السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة متزوجة منذ أربع سنوات، ولدي طفلان ولله الحمد، وقد حصلت مشاكل مع أهل زوجي وصلت حد الإهانة والتجريح من جميعهم، وزوجي لديه علم بذلك ولم يفعل شيئا.
علما بأنه أهانني أمامهم وأمام أناس آخرين دون أن يفكر في الشيء الذي فعله، وذلك إرضاء لأهله، وعندما راجعته على فعلته اعترف بخطئه وخطأ أهله، وطلب مني نسيان الموضوع وأن أعود للتعامل معهم وكأن شيئا لم يكن، ولكني لا أقدر على ذلك وأحاول كثيرا دون جدوى، وعندما تكون نفسيتي مستريحة وأتذكر ما حدث أتضايق جدا وأشعر بالحزن والإهانة؛ لأني لم أستطع الحصول على حقي، وأغضب من زوجي وتسيطر علي حالة حزن شديدة ولا أستطيع التعامل مع أبنائي وزوجي، فماذا أفعل؟ وكيف أحل المشكلة؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن أول خطوات الخروج من هذا النفق المظلم يكون بنسيان ما حصل وانتظار الثواب من الله عز وجل، ولا شك أن حصر المشكلة في إطارها الزماني والمكاني وإعطاءها حجمها المناسب مما يساعدك على بلوغ العافية واستئناف حياتك بصورة طبيعية، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك الخير والتوفيق والاستقرار.
ولا يخفى على أمثالك أن شريعتنا تدعونا إلى أن ندفع بالتي هي أحسن، والله سبحانه يصف المتقين فيقول: (( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ))[آل عمران:134]، وهذه مراتب ثلاث: كظم الغيظ وزادوا عليه بالعفو لأنهم يدركون أن الله يقول فمن عفا وأصلح فأجره على الله، وينتظرون بشارة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا)، ثم ارتفعوا إلى المرتبة العالية فأحسنوا إلى من أساء إليهم؛ لأن الله سبحانه يقول: (( والله يحب المحسنين ))[آل عمران:134].
وإذا كان العفو جميلا ومطلوبا مع كل الناس فهو مع الزوج وأهله أوجب وأكمل، ويكفي اعتذار الزوج وشعوره بالخطأ واعترافه بما يحصل، ولا تطالبيه بمعاداة أهله فإن ذلك يجلب لك وله الأتعاب، لكننا نطالبه أن يعبر لك عن التقدير والوفاء، وأن يخفف عليك الضغوط، وهذا هو أهم جانب في الموضوع.
وأرجو أن يعلم كل زوج أن المرأة يمكن أن تصبر وتسعد إذا علمت أن الزوج يقدر أحوالها ويعترف بمعاناتها ويسمعها الكلمات الجميلة التي يفضل أن تكون بعيدا عن أهله، ولكن في حضور أهلها ومن تحب.
وإذا علمت المرأة أن الحياة لا تخلو من المشاكل سهل عليها التفاعل والتعامل مع أزمات الحياة، وإذا تذكر الإنسان معاناة الآخرين نسي آلامه ومشاكله.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بعدم إدخال الأولاد في المشكلة، فإنه لا دخل لهم في جرائم الكبار، ولا علاقة لهم في خصام الأزواج، واعلمي أن القسوة عليهم تترك آثارا نفسية عليهم، خاصة إذا شعروا أنهم مجرد ضحية، نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهمكم السداد والرشاد.
وبالله التوفيق والسداد.