أثر الكابتجون في إبطال مفعول الزيروكسات وطريقة علاج الرهاب حال تركه

0 489

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب مصاب بالرهاب الاجتماعي، وقد بدأت في استعمال الزيروكسات منذ سنتين، وقد تحسنت حالتي، ولكني ألاحظ في هذه الأيام أن حالتي عادت كما كانت، وتجددت أعراض الرهاب رغم أني لم أترك العلاج ولم أقلل الجرعة، وحالتي تزداد سوءا -والحمد لله على كل حال-، فهل مر عليكم مثل هذه الحالة، وما العلاج لذلك؟

علما بأني أستعمل حبوب الكبتاجون، وقد فكرت في استخدام الزولفت، فهل تنصحونني به؟ وما الجرعة المناسبة؟ وقبل حوالي شهر ونصف عانيت من الغضب الشديد فاستعملت حبوب الرزبريدال بمقدار نصف حبة من فئة (2 ملجم)، فهل لها تأثير على حالتي؟ وهل الرزبريدال يفيد في علاج الرهاب؟ وما رأيكم في عملية تدبيس العصب السمبثاوي؟ وهل هي مفيدة؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد 11 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن الإشكالية الرئيسة في حالتك هي تناولك لحبوب (الكابتجون)، فهذه الحبوب الإدمانية المهلوسة لا شك أنها تعطل بصفة شبه كاملة فعالية عقار الزيروكسات Seroxat، فالزيروكسات يعمل على تنظيم مادة الـ(سيروتونين Serotonin) بصورة أفضل مما كانت عليه، وأما الكابتجون فيعمل على مادة الـ(دوبامين Dopamine) وكذلك على مادة السيروتونين، وفعله فعلا معاكس أو مضاد للزيروكسات.

فأدعوك أن تحسم أمرك وتتوقف عن هذه الحبوب الإدمانية المخدرة والتي أفتى العلماء بحرمتها لأنها تذهب العقل، ويعرف عن الكابتجون أنه مسهر، وأنه يفقد الإنسان شهيته، وأنه يؤدي إلى ظهور أفكار ظنانية وبارونية واضطهادية، ويلجئ الإنسان إلى سوء التأويل، كما أنه يؤدي إلى التوتر والخوف، فأنت تساهم مساهمة واضحة في تعقيد حالتك وتطويرها نحو الأسوأ لتناولك لهذه المادة المضرة، والحكمة تقضي أن يزيل الإنسان السبب قبل أن يبحث عن طرق العلاج الأخرى، فلابد أن تزيل السبب وأن تتوقف مباشرة عن هذا المخدر، ويجب أن تكون قويا، ولك الإرادة، ويجب ألا تكون مستعبدا لهذه المادة الحقيرة.

وأما بالنسبة للعلاج أو سبل العلاج الأخرى فسوف تفيدك إذا توقفت عن الكابتجون، فالزيروكسات دواء جيد وأعتقد أن الكابتجون هو الذي أخل بفعاليته، وبعد التوقف عن الكابتجون سوف تنشط فعالية الزيركسات ويوصلك إلى نتائج علاجية أفضل.

وبعض الأدوية ربما تفقد فعاليتها باستعمالها لمدة طويلة، ولكن الزيروكسات ليس لديه هذه الخاصية، وعموما إذا توقفت عن الكابتجون ولم تستفد من الزيروكسات فيمكنك أن تتوقف عن الزيروكسات وتستبدله بالزولفت (سيرترالين Sertraline)؛ لأنه أيضا علاج جيد وممتاز لعلاج القلق أو الخوف والرهاب الاجتماعي، وجرعة الزولفت هي: كل خمسين مليجراما من الزولفت تعادل عشرين مليجراما من الزيروكسات، بمعنى: أنت الآن تتناول أربعين مليجراما من الزيروكسات، فهذه تستبدلها بمائة مليجرام من الزولفت، ولا داعي لاستعمال الدواءين مع بعضهما.

وأما بالنسبة لعملية التغيير فتبدأ بأن تخفض الزيروكسات إلى حبة واحدة، وفي نفس الوقت تبدأ في تناول حبة واحدة (خمسين مليجراما) من الزولفت، وتستمر على هذا الأمر لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن حبة الزيروكسات الأخرى وتضيف حبة زولفت في مكانها لتصبح جرعة الزولفت مائة مليجرام، علما بأن الجرعة القصوى للزولفت هي مائتا مليجرام (أربع حبات) في اليوم.

أما الرزبريادون (Risperidone) فاتضح أنه علاج جيد، وأعتقد أن الغضب الذي ينتابك هو أيضا ناتج من انسحاب الكابتجون في نظري، والرزبريادون يستعمل كعلاج مدعم في بعض حالات الاكتئاب أو الخوف الشديد أو الوساوس القهرية، ويعرف عنه أنه علاج ممتاز جدا لعلاج الظنان والتوترات.

فإذن الرزبريادون يستعمل كعلاج مدعم في حالة علاج الرهاب وليس علاجا أساسيا، وتناوله بجرعة (واحد إلى اثنين) مليجرام في اليوم هو إجراء صحيح، ويمكن أن يكون ذلك لمدة ثلاثة أشهر.

وأما بالنسبة لسبل العلاج الأخرى للخوف والرهاب فهو أنه يجب أن تكون لك القوة والإصرار والإرادة لأن تواجه كل مصادر الخوف والقلق، وهذا يسمى (العلاج بالتعريض)، بمعنى أن تعرض نفسك لمصادر الخوف والقلق، وحين تقوم بذلك سوف تشعر بزيادة في التوتر، ولكن بالاستمرار في المواجهة سوف يبدأ التوتر والقلق في الانخفاض حتى يزول تماما.

فأرجو أن تطبق هذا التمرين، وأرجو أن تغير من المفاهيم الخاطئة التي تحدث لكثير من مرضى القلق الاجتماعي، وهذه المفاهيم الخاطئة حيث يتصور البعض أنه سوف يفشل أمام الآخرين أو أنه مراقب من قبل الآخرين أو أنه يرتعش ويتلعثم أمام الناس، هذا كله ليس حقيقة وتوجد مبالغة في مثل هذه المشاعر.

وأيضا اللجوء إلى الطرق غير مباشرة لعلاج الرهاب مفيدة، وذلك بممارسة الرياضة الجماعية مع مجموعة من الشباب مثل ممارسة كرة القدم، فهذا يزيد من المهارات الاجتماعية ويقلل من الخوف، كما أن حضور حلقات التلاوة أيضا يفيد كثيرا في تحسين التواصل والمهارات الاجتماعية لدى الإنسان.

أما بالنسبة لسؤالك الأخير، وهو رأينا في عملية تدبيس العصب السمبثاوي (Sympathetic nerve) فإنها تحت التجارب ولا ننصح بها كثيرا، وهناك ادعاءات أنه يفيد في علاج القلق والتوتر وكذلك الاكتئاب، ولكننا في هذه اللحظة أو حسب المعلومات المتاحة لا نعتقد أنه ذو جدوى أو فائدة حقيقة.

نشكرك على تواصلك مع موقعك (إسلام ويب) وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات