السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 17 عاما، أحببت فتاة عند ذهابي إلى بلادي، وكان سبب حبي لها ثباتها على دينها، ولكني لا أعرف عمرها، وعند رجوعي دعوت الله أن تحبني وأن تثبت على دينها وأن أتزوجها في كبري، علما بأني أسكن في بلد أخرى - الدولتان عربيتان - وأنا ثابت على ديني ولله الحمد، وكنت أقوم الليل في إحدى الليالي، ودعوت وحلمت أن أختها أعطتني هدية، وكنت متوضئا وما زلت أتذكر الحلم، فهل يكون ردا؟!
أرجو إفادتكم، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في استشارات إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من عباده الصالحين، وأن يفتح عليك فتوح العارفين، وأن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك طالبا متميزا متفوقا، وأن يمن عليك بزوجة صالحة تكون عونا لك على طاعته ورضاه مستقبلا.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن هذا الكلام كله جميل ورائع، فالرؤيا مبشر خير، ولعل الله أن يجعل لك فيها من نصيب، لكن لا يخفى عليك أنك في مرحلة بداية الرجولة والشباب، وهذه المرحلة يتحول فيها الإنسان من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرجولة، ويكون الداعي قويا لديه للبحث عن شريكة حياته ورفيقة عمره، ولذلك تجد هناك ميلا شديدا للنساء من قبل الشباب، وتجد أيضا هناك ميلا شديدا من الفتيات للشباب.
فهذه طبيعة مرحلة سنية وعمرية معينة، وأعتقد أنها أيضا قد تكون كما ذكرت في مثل سنك، فمعنى ذلك أنك فكرت فيما يتناسب مع سنك ومع مستواك الدراسي أو العمري، ولكن المستقبل بيد الله سبحانه وتعالى، فالإنسان منا قد يرى إنسانا فيعجب به وقد يحبه من أول نظرة، وقد يظل متعلقا به لسنوات، ولكن يشاء الله تعالى أن لا يكون من نصيبه، فلا مانع من أن تفكر في الارتباط بها، ولا مانع أن تدعو الله تبارك وتعالى أن يجعلها من نصيبك ما دامت متدينة وصالحة ومناسبة، ولكن لا تشغل بالك بها، لأنك ما زلت في المرحلة الثانوية وما زال أمامك مرحلة دراسية طويلة، وإذا شغلت نفسك بهذا الموضوع من الآن فقد يؤثر على مستواك الدراسي، فادع الله أن يجعلها من نصيبك وأن يجعل لك فيها نصيبا ما دام فيها خير وما دامت صالحة ومستقيمة، واترك الأمر بعد ذلك لله سبحانه وتعالى، ولا تفكر فيه كثيرا حتى لا يتأثر مستواك الدراسي أو العلمي بهذا الأمر.
ومن الملاحظ أن الإنسان منا إذا شغل بمثل هذا الأمر فإنه قد يتأثر ويقل حفظه وتركيزه؛ لأنه يصبح مشتتا، وكما قال الله تعالى: (( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ))[الأحزاب:4]، فأنصحك بأن تتفرغ لدراستك وأن تركز على مستواك الدراسي، وأن تترك هذا الموضوع جانبا؛ لأنه إذا كانت هذه الأخت على قدر من الديانة فمن أدراك أنها غدا ستظل كذلك، وقد تتغير، بل وقد يتقدم إليها شاب غيرك فتقبله لأنك تعلم أن البنت غالبا تتزوج قبل الشاب، ومن الممكن أن تتزوج بعد المرحلة الثانوية مباشرة، وقد يضغط عليها أهلها حتى تتزوج في أثناء الدراسة، ولا يستطيع الشاب أن يصنع ذلك غالبا.
ولذلك لا مانع أن تسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلها من نصيبك، ولا مانع أن تسأل الله تعالى أن يمن عليك بزوجة صالحة، ولكن لأن المسافة ما زالت أمامك طويلة فيعتبر انشغالك بها هو انشغال في غير محله وفي غير وقته.
وكونها أخت ملتزمة وأعجبك فيها دينها وثباتها فهي ليست أول النساء ولن تكون آخرهم، فالأمة فيها خير ولله الحمد، فواصل مذاكرتك ودراستك، وانتبه لمذاكرتك وركز كل جهدك وتفكيرك على التميز في المذاكرة والحصول على مجموع كبير في دراستك، وعندها حتى ولو كنت طالبا في المراحل الأولى من الكلية لو تقدمت لها لقبلوك، لأنهم سيعلمون أنك إنسان تستحق أن ترتبط بها، وأنك أهل لها.
وأنصحك أن تكتفي بالدعوة (اللهم من علي بزوجة صالحة تكون عونا لي على طاعتك ورضاك، وإن كانت هذه الفتاة فيها من خير أو جعلتها من نصيبي فأسألك اللهم أن لا تحرمني منها) أو شيء من هذا القبيل.
واعلم أن الشاب الناجح يقبل عليه الرجال والنساء، والأسر الكبيرة يشرفها أن ترتبط بابنتهم ما دمت ناجحا ومتميزا خاصة وأنك على قدر من الصلاح والديانة، وأتمنى أن تضيف إلى هذا الصلاح والديانة أيضا التفوق العلمي والدراسي، حتى تكون أهلا لأن يقبلك أهلها أو غيرهم من البيوت الراقية التي تتمتع بسمعة حسنة وأخلاق طيبة وتربية إسلامية راشدة، نسأل الله لك التوفيق والسداد، والهداية والرشاد.
وبالله التوفيق.