ما هي الآثار الجانبية لدواء (موديكيت) عند استعماله مدى الحياة؟

0 930

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا امرأة عمري 53 عاما، أصبت منذ خمسة عشر عاما بهلاوس سمعية وبصرية وكثرة الكلام والحرمان من النوم، فراجعت طبيب الأعصاب فشخص حالتي أنها مرض الفصام، ووصف لي دواء (لارجاكتيل) 100 ملجم في اليوم، ولكني لم أستفد منه، فراجعت أطباء كثيرين دون فائدة.

وقد استعملت الهزة الكهربائية وتناولت أدوية كثيرة (لارجاكتيل، ميليريل، موغادون، تربتيزول، موديكيت)، وما زلت مستمرة على تناول موديكيت كل خمسة عشر يوما، وذلك منذ اثني عشر عاما، فهل هناك أفضل منه؟ وما هي آثاره الجانبية على كل أعضاء الجسم عند استعماله مدى الحياة؟!

مع الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هيفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأعراض التي أصابتك منذ خمسة عشر عاما، والتي تمثلت في الهلاوس السمعية والبصرية وكثرة الكلام وقلة النوم، والأفكار الانشراحية الزائدة يمكن أن يكون سببها إصابتك بحالة من حالات الانفصام، أو ربما تكون نوبة من نوبات الهوس، وما دام الأطباء قد شخصوا حالتك بأنها مرض الفصام فلابد أن تكون أدلتهم قوية على ذلك.

وأعتقد أن الطبيب حين يقوم بفحص المريض فإنه في وضع أفضل للتشخيص الصحيح وآليات العلاج المطلوبة، وعموما فإن الفوارق ليست كثيرة ما بين مرض الفصام وما بين مرض الهوس.

والذي طمأنني كثيرا في رسالتك أنك مستبصرة وعلى دراية وإدراك تام بحالتك، وهذا في حد ذاته يدل أن الحالة بسيطة، وأن استجابتك للعلاج استجابة جيدة، حيث إن مرض الفصام كثيرا ما يفقد المصابين به الاستبصار ويجعلهم غير مرتبطين بالواقع، وتكون هناك أعراض نشطة من هلاوس وأفكار ظنانية واضطرابات وجدانية.

وبالنسبة للعلاج الدوائي فإنه توجد عدة أدوية تعالج هذا المرض، فهناك مجموعة الأدوية القديمة ومنها لارجاكتيل Largactil وميليريل، وهذه الأدوية لا نستعملها إلا في نطاق ضيق وذلك بسبب آثارها الجانبية الكثيرة، وتوجد الآن بدائل علاجية أفضل كثيرا.

وأما بالنسبة للمودوكيت Modecate فهو من الأدوية الفعالة، ويمكن أن تعطى الإبرة كل أسبوعين أو كل ثلاثة أسابيع، وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون الجرعة مرة واحدة كل شهر.

ومن الناحية العلاجية يعتبر المودوكيت من الأدوية الجيدة في السيطرة على الأعراض الذهانية المصاحبة لمرض الفصام، ولكن يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى ارتفاع في هرمون الحليب لدى بعض النساء مما ينتج عنه اضطراب في الدورة الشهرية، وفي عمرك هذا ربما لا يعتبر ضروريا، والشيء الآخر أن المودوكيت قد يؤدي إلى رجفة ورعشة في الجسم خاصة في اليدين، كما أنه يجعل بعض الناس يحسون كأن أجسادهم مشدودة أو متخشبة.

وأرجو أن لا تنزعجي مطلقا لهذه الأعراض التي ذكرتها، لأنها ليس من الضروري أن تحدث في جميع الحالات، وحتى إن حدثت فهناك أدوية مضادة مثل عقار يعرف تجاريا باسم (آرتين Artane) ويعرف علميا باسم (بنزكسول Benzohexol) يمكن تناولها، والمودوكيت ليس له أي مضار على أعضاء الجسم الرئيسية كالكبد والقلب والكلى.

فلا مانع من أن تستمري على المودوكيت ما دام قد تم التحكم في أعراض المرض ولا توجد هلاوس أو أفكار ظنانية، وأما إن كانت أعراضه الجانبية كثيرة ومتعبة، ففي هذه الحالة لا مانع أن تنتقلي للأدوية الجديدة، ومن أفضل هذه الأدوية العقار الذي يعرف تجاريا باسم (رزبريدال Risporidal) أو ما يسمى علميا باسم (رزبريادون Risperidone) وهو يوجد في شكل حبوب ويوجد أيضا في شكل إبر، تعطى هذه الإبر مرة واحدة كل أسبوعين أيضا، وهي فعالة وقليلة الآثار الجانبية، ولكن يعاب عليها أنها مكلفة من الناحية المادية.

وهذا لا يعني أن تتوقفي عن المودوكيت وتبدئي في تناول الرزبريادون، فقد ذكرت لك هذا لمجرد توضيح أنه توجد خيارات أخرى، ولكن ما دمت مرتاحة على المودوكيت فاستمري عليه.

واستعمال الدواء في مثل حالتك يفضل أن يكون لفترة طويلة؛ لأن هذا المرض كثيرا ما يرجع ويصاب الناس بانتكاسات، وأهم سبب لحدوث الانتكاسات المرضية هو التوقف عن العلاج، فنصيحتي لك أن تظلي على علاجك، وهذه الجرعة التي تتناولينها ما هي إلا جرعة وقائية.
وأرجو أن تعيشي حياتك بصورة طبيعية، فأنت زوجة ومسئولة ولديك الكثير من الواجبات، فقيامك بمسئولياتك حيال نفسك وأسرتك بصورة جيدة وفعالة سوف يعطيك الشعور بالارتياح، كما أنه يقلل كثيرا من أعراض المرض، وهذا نسميه بالعلاج التأهيلي، وهو لا يقل أهمية عن العلاج الدوائي، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات