضخمة جدا وقمت بالتسوق وبعد ذلك – لا قدر الله – حدث حدث ما كانقطاع للتيار الكهربائي مثلا في ذلك المكان، عيشي هذا الخيال بقوة حتى تحسين بالقلق الداخلي، وحين يرتفع لديك القلق هذا معناه استجابة علاجية جيدة وإيجابية؛ لأن القلق بعد ذلك سوف يبدأ في الانخفاض، يصل إلى قمته ثم ينحدر، ثم يقل حتى يختفي، والإكثار من التعريض في الخيال هو علاج ممتاز إذا أخذه الإنسان بجدية وتركيز، وكان له القوة الإيحائية على نفسه.
يأتي بعد ذلك التطبيق العملي، فلابد أن تخرجي مرتين في اليوم على الأقل، ولا مانع أن يكون هذا الخروج أو الذهاب إلى الأماكن المزدحمة أو الأسواق في صحبة أحد مثل الزوج أو الأخ أو الأخت، وهذا بالنسبة للثلاثة الأيام الأوائل، اخرجي في رفقة أحد، وبعد ذلك ولمدة أسبوع تخرجي في رفقة أحد ولكن حين تصلين إلى المكان المزدحم الذي تحسين فيه بالخوف يجب أن تبقين في ذاك المكان وحدك، والشخص المرافق لك يجب أن يذهب، وبعد ذلك يأتيك بعد مدة من الزمن وترجعين معه إلى المنزل.
الأسبوع الثالث يذهب معك هذا الشخص ويتركك في المكان وتنتظرين لمدة ساعة على الأقل ثم ترجعين إلى المنزل، والأسبوع الرابع تذهبين وحدك وتبقين وحدك في المكان الذي تحسين فيه بالرهبة وترجعين وحدك.
هذا هو العلاج السلوكي إذا طبق بصورة علمية ومنتظمة سوف تجنين إن شاء الله تعالى فائدته، ويجب ألا تجدي لنفسك أي نوع من المبررات السالبة، ويجب ألا يكون هنالك أي نوع من التراخي أو مساومة النفس، فرهاب الساحة هو قلق وليس أكثر من ذلك، ويجب أن يعالج بالتعريض مع منع الاستجابة والتي شرحناها لك.
هنالك أيضا علاجات إضافية طيبة، منها ممارسة تمارين الاسترخاء، هنالك عدة طرق لممارسة هذه التمارين، وتوجد أشرطة جيدة وكتيبات في مكتبة جرير أو في مكتبة الأمة للصوتيات، هنالك شريط وكتيب جيد للدكتور صلاح الراشد، وآخر للدكتور نجيب الرفاعي، وثالث للأستاذة حنان عيسى عبدالظاهر.
هذه الأشرطة للتدريب على الاسترخاء تعتبر مفيدة وجيدة، فأرجو أن تتحصلي على أحد هذه الأشرطة وتطبقي ما فيها بكل جدية وبحذافيره، وإن شاء الله سوف تجدين أن ذلك قد ساعدك كثيرا في تحمل تطبيق العلاج السلوكي والتخلص من رهاب الساح.
يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، والأبحاث الجديدة والحديثة تشير أن الدواء أيضا يساهم مساهمة طيبة، هنالك دراسة رأت أن من يطبق العلاج السلوكي والعلاج الاسترخائي ويجعل التفكير المعرفي الداخلي في تفكيره ويتناول الدواء فهذه فرصة شفائه وعلاجه خمسة وتسعين بالمائة، والذي يطبق العلاج السلوكي لوحده مع العلاج الاسترخائي فإن فرص العلاج هي ثمانين بالمائة، والذي يتناول الدواء لوحده فإن فرص العلاج هي أربعين بالمائة.
فأرجو أن تأخذي بأحسن الفرص العلاجية وهي: التغيير المعرفي، أي أن تتفهمي أن هذا قلق وليس أكثر من ذلك، وتطبيقي البرامج السلوكية التي تقوم على المواجهة وتناول الدواء.
من أفضل الأدوية التي تفيد في هذه الحالة عقار يعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat ) أو (باكسيل Paxil )، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة عشرة مليجراما (نصف حبة) ليلا لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى عشرة مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم عشرة مليجراما كل يومين لمدة شهر أيضا، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أنا لم أصف لك الجرعة المتوسطة أو الكبيرة من هذا الدواء، حيث إن الجرعة يمكن أن تصل إلى حبتين، أو ثلاثة، أو حتى أربع حبات في اليوم، وهذه هي الجرعة القصوى.
تركناك على الجرعة الصغيرة وأعتقد أنها سوف تساعدك كثيرا، مع تطبيق العلاجات السلوكية، خاصة أن هذا الدواء هو من الأدوية المفيدة والسليمة.
ويوجد عقار آخر يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft ) أو (لسترال Lustral ) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) وهو يوجد في الصيدليات ولا يتطلب وصفة طبية، يمكن تناوله بجرعة حبة واحدة (خمسين مليجراما) يوميا لمدة ستة أشهر، ثم خمسين مليجراما كل يومين لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
وبالله التوفيق.