أعاني من اكتئاب ما بعد الولادة والتخوف من الجنون والموت.

0 459

السؤال

السلام عليكم..

أنا سيدة متزوجة منذ أحد عشر عاما، بعد ولادة طفلتي الأولى لم يصبني اكتئاب، لكنه بدأ معي بعد ولادتي الثانية، وبعد ذلك أجهضت وأصبت بالاكتئاب أيضا، وأنجبت طفلة ثالثة لكنها ماتت فأصبت باكتئاب، وتناولت مضاد الاكتئاب وتحسنت، وبعد ولادة طفلي أصبت بالاكتئاب مرة أخرى.

ويتمثل ذلك في أعراض جسدية أكثر من كونها نفسية، وهي حرارة في الجسم وتعب عند أقل مجهود وخفقان في القلب ورجفة في الجسم وثقل في الأرجل وتنميل، واختناق وضيق تنفس ووخزات في الصدر والقلب، وإحساس دائم بالموت، وغير ذلك من الأعراض المزعجة.

وأتناول البروزاك منذ أسبوعين، وأعتقد أنه أقل الأدوية النفسية آثارا جانبية، فمتى سيظهر تأثير البروزاك؟ وهل يؤدي الاكتئاب إلى الجنون؟ وهل هذه الأعراض وهمية أم حقيقية؟ وهل يؤدي الاكتئاب للموت؟!

أفيدوني وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيتضح من رسالتك أن لديك الاستعداد للاكتئاب، ولذا تأتيك نوبات اكتئابية بعد الولادة، والاستعداد للاكتئاب لا يعني أن ذلك أمرا وراثيا، ربما تلعب الوراثة دورا، ولكن ربما تكون شخصيتك تلعب دورا في ذلك، وأرجو أن لا تنزعجي وأرجو أن أؤكد لك أن هذه الحالة يمكن أن تعالج.

ومن الأشياء التي تساعد كثيرا في علاج اكتئاب ما بعد الولادة، خاصة الاكتئاب الذي يتسم بالخمول والثقل في الجسم والتنميل، وجد أن ممارسة الرياضة تعتبر علاجا ممتازا وفعالا، الرياضة تقضي على الطاقات النفسية السلبية وتصحح المسارات البيولوجية التي من خلالها يتحسن المزاج، فأرجو أن تكوني حريصة على ممارسة أي رياضة تناسبك كامرأة مسلمة، ورياضة المشي هي من الرياضات الجيدة.

وأما بالنسبة لمشاعرك والإحساس الدائم بالموت، فإنه يظهر أنه تنتابك نوبات ما نسميه بالهرع أو الهلع، وهو نوع من القلق الذي يتسم بضيق في النفس وواخزات في الصدر والقلب، والبعض قد تأتيه أيضا ضربات في القلب، وهذا يؤدي إلى الشعور بحتمية الموت في نفس اللحظة التي يعاني منها الإنسان من هذه الأعراض، كما أن البعض أنه سوف يفقد عقله أو أنه سوف يفقد السيطرة على تصرفاته خاصة أمام الآخرين.

أرجو أن أؤكد لك أن شيئا من هذا لن يحدث، لن تفقدي السيطرة ولن تفقدي عقلك، والاكتئاب لا شك أنه ليس نوعا من الأمراض العقلية، هو نوع من الأمراض الوجدانية.

أما بالنسبة للموت فالموت حق يمكن أن يحدث في أي لحظة، ولكن لا نقول إن الاكتئاب سبب في الموت، وفي ذات الوقت أؤكد لك أن هذه المشاعر التي تأتيك هي مشاعر نفسية وليس أكثر من ذلك، نسأل الله تعالى أن يطيل عمرك ويصلح عملك، وهذه مشاعر نفسية لا علاقة لها بالموت، فالموت لا شك يأتي لكل إنسان وهذا الذي يحدث لك هو مجرد شعور نفسي وليس أكثر من ذلك، وهذه الأعراض لا تؤدي إلى الموت أبدا، ولكن الشعور بالموت هو جزء من الأعراض في الأصل، فلا تنزعجي مطلقا.

أنت لديك أشياء إيجابية كثيرة في حياتك، لديك الذرية والزوج، ومن المحتمل أن تكون لك أشياء جميلة أخرى في حياتك لا أعلمها، فأرجو أن تركزي وتتمعني وتتأملي في هذه الإيجابيات في حياتك ولا تعطي للسلبيات أي سبيل إلى نفسك، فأنت لديك مسئوليات حيال زوجك وحيال أولادك، ولديك الكثير المفيد الذي يمكن أن تقومي به، يجب أن تظهري فعاليتك؛ لأن إظهار الفعالية والجدية يعطي الإنسان الشعور بالرضا، وهذا يغير من منهج التفكير السلبي ويحوله إلى تفكير إيجابي، مما يساعد أيضا في زوال الاكتئاب.

وبالنسبة لعلاج البروزاك Prozac فهو علاج فعال وممتاز، وأنت قد بدأت الجرعة بعشرين مليجرام (كبسولة واحدة) في اليوم، فيجب أن ترفعي الجرعة إلى كبسولتين (أربعين مليجرام) في اليوم، وهذه هي الجرعة العلاجية، ويجب أن تستمري لمدة ستة أشهر على الأقل على هذه الجرعة، ثم بعد ذلك تخفضي الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم كجرعة وقائية لمدة ستة أشهر أخرى، ثم يمكنك أن تتوقفي عن تناوله.

ويختلف ظهور تأثير البروزاك من إنسان إلى إنسان، ولكن فعالية البروزاك تبدأ بعد أسبوعين من تناوله، لكن القيمة العلاجية الحقيقية تتطلب أربعة إلى ثمانية أسابيع من العلاج المتواصل.

وعليك فقط بالفعالية والتفكير الإيجابي وتناول الدواء بالتزام وحسب الجرعة التي وصفناها لك، ولا تنسي أمر الدعاء؛ فهو من أفضل وأنجع الأدوية على الإطلاق!

وختاما: نشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات