تأثير مرض السكري على القدرة الجنسية وعلاج ذلك

1 563

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 33 سنة، أعاني من مرض السكري منذ أربعة عشر عاما، وأصبت بضعف جنسي وفقدان للمني بتاتا منذ أربع سنوات، وقد عرضت نفسي على دكتور اختصاصي ولكن دون جدوى، وهذه المشكلة حرمتني من الزواج، فساعدوني.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ازوايد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن السكري من أكثر الأمراض التي تؤثر على القدرة الجنسية، وهناك نوعان من هذا المرض:

الأول الذي يصيب الشباب صغار السن ويكون حادا وأعراضه واضحة، ويكون للوراثة سبب أساسي في حدوثه، ويكون تأثيره أقوى على القدرة الجنسية إذا لم يتحكم فيه مبكرا.

والنوع الثاني الأكثر شيوعا والذي يصيب كبار السن ويكون أقل حدة من حيث الأعراض.

وأنت تعاني من النوع الأول والذي يؤثر على القدرة الجنسية بطرق مختلفة، سواء من خلال الأعصاب أو الشريان أو الهرمونات، فيكون هناك ضعف في الانتصاب، ومن الممكن السيطرة على هذا الضعف وعلاجه في بداية تشخيص المرض والسيطرة على السكر، ولكن إذا لم يكن هناك تحكم في السكر فنجد حدوث بعض التغييرات في أنسجة العضو الذكري وكذلك في الأعصاب والشريان والأوردة مما يصعب عودتها لطبيعتها مرة أخرى، وبالتالي نحتاج إلى طرق قوية لعلاج هذا الضعف.

لذا يجب لعلاج ضعف الانتصاب التحكم الصارم في البداية في مستوي السكر بالدم، بحيث يحدث تحكم في عدم تطور المرض وعمل بعض التحاليل مثل البرولاكتين والتستوستيرون مع عمل أشعة هامة، وهي أشعة دوبلكس على العضو الذكري لتحديد مدى التأثير العضوي السلبي الحادث على العضو من جراء مرض السكر، ويكون العلاج في إطار ثلاث محاور هي:

1- العلاج الدوائي: عن طريق الفم مثل الفياجرا أو السيالس.
2- استخدام الحقن الموضعية في العضو بحقن مواد موسعة للشريان تساعد على الانتصاب ويتم استخدامها قبل الجماع بعد أن يعلمها الطبيب المتخصص للمريض.
3- بعد فشل الوسائل السابقة يكون الحل النهائي هو تركيب دعامة داخل العضو من خلال عملية بحيث يظل العضو في وضع شبه منتصب طوال الوقت، وعند الجماع يصل الانتصاب إلى نسبة جيدة تساعد على الجماع بشكل ناجح.

وأما عن عدم وجود مني، فهذا أيضا أمر شائع مع مرضى السكري، حيث يحدث تأثير سلبي على الأعصاب المغذية لعنق المثانة، فعند القذف يشعر الشخص باللذة والنشوة ولكن يحدث ارتجاع للمني بداخل المثانة ولا يتم قذفه للخارج.

ويتم تأكيد التشخيص من خلال التحليل، ويكون بأخذ عينة بول بعد الاستمناء، حيث إذا كان إصابة بارتجاع المني للمثانة فسيظهر المني في البول.

نأتي إلى علاج ذلك فيكون بالعلاج الدوائي مثل أدوية تزيد الإمداد السمبثاوي لعنق المثانة، وبالتالي تمنع عودة المني ومثال ذلك: (Phenylpropanolamine 75 MG) مرتين في اليوم أو (Ephedrine sulphate 50MG) أربع مرات يوميا، بالإضافة إلى (Imipramine hydrocholride 25 MG) مرتين يوميا، وتستمر على العلاج لمدة شهر ثم نرى النتيجة.

وتكمن أهمية العلاج لحدوث الإخصاب حيث مع رجوع المني للمثانة فمن الممكن عدم حدوث الحمل بشكل طبيعي؛ فإذا تحسنت الحالة فيمكن حدوث الحمل بشكل طبيعي بإذن الله.

وأما في حالة عدم حدوث التحسن فلا يفضل اللجوء إلى العملية الجراحية لإصلاح عنق المثانة، حيث لا يتم عمل هذه العمليات هذه الأيام، وتستبدل بعمل تلقيح صناعي باستخلاص الحيوانات المنوية من البول واستخدامها في الحقن المجهري.

وفي النهاية فإن الحل هو التحكم الجيد في مستوى السكر بالدم مع تجربة العلاجات السابقة، مع الوضع في الاعتبار احتمال اللجوء إلى عملية تركيب الدعامة وكذلك الحقن المجهري إذا لم تتحسن الحالة من خلال العلاجات الأخرى.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات