عدم الثقة وما يترتب على ذلك من مخاوف

0 375

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا شاب أبلغ من العمر 20 عاما، كنت محافظا على الصلاة وأفكر نحو المستقبل، لكن انقلبت حياتي فجأة، فصرت أخاف جدا من الناس، ولا أستطيع شراء شيء بسبب ذلك، ولا أستطيع تكوين علاقات مع الناس، ويتهمني الناس بالهبل لأني أضحك كثيرا دون سبب وأكلم نفسي كثيرا، وعندما أكون في الدوام لا أستطيع أن أكلم أحدا، وأكون كارها للدنيا وأتمنى الموت، وعندما يقارب الدوام على الانتهاء أفرح كثيرا، فبم تنصحونني؟ وما هو الدواء الذي تكون أعراضه خفيفة (زيروكسات أم سبراليكس أم فافرين)؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد السالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن رسالتك توضح بصورة جلية أنك صاحب قدرات - ولله الحمد - ولك القدرة على عمل أشياء كثيرة، ولكنك تحجم عن القيام ببعض الأشياء البسيطة، وذلك لأنك مهزوز الثقة بنفسك، ولا تستطيع التعامل مع بقية الناس خوفا من نظرتهم السلبية حيالك، وأنت لديك مخاوف افتراضية، ومخاوف ليست من الواقع في شيء.

وهذه نظرات أو أفكار افتراضية مسبقة يجب أن لا تعطيها قيمة أبدا؛ لأن الإنسان يجب أن لا يخاف من شيء لم يحدث ويجب أن لا يقلق حياله، وقد ذكرت أنك كنت محافظا على الصلاة، فهل أفهم من ذلك أنك لست محافظا عليها الآن؟ إذا كان الأمر كذلك فإن الصلاة هي عمود الأمر كله، ومن أقامها فقد أقام الدين، والصلاة سوف تصلح أمرك وسوف تبعث فيك الطمأنينة والراحة النفسية وراحة البال.

وكم هو جميل أن يشير إليك الناس بأنك محافظ على صلواتك في المسجد، فأنت تتخوف من نظرات الناس السلبية حولك فلابد أن تقوم بما هو إيجابي حتى تكون تصورات الناس عنك إيجابية، ومنها الالتزام بالصلاة، فحين تكون ملتزما فإن لك حسنة في الدنيا بمعنى أن تكون نظرة الناس نحوك إيجابية.

وهذه الأفكار السلبية التي تتحدث عنها يجب أن لا تعطيها قيمة، وفكر في الأشياء التي تراها جيدة وصحيحة وإيجابية في حياتك، وتركيزك على هذه الجوانب سوف يعطيك ثقة أكثر في نفسك، فأنت ذكرت أنك تضحك كثيرا دون سبب، فالمرضى الذين يعانون من الأمراض العقلية يضحكون أحيانا بدون سبب، ولكن لا يعرفون أنهم يضحكون وأنت ما دمت تعرف أنك تضحك دون سبب فأنت لست مختلا عقليا، فلابد أن تتحكم في نفسك وتكون لك الإرادة في هذا الشأن، والإنسان لابد أن يصحح ما يراه خطأ.

وأما بالنسبة لمضايقتك في بداية الدوام وأنك تفرح في نهاية الدوام فهذه مشاعر لا نقول أنها مرفوضة، ولكن يجب أن تشعر بقيمة العمل وأنك تؤدي واجبا، وأنك اتخذت هذا العمل كوسيلة لكسب الرزق، وأن الكثير من الناس قد حرموا من هذه الأعمال والوظائف، فانظر إلى عملك نظرة إيجابية، وانظر أن الإنسان الذي يأخذ الأجر يحاسبه الله بالعمل، فهذه هي المفاهيم الصحيحة والإيجابية عن العمل، وسوف تجد أن هذا التردد وهذا الخوف وهذا التقلب في المزاج قد انتهى.

وعليك بالتواصل ومخالطة الخيرين من الناس أصحاب الخلق وأصحاب الدين الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وسوف تجد أن هؤلاء هم أفضل قدوة يمكن أن يقتدي بهم الإنسان، واجعل نظرتك نحو المستقبل إيجابية، وأشعل الرجاء وعش على الأمل، وأعتقد أنك تستطيع أن تغير ما بنفسك، خاصة أن هذه التغييرات كلها تغييرات تحت استطاعتك، وهي مكتسبة يسهل التخلص منها.

وعليك أن تقول لنفسك: لماذا أخاف من الناس؟ الناس هم مثلي وليسوا بأفضل مني، الناس هم والداك وإخوانك وأخواتك، وأقرباؤك، وجيرانك، وبقية البشر، وحاول أن تشارك الناس في أفراحهم وأتراحهم، واذهب إلى المسجد وكن في الصف الأول، واذهب إلى الأسواق حين تكون هنالك حاجة لذلك، وعليك فقط بأن تفكر بنوع من التفكير الإيجابي الجديد، فالتفكير السلبي هو الذي أضر بك وجعلك تفكر بهذه الصورة الغير إيجابية عن نفسك.

وسوف أصف لك دواء بسيطا يساعدك على إزالة هذه المخاوف إن شاء الله، والداوء يعرف باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral)، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة 50 مليجرام لمدة ستة أشهر، أي تتناول حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تناول حبة واحدة كل يومين لمدة شهر، ثم توقف عن الدواء، فالدواء إن شاء الله سوف يمنع هذا القلق وهذه المخاوف، وسوف تجد أن الدافعية لديك قد تحسنت وكذلك المزاج.

نسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك من عباده الصالحين وأن يوفقك لما يحب ويرضى.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات