السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبعث لكم -وبكل أسف- ما يكنه صدري وما يختلج قلبي من الألم في معصية المنان، الذي من علي بالهداية قبل الضياع، واأسفاه على ما ضيعت من حياتي، أنا أعلم أن الله غفور رحيم، لكن أنا أغضبته جدا، لا أعلم ما أقول لكم؟ كلمات الندم والحزن تخرج من صدري مثل السكاكين تقطع آثار توبتي.
أما مشكلتي فهي أنني تعرفت على شاب، -والحمد لله- أن الله أنقذني وخرجت من تلك الجامعة، وأتيت عند أهلي، لكن أنا أعلم أنه يحبني جدا، لم يحدث شيء سوى الحديث مع بعض -والحمد لله- لم يحصل ما هو أسوأ.
أنا أحمد الله على الهداية، والآن تقدم لخطبتي رجل متدين -والحمد لله- من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وأنا وعدت الذي أحبه أنني سأبقى له! هل إذا خطبت فقد أخلفت؟
أرجو منكم أن تدعو لي رجاء، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lulu حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
إن وعدك لذلك الشاب لا قيمة له، ولو كان فيه خير لطرق الأبواب وقابل أهلك الأحباب، ونحن لا ننصح أي فتاة إذا جاءها صاحب الدين بأن تفرط فيه وتنتظر السراب.
أرجو أن تكتمي ما حصل عن كل الناس، وجددي توبتك لربك سبحانه، واعلمي أنه سبحانه: (غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) [طه:82].
وهو سبحانه يفرح بتوبة من يتوب إليه، ولن يعدم الناس من رب يفرح بتوبة عبده خيرا، ويا له من رب رحيم يفرح بتوبتنا، رغم أننا وأهل الأرض جميعا لو كنا على قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملك الله شيء.
هنيئا لمن أنقذها الله، ومرحبا بمن تندم على التقصير في جنب الله والندم توبة، ورب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت كبرا وافتخارا، وإذا ذكرك الشيطان بما حصل فاستغفري الله عز وجل، وعاملي عدونا بنقيض قصده، وأكثري من الحسنات الماحية فإن الحسنات يذهبن السيئات.
لأنك لنا في مقام البنت والأخت فنحن لا نرضى لك الارتباط برجل رضي أن يتعرف عليك، ويتوسع في العلاقة بعيدا عن أهلك، ودون مراقبة لربه وربك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وبالله التوفيق والسداد.