السؤال
ولدي يبلغ من العمر سنتين ونصف، والمشكلة أنه عندما يلعب بالكرة يمارس عليها حركات أشبه بالجماع.
وألاحظ وجود الحماس حتى التعرق الشديد! ولا أخفي عليكم أنه كان في أفراد عائلتي من يتصرف هذا السلوك إلى سن معين ثم أقلع عن هذا.
ولقد قمت بالابتعاد عن شراء الكرة ولكنه يمارس ذلك على المخدة، أو الدرج، وأنا أخشى عليه من التعرض للأذى، والأمر الذي يزيدني توترا هو الأهل، والأقارب، بترديد تلك المقولة: لا يوجد طفل يعمل هكذا.
سؤالي: هل هذا وراثي أم حالة نفسية؟ وكيف أتصرف معه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عالية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك.
لا شك أن الطفل في مثل هذا العمر لا يفهم أي شيء عن الممارسات الجنسية، والطفل حتى إن شاهدها ينظر إليها باستغراب، ولكن إذا تكررت المشاهدة وشرحت للطفل ربما يستوعب منها بعض الجوانب، والممارسة الجنسية تعتمد على التحفيز الداخلي الذاتي، وهذا التحفيز الذاتي هو الذي يجعل حتى الكبار يقدمون على المعاشرة الجنسية، ولا يوجد أي نوع من التحفيز الداخلي للطفل يدفعه نحو ذلك؛ لأن المفاهيم الجنسية لم تتبين لديه لا من الناحية النفسية ولا من الناحية الفسيولوجية.
يبقى أن هنالك عادات مكتسبة قد تأخذ الطابع الوسواسي، بمعنى أن الأطفال تكون لهم بعض الحركات الرتيبة والمتكررة وذات الطابع الطقوسي، أي أنها تتبع وتيرة وطريقة واحدة، الطفل قد يكون اكتسبها لعدة أسباب: إما أن يكون قد شاهدها وبدأ في ممارستها دون أن يفهم معناها، أو ربما يكون لدى بعض الأطفال التهابات بسيطة في العضو التناسلي، أو حين احتقان البول، لأننا نعرف أن الذكور حين يحتقن البول يحدث لديهم انتصاب، وبعد ذلك قد يحاول الصغير أو يكتشف صدفة أنه حين يقوم ببعض الحركات التي تؤدي إلى الاحتكاك بين عضوه التناسلي وأي جسم آخر هذا قد يشعره ببعض الارتياح، لا نقول إن هذا الارتياح ذو طابع جنسي، ولكنه ارتياح داخلي يحدث للطفل.
فربما يكون هذا الابن – حفظه الله – حدث له شيء من هذا، أي مع الاحتقانات البولية بدأ بعد ذلك يمارس هذه الحركة وشعر بالارتياح وبدأ يكررها؛ لأنه حدث له نوع من التحفيز الداخلي.
لا نستطيع أن نقول إن هنالك عوامل وراثية في مثل هذه الأمور، بالرغم من أنك قلت إن بعض أفراد العائلة كان يتصرف نفس هذا التصرف، الشيء الوحيد إذا كان مثل هذه الممارسة حدثت أمام الطفل لا شك أنه قد تعلمها واكتسبها، ولكن لا نستطيع أن نقول إن هذا التعلم أو هذا الاكتساب هو ذو منشأ بيولوجي، أو إن الوراثة قد لعبت فيه دورا.
هذا مجرد اكتساب عادة لأن الإنسان يتفاعل مع بيئته، خاصة الطفل يتفاعل مع من حوله ويكتسب مهاراته وتجاربه ممن حوله.
أنا أقدر تماما مستوى الحرج الذي قد يحدث حين يمارس هذا الابن – حفظه الله – هذه الممارسة، لكن العلاج الأساسي يتمثل في التجاهل، يجب أن يتم التجاهل الكامل، لأننا حينما نصر على الطفل أن يتوقف ربما هذا يثبت الأمر في ذهنه بصورة أقوى ويصر على الممارسة.
ولكن يمكن مع التجاهل أن يلفت نظر الطفل إلى نشاط آخر يكون محببا له، فعلى سبيل المثال في الوقت الذي يمارس هذه الحركة – مع الكرة أو مع أي جسم آخر – تقومين أنت بشد انتباهه ولفت نظره بإعطائه - على سبيل المثال – لعبة محببة له، أو أخذه واحتضانه وتقبيله، وهكذا، إذن الهدف هو جذب انتباه الطفل وتوجيهه إلى نشاط سلوكي آخر، هذا هو المبدأ العام: التجاهل مع شد انتباه الطفل إلى نشاط آخر.
سيكون أيضا من الجيد والمفيد إذا تم فحص البول لدى الطفل، ومعرفة ما إذا كانت هنالك أي التهابات أو أي شيء من هذا القبيل يمكن علاجه، وإذا كان الطفل لم يختن فإني أنصح بالختان؛ لأن الختان أيضا يزيل أي التهابات أو متعلقات تؤدي إلى عدم الارتياح لدى الطفل في منطقة العضو التناسلي مما يجعله يفضل احتكاك العضو بأي جسم حتى يقلل من شعوره بعدم الارتياح.
هذا هو الذي أنصح به، وبالطبع بجانب الأمور التربوية الأخرى بأن يعطى الطفل الثقة في نفسه فتجعله يقضي أكثر وقت مع بقية الأطفال، وأن نشجعه نحو ما هو إيجابي، وأن نتجاهل بقدر المستطاع ما هو سلبي.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأرجو ألا تنزعجي كثيرا للأمر فسوف ينتهي تلقائيا، وبتطبيقك للإرشاد السابق سوف تجدين أن الأمر قد تبدل تماما.
وبالله التوفيق.