أسباب التشنجات الصرعية وإجراءات علاجها

0 576

السؤال

السلام عليكم.
تكرر إغماء أبي مع تشنجات لمدة عشر دقائق، رغم أنه لا يشكو من أي مرض، وقد قمنا في المرة الأولى بعمل أشعة مقطعية على المخ ولم يظهر بها أي شيء، وقد تكررت هذه النوبة، وعندما يفيق منها لا يتذكر ما قبل النوبة، وإنما يتذكر ما قبل الإغماء فقط، وهي الأشياء العادية الحياتية كالشرب والذهاب للحمام أو تناول الطعام، وقد عرضناه على طبيب فأخبرنا أنه يجب عمل أشعة بالرنين المغناطيسي على المخ، فما رأيكم؟!

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الإغماء وهذه التشنجات في مثل عمر والدك يجب أن تفحص، ومع ذلك لم تذكر عمر والدك، ولكنه قطعا فوق الخمسين سنة، وما دام هناك إغماء وتشنجات تكررت، ولا يستطيع والدك أن يستذكر ما بعد هذه التشنجات؛ فهذه غالبا تكون تشنجات صرعية، فلا تنزعج من هذه الكلمة، ولكنه هو المسمى العلمي الصحيح.

وبعض الناس يكون لديهم ما نسميه بالبؤرة الصرعية غير النشطة، وبعد فترة من الزمن يحدث فيها نشاط، وهذا النشاط يتمثل في زيادة الإفراز الكهربائي أو زيادة النشاط الكهربائي، وهذا النشاط هو الذي يؤدي إلى هذه التشنجات.

وأما الصورة المقطعية التي قمت بإجرائها وكانت مطمئنة فهذا في حد ذاته يعتبر خطوة إيجابية، بمعنى أننا نستطيع أن نقول: إن والدك لا يعاني من أورام أو شيء من هذا القبيل في المخ؛ لأن هذه أحد الأشياء التي تؤدي إلى الإغماء والتشنجات في هذا العمر.

وأما الصورة الأخرى التي طلبها الطبيب -وهي أشعة الرنين المغناطيسي- فإذا كان هناك إمكانية لإجرائها فهذا قرار صائب؛ لأنها أكثر دقة، وفوق ذلك ربما يكون أيضا من المفترض إجراء تخطيط للدماغ، وتخطيط الدماغ هو فحص بسيط وليس بالمعقد أو الصعب، وهو يعطي فكرة عامة عن النشاط الكهربائي في المخ.

إذن هذه الإجراءات الفحصية هي إجراءات صحيحة، ويبقى بعد ذلك حالة أخرى ربما تسبب الإغماء ولكنها لا تسبب تشنجات شديدة، وهذه الحالة هي وجود ضيق في الشرايين التي تمد المخ بالدم، فهناك شريان في الجهة اليمنى من الرقبة وشريان آخر في الجهة اليسرى من الرقبة، وهي شرايين رئيسة تحمل الدم من القلب إلى المخ، في بعض الحالات -خاصة لدى كبار السن أو متوسطي العمر- ربما يكون هناك ضيق في هذه الشرايين نتج من ترسبات الدهون والكلسترول، وحين يوجد هذا الضيق يؤدي إلى ضعف في الدورة الدموية التي تمول الدماغ، ويعرف أن المخ لا يتحمل أي انقطاع أو ضعف في الدم أو قلة في الأكسجين، وهذا ربما يؤدي إلى الإغماء إذا كان هنالك ضيق في هذه الشرايين.

فهذا أيضا سبب لابد أن نضعه في الحسبان، وهذا ضعف ليس بالصعب، فهناك نوع من الأشعة المقطعية الخاصة تسمى بأشعة (دوبلر Dopplir)، والأطباء المختصون يعرفون هذا الفحص وهو فحص بسيط، وهذا هو الذي أنصح به في حالة والدك، وهو إجراء هذه الفحوصات المطلوبة، وإذا استمرت معه التشنجات بعد ذلك وكان كل شيء طبيعي فإن معظم أهل الاختصاص ينصحون بإعطائه الأدوية المضادة للتشنجات، أي: الأدوية المضادة للصرع، مثل عقار يعرف تجاريا باسم (تجراتول Tegretol)، ويسمى علميا باسم (كاربامزبين Carbamazepine)، أو عقار يعرف تجاريا باسم (دبكين كورونو Depakine chorono) ويسمى علميا باسم (فالبرك أسيد Valopric acid)، وهنالك أيضا من ينصح بإعطاء الأدوية المنشطة للدورة الدموية في الدماغ.

وأرجو ألا تنزعج، وإن شاء الله سوف يتم تشخيص هذه الحالة، وهناك أيضا أسباب أخرى مثل نزول السكر فجأة، ولكن هذه تكون لديها مؤشرات ولديها علامات أخرى.

وختاما: نشكرك على اهتمامك بوالدك، ونسأل الله له الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات