ارتفاع السكر لدى الحامل .. أسبابه ومخاطره وعلاجه

0 801

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا حامل في الشهر السابع، وبعد أن قامت الدكتورة بفحص السكري المعروف للحامل ظهر عندي سكر عال - ما يقارب (150 - 145) صائم -، وبعد ذلك طلبت مني أن أعمل الفحص في البيت أربع مرات يوميا قبل الأكل وبعده.

وكانت النتيجة تخرج أحيانا قبل الأكل (75 - 80) صائم، ثم بعد الأكل بساعتين أفحص فتكون النتيجة (145 - 160)، رغم أني لا آكل الحلويات أبدا، فما هي النتيجة الصحيحة للفحص؟ وكم يفترض أن تكون بالنسبة لي؟ وهل يمكن أن يبقى السكري ملازما لي حتى بعد الولادة؟!

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غريه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن سكر الحمل هو نوع من السكر خاص بفترة الحمل، ويحدث نتيجة أن جسم الحامل لا يتعامل بطريقة سليمة مع الكربوهيدرات التي تتحول إلى سكر في الجسم لتمده بالطاقة.

وبما أن سكر الحمل تم تشخيصه لك عن طريق تحليل الدم صائمة والذي كان عاليا، فعليك البدء بحمية خاصة بسكري الحمل، وذلك يلزم مقابلة أخصائية التغذية لعمل البرنامج الغذائي الخاص بك، حيث يحتوي عادة على (40-60%) من الكربوهيدرات و(20-30%) من البروتين، والباقي دهون، وتكون الوجبات ثلاث رئيسية وأربع وجبات خفيفة بينها.

والكربوهيدرات في الجسم تتحول إلى سكر لإمداد الجسم بالطاقة كما ذكرت سابقا وإن لم تأكلي الحلويات، فلذلك لزم معرفة المقدار المناسب بحيث ينتظم السكر لديك.

وعلى الحامل أن تبدأ الحمية بعد تشخيص سكر الحمل وتنتظم عليها لمدة أسبوعين على الأقل، ثم يتم فحص السكر لها لمعرفة مدى انضباط مقدار السكر في جسمها على الحمية.

وإذا كانت الحامل منتظمة على الحمية ورغم ذلك بقي السكر عاليا جدا أو كانت هناك تأثيرات واضحة على الجنين يتم إضافة جرعات الأنسولين لتنظيم السكر.

والتحاليل التي تعمل لمتابعة انتظام السكر في الدم هي:

1. تحليل الصائم: قبل ساعتين من الأكل ويجب أن لا يتعدى الصائم 100 مليجرام دسل، وبعد ساعتين من الأكل ولا يتعدى 126 مليجرام دسل - تختلف بعض هذه المقادير من دولة لأخرى -.

2. تحليل Hba1C : وهو هيموجليوبين الدم المتصل بالسكر، فعن طريق قياسه في الدم يمكن معرفة مدى انتظام الحامل على الحمية، ويجب أن لا يتعدى (7%).

وكلما انتظم السكر كلما كانت المضاعفات والمشاكل الناتجة عنه سواء على الأم والجنين أقل واكتمل الحمل بسلام.

ومن مشاكل سكر الحمل على الأم: ازدياد احتمالية حدوث تسمم الحمل وارتفاع الضغط، وتكرار حدوث الالتهابات المهبلية الفطرية (Thrush)، والعملية القيصرية أو الولادة بالشفاط أو الملقط.

وأما على الجنين فيمكن زيادة حجم الجنين عن المعدل الطبيعي (Macrosomia)، وزيادة كمية السائل الأمنيوسي حول الجنين، وهذا قد يسبب عدم نزول رأس الجنين ووجوده في أوضاع متعددة لكثر الماء حوله، وكذلك الولادة المبكرة أو مشاكل في التنفس أو مشاكل بعد الولادة كإصابته بالصفراء وانخفاض السكر في دمه وتشنجات.

وكل هذا يمكن تجنبه والتقليل منه إذا حافظت الأم على مقدار السكر في جسمها ونظمته وتابعت بانتظام في العيادة.

وأما بعد الولادة فإن السكر يعود إلى طبيعته عادة، ولا نحتاج إلى عمل فحوصات السكر للحامل إلا إذا كانت على الأنسولين، حيث يتم تقليل نسبته عما كان في الحمل ثم إيقافه، ويتم عمل فحص للسكر بعد ستة أسابيع أو أكثر من الولادة لمعرفة بقاء السكر أم لا، حيث وجد أن (50%) من سكر الحمل يتطور إلى مرض السكر من النوع الثاني (Diabetes mellitus type 2)، نسأل الله أن يخفف عنك ويشفيك ويرزقك الذرية الصالحة.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات