نظرة في إستماع الرضيع صوت القرآن الكريم

0 563

السؤال

لدي ابن عمره ستة أشهر ونصف، بدأت بإسماعه القرآن والأذكار في فترات متقطعة نظرا لانشغالي بالوظيفة، وقد قللت من ساعات عملي حتى أتفرغ للاعتناء به، فمتى يمكنني البدء بتعليم طفلي القرآن؟ وهل أسمعه القرآن بصوت شيخ واحد أم أسمعه أكثر من صوت؟ وهل أصبت في تفرغي له في سن مبكرة لتعليمه؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم أيمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدني حرصك على إسماع طفلك القرآن منذ هذا الوقت المبكر، وأفرحني رغبتك في ترك العمل من أجل طفلك الذي نسأل الله أن يجعل فيه قرة العين لك ولوالده.

والأبناء يستحقون أكثر من هذا، والمرأة التي تحسن التربية والرعاية لأبنائها تقدم للأوطان خدمات أكبر وأعظم، فالدول والأمم لا تملك أغلى من الإنسان، هذا الكائن الذي كرمه الله وأوكل له مهمة الاستخلاف في الأرض، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يجعل الصلاح ميراثا في ذرياتنا وذريتك إلى يوم الدين.

وأرجو أن يعلم الجميع أنه لا يسد مكان الأم إلا الأم، كما أرجو أن يتذكر من يريدون شغلها عن وظيفتها كأم أنهم يجلبون الأضرار لمجتمعاتهم، فإذا قالوا: نصف المجتمع معطل؛ قلنا لهم: لا يوجد في الأمة من يعمل في حالة طوارئ مستمرة سوى الأمهات، وقد أحسن من قال: هل يجوز لنا مطالبة المرأة بترك وظيفتها الأصلية للعمل في وظائف أخرى، حتى لو تسبب ذلك في عطالة الرجال وفقدانهم للوظائف؟!

أما بالنسبة لطفلك فمن مصلحته أن يسمع القرآن يتردد في جنبات المنزل، وأحسن من ذلك أن ينظر إلى قراءتكم وسجودكم وركوعكم لله العظيم، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الطفل يستفيد من سماعه للقرآن، حتى عندما يكون في بطن أمه إذا قرأت القرآن، ولا مانع من شراء المصحف المعلم وخاصة أشرطة الشيخ المنشاوي والتي فيها أصوات تتردد خلف الشيخ؛ فإن هذه الطريقة تفيد الجميع وخاصة الأطفال.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، فإن صلاح الأولاد منحة منه سبحانه، كما أن الأطفال هبة من هباته، فسبحانه يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور.

وليت أخواتنا يدركن أن المرأة الغربية بدأت رحلة العودة إلى البيوت لممارسة دور الأمومة، بل صارت بعض الدول الأوروبية تكافئ من تعود إلى المنزل لتنتج للمجتمع أبناء وبنات أصحاء أقوياء، وقد أدركوا أن الخسارة الحاصلة بسبب دخول المرأة إلى سوق العمل أكبر من الأرقام الوهمية التي يظن الكاذبون أنهم يوفرونها بدفع المرأة إلى أسواق العمل، نسأل الله أن يردنا إلى الحق والصواب.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات