السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة مصابة بمرض البهاق، وقد ظهر عندي المرض كنقط بيضاء على الرقبة من الخلف، وثبت عدة أعوام ثم عاود الظهور على أطراف أصابع القدم والركبة والأكواع، وأحس أنه في تزايد وسيبدأ بالظهور على الوجه، لوجود هالات بيضاء خفيفة ظهرت تحت الشفاة.
ولا أقول سوى الحمد لله رب العالمين، ولكن حالتي النفسية سيئة، حيث أني متزوجة مما يؤثر على وضعي أمام زوجي ويسبب لي الحرج الشديد أثناء التعامل مع الآخرين في مجال العمل.
وقد ذهبت إلى الطبيب وبدأت جلسات ضوئية - وليست ليزر - ولكني لم أشعر بأي تحسن فتوقفت عن العلاج بسبب التكلفة العالية مع عدم شعوري بأي تحسن واضطراري إلى الذهاب ثلاثة أيام في الأسبوع مما كان يعوقني، وأخاف من تلون المنطقة المصابة والمناطق المجاورة بألوان كثيرة نتيجة التعرض للأشعة.
فهل من الممكن العلاج عن طريق تبييض الجسم كله؟ وكيف ستتم العملية (الحقن أم الكريم)؟ وما المدة التي يتوقع أن تتم فيها؟ وأين هي الأماكن التي تقوم بهذه العملية؟ وما هي التكلفة المتوقعة في حالة القيام بعملية تبييض للجسم بالكامل؟ وهل تبييض لون الجسم فيه حرمة ويعتبر تغييرا لخلق الله؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Malak حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فليس شرطا أن كل من يصاب بالبهاق سيتحول إلى الأبيض لكامل الجلد، فمسيرة المرض تتفاوت تفاوتا كبيرا وتختلف من شخص لآخر ومن ظرف لآخر عند نفس الشخص، وأعرف مريضا على مدى سنين عديدة تحول عنده المرض من الخفيف إلى الشديد المنتشر وبالتدريج عاد ليتصبغ من جديد، وبعدها عاد لتعمم البياض - على مدى ثلاثة عقود بغض النظر عن العلاجات المستعملة -.
ومن المعروف في الطب أن البقع المحدودة علاجها موضعي، والبقع التي تشمل أكثر من (20-30%) من سطح الجلد يفضل فيها العلاج الضوئي أو الضوئي الكيميائي على اختلاف أشكاله وحسب توفره وخبرة من يعالج به.
وأما المرض المنتشر المعاند فغالباما يحتاج إلى دراسة الأسباب المؤدية لذلك من حيث المناعة والداء السكري والغدة الدرقية والأمراض المناعية والوراثة والقصة العائلية والقصة العلاجية والاستجابة لأدوية وإلى غير ما هنالك.
ومن المعروف أن البهاق يستجيب على الجلد المشعر وعلى الوجه وعلى الجلد المغطي للحم - أي العضلات -، ولا يستجيب على الجلد المغطي للعظم كالمرفقين، كما أنه لا يستجيب على المواضع غير المشعرة كأطراف الأصابع والراحتين.
وكلما قصرت فترة المرض كلما كانت الاستجابة أفضل، وكلما طالت مدة المرض كلما قلت نسبة الاستجابة وهكذا، وكلما زادت العوامل المؤثرة كالأمراض المناعية والحالة النفسية كلما كانت الفائدة من العلاج أقل.
ومن أول النصائح أن لا نتوقع المرض وأن لا نتفحصه كل يوم، ومن أول الإجراءات المطلوبة هو استعمال المكياج الخاص بالبهاق الذي يخفي المرض فيريح المريض، خاصة إن كان المرض على المواضع المكشوفة مثل الوجه، ومن أمثلة هذه المكياجات الديرمبليند أو كوفر ديرم أو غيره من المتوفر في الأسواق المحلية عندكم.
وإن العلاج بالأشعة فوق البنفسجية جيد لو توقفت أسباب زيادة المرض، وأما التبييض فقد تعرضنا له في الاستشارة رقم (276713) مع ملاحظة أن عملية التبييض ليست هي النصيحة المقدمة لمرضى البهاق وهي ليست سليمة على المدى القريب ولا على المدى البعيد، وهي تتم عن طريق كريم وليس الحقن، والمدة المتوقعة عدة أشهر قد تزيد حسب اللزوم، وهي عملية تخريب دائم للخلايا الملونة للجلد ولا يعود اللون الطبيعي بعدها أبدا إلا لأجزاء صغيرة.
وأما الأماكن التي تقوم بها فهي مراكز علاج البهاق أو عن طريق أطباء الأمراض الجلدية، ويرجى ملاحظة أن الدواء المستعمل قد تم منعه في دولة قطر، وأما الكلفة فلا ندري كم هي بالضبط، ويمكن البحث عن طريق الإنترنت عنها.
وللمزيد عن البهاق يرجى مراجعة الاستشارتين (279952،266895) اللتان تناقشان البهاق بشكل عام، ونرجو مراجعة علاج البهاق في (18080)، وكذلك مراجعة الاستشارتين (276713،235397) ففيهما الكلام عن البهاق وإشارات له والتركيز على التبييض، وهناك شيء من التداخل بين هذه الاستشارات والإجابات.
وأما الحكم الشرعي لذلك فيمكنك الدخول على ركن الفتوى والبحث برقم الفتوى: (34623) للاطلاع على حكم ذلك.
والله الموفق.