السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صديقتي متزوجة ولها ولد، وهي مغتربة مع زوجها، وكذلك جميع إخوان زوجها متزوجون في نفس الدولة التي تسكنها صديقتي، ويعيش والدا زوجها في دولتهم الأصلية، ولا أحد يرعاهما ويقوم عليهما، وقد اتفقوا أن يرسلوا زوجة من زوجاتهم لخدمة الوالدين بالتناوب سنويا بين زوجات الإخوان، فهل على صديقتي العمل بهذه الخطة التي وضعوها؟ وهل في رفضها عقوق لزوجها؟! علما بأنها لا ترغب في ذلك، وإذا ذهبت ستكون وحدها من غير زوجها.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجزيك عن صديقتك وعن الإسلام والمسلمين خيرا، كما نسأله تبارك وتعالى أن يشرح صدر صديقتك للذي هو خير، وأن يرزقها بر زوجها وإكرامه والإحسان إليه.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الشرع لم يلزم الزوجة برعاية أو خدمة والدي زوجها، فهذا ليس له أساس في شرع الله تعالى، وإنما ينظر العلماء إلى هذا على أنه نوع من الإكرام للزوج، طالما أن الزوج يرغب في ذلك، خاصة أن هذا الزوج ترك أباه وأمه ليعمل في الخارج ليتحصل على معاش ودخل يستفيد منه؛ لأنه لو عاش في بلده الأصلي فلن يستطيع أن يعيش في هذا المستوى.
فزوجها يضحي من أجلها، فلو أكملت دورها مع زوجها لكان ذلك في صالحها؛ لأن زوجها يمكن أن يترك العمل في الخارج من أجل خدمة والديه، وقد يكون في ذلك مضرة وتضييق في العيش عليهما، فما دام زوجها يضحي فالأولى بها أن تضحي أيضا من أجل زوجها، وكونك تضحين من أجل زوجك كزوجات إخوان زوجك جميعا فهذا من الإحسان للزوج.
ومن الأوفق والأفضل أن تكون كغيرها لئلا تكون شاذة عن هذه القاعدة، لأنها لو رفضت ذلك فمن الممكن أن تكون هذه بداية لرفض جميع زوجات إخوة زوجها هذا الأمر، وبالتالي قد يضطر هؤلاء الرجال إلى أشياء لا تخطر ببال الأخت، فمن يدريها قد يطلق هؤلاء جميعا زوجاتهن، وبذلك تتحول إلى مطلقة وتدخل في نفق مظلم، في حين لو أنهم تعاونوا على الخير واعتبرت كل أخت من هؤلاء أن هذا أبوها وأن هذه أمها وأنها تنزل فترة معينة لخدمة أبيها وأمها وتعاملهم بما يرضي الله تعالى بالمعروف، لكسبت بذلك رضوان الله تبارك وتعالى عنها ورضا الوالدين الكبار عنها ودعائهما، ورضا زوجها أيضا، على اعتبار أن رضا زوجها سيوفر لها نوعا من الأمن والأمان والاستقرار الأسري والاجتماعي.
ورغم أنه ليس بواجب عليها أن تخدم أهل زوجها لكن في ظل هذا الترتيب الذي وضعوه أرى أنها تلتزم بما التزم به غيرها من النساء؛ لأن هذا الأمر هو الذي ييسر لها وييسر لزوجها ولإخوانه الإقامة في هذا البلد، فهذه هي نصيحتي.
وينبغي أن تعلمي أن أي امرأة تكرم زوجها ابتغاء مرضاة الله في والديه سيكرمها الله تبارك وتعالى في نفسها مستقبلا وفي أولادها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم)، نسأل الله أن يشرح صدرها للذي هو خير، وأن يأخذ بناصيتها إلى الذي هو خير، وأن يوفقها لطاعته ورضاه، وأن يصلحها لزوجها ويصلح زوجها لها، وأن يجعلها عونا لزوجها على طاعته ورضاه وعلى إكرام والديه، إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق.