السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكو منذ سنتين من ضيق وخوف شديد يزداد يوما بعد يوم، وقد راجعت طبيبا نفسيا فوصف لي البروزاك 20 ملجم يوميا، ولم أشعر إلا بتحسن قليل، وقد قرأت أن دواء سبراليكس فعال لحالتي.
علما بأن السبراليكس لا يتوفر في بلدي، وتوجد أدوية بديلة كالسيبرام، فهل أتناوله مع البروزاك؟ وهل له آثار جانبية خطيرة؟ وهل هو فعال لحالتي؟ وكيف أترك البروزاك؟ وهل يتفاعل مع الأدوية الأخرى كأدوية القولون والضغط.
ولكم جزيل الشكر والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن عقار البروزاك Prozac هو دواء جيد وممتاز لعلاج الاكتئاب النفسي، والقلق، والتوتر، والوساوس القهرية، ولكنه ليس علاجا فعالا بالدرجة المطلوبة لعلاج المخاوف، وهذا ربما يكون هو السبب الذي جعلك لا تتحسن معه كما كنت تتوقع.
وأما عقار السبرالكس Cipralex فهو من الأدوية الجيدة، وكذلك عقار Faverin، وأيضا عقار زولفت Zoloft، هذه هي الأدوية التي نرى أنها مفيدة للضيق والمخاوف، كما أن الزيروكسات Seroxat مفيد أيضا لهذه الأعراض خاصة إذا كان الخوف يحدث في المواقف الاجتماعية.
وأما بالنسبة لعقار Cipram فهو من الأدوية الجيدة والمتميزة، وهو قريب في صفاته من البروزاك، ولكنه يساعد نسبيا في علاج المخاوف، ونسبة فائدته ونفعه لعلاج الخوف هي أفضل مما نشاهده حين تناول البروزاك، فلا مانع من أن تستبدل البروزاك بالسبرام، ولا داعي لتناول الدواءين مع بعضهما البعض.
والبروزاك يتميز بأنه لا يسبب أي آثار انسحابية، حتى لو توقف عنه الإنسان فجأة، وذلك لأن هذا الدواء لديه إفرازات ثانوية تظل في دم الإنسان لمدة طويلة نسبيا، وعليه يمكنك أن تتوقف عن كبسولة واحدة من البروزاك وتستبدلها مباشرة بحبة واحدة من السبرام من فئة عشرين مليجراما، وجرعة البروزاك تساوي دائما جرعة السبرام، وهي حتى ثمانين مليجراما في اليوم.
ومما فهمته من رسالتك أنك تتناول كبسولة واحدة من البروزاك، فيمكنك التوقف عنها اليوم وتبدأ غدا في تناول السبرام، ولكن الذي أنصح به هو أن ترفع جرعة السبرام إلى أربعين مليجراما يوميا بعد أسبوعين من بداية تناول الجرعة الأولى منه؛ لأن الأربعين مليجراما هي جرعة علاجية أفضل، ويمكنك أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك يمكن أن تخفض الجرعة إلى حبة واحدة في اليوم، وتستمر عليه كجرعة وقائية.
وهناك بديل أفضل وهو الزولفت (سيرترالين Sertraline)، فإذا كان متوفرا في العراق فربما يكون بديلا أفضل من السبرام، وطريقة تناول الزولفت هي أن تتوقف أيضا من البروزاك وتبدأ بعد ذلك مباشرة في تناول الزولفت بجرعة حبة واحدة (خمسين مليجراما) يوميا، ومرة أخرى أقول لك من المستحسن أن ترفع الجرعة إلى حبتين (مائة مليجراما) في اليوم، وذلك بعد شهر من بداية تناول الحبة الأولى من الزولفت.
والمائة مليجرام من الزولفت – أي حبتان – هي الجرعة العلاجية الصحيحة في حالات الخوف، علما بأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم، ولكن لا أعتقد أنك في حاجة إلى ذلك.
والسبرام يتميز بأنه لا يتفاعل سلبا مع معظم الأدوية، كما أن البروزاك لا يتفاعل كثيرا مع الأدوية التي ذكرتها، والمحاذير فقط مطلوبة في حالة تناول الأدوية التي تزيد في سيولة الدم مثل (ولفرين Wolverine)، وإذا كان خيارك هو تناول الزولفت فأطمئنك تماما أنه أيضا لا يتفاعل ولا يتداخل سلبا مع الأدوية الأخرى.
ولابد أن تأخذ بالوسائل السلوكية أيضا لعلاج الضيق والخوف والتوتر، ومن هذه الوسائل السلوكية ممارسة تمارين الاسترخاء، ويمكنك الحصول على أحد الأشرطة التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، أو يمكنك الذهاب إلى أخصائي نفسي – وليس طبيبا نفسيا – وسوف يقوم بتدريبك على هذه التمارين، وعليك أيضا أن تكون إيجابيا في تفكيرك وأن تواجه مصادر الخوف أيا كانت ولا تتجنبها، فالمواجهة هي من الوسائل العلاجية الجيدة والممتازة.
وقد وجد بأن ممارسة الرياضة مفيدة في امتصاص الطاقات النفسية السلبية مثل الخوف والقلق والتوتر، فأرجو أن تحرص على هذه الوسائل العلاجية بجانب تناول الدواء بانتظام، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق.
وبالله التوفيق.