معاملة أخت الزوج المسيئة

0 567

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة متزوجة أعيش مع أهل زوجي، وتحدث معهم مشاكل جمة أغلبها لأسباب تافهة، والمشكلة تتجلى في أن زوجة أخي زوجي تنجح في استفزازي بمكر، بحيث تثير أعصابي دون أن تلفت انتباه الآخرين، ولكوني لم أعد أتحمل صرت أرد عليها وأنا في حالة غضب، فيقع كل اللوم علي.

وقد تأثرت علاقتي الزوجية بهذه المشاكل ونفسيتي أصبحت في الحضيض، لدرجة أن فكرة الطلاق أصبحت تبدو لي هي الحل، رغم كوني أحب زوجي ولا أستطيع الابتعاد عنه.

علما بأني من النوع الذي يصمت كثيرا، وأتحاشى قدر المستطاع المصادمات مع الآخرين، وذلك على حساب نفسي، بحيث أكبت في نفسي، لكن عندما تثور ثائرتي لا أجيد التصرف، ولا أريد أن أخسر زوجي، وهو يرفض فكرة استقلالنا بسكن خاص، فكيف أتصرف؟!

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم جهاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح ما بينك وبين زوجك وما بين أهل زوجك، وأن يرد عنك كيد الكائدين وحسد الحاسدين وحقد الحاقدين، وأن يثبتك على الحق، وأن يبصرك به، وأن يربط على قلبك، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فما دمت تعرفين أن هذه الأخت هي سبب هذه المشاكل وأنها تحاول استفزازك بمكرها وخبثها فلابد أن تتجنبيها، وأنت الآن أمام أهل البيت معروفة بأن أعصابك ثائرة دائما وأنك تخطئين، ويتحاملون عليك خاصة أنك مدرسة وأنت مربية أجيال ومعلمة، فهم يقولون أنت المفروض فيك أن تكوني على خلاف ذلك، وهذا هو الحق.

فأنت عرفت مصدر المشاكل ومصدر الخطأ، فلماذا لا تحاولي أن تواجهي هذا المصدر، بدلا من أن تجعلي صورتك مشوهة أمام الجميع وأنك ضعيفة الشخصية وأنك باستمرار في حالة غضب وفي حالة ثورة وفي حالة خطأ، وأنك مصدر الإزعاج في البيت، فأنت تعرفي أنها تحاول استفزازك فلا تلتفتي لها، ولا تلقي لها أي بال، وحاولي أن تخرجيها من رأسك تماما، ولا تعيري لتصرفاتها أي اهتمام، وبالطريقة هذه سوف تنتهي المشاكل نهائيا، وإذا عرف السبب بطل العجب.

وبالمثال يتضح المقال فإذا علمت أني إذا تناولت طعاما معينا أصاب بمغص أو بألم في المعدة، فإني لا أتناوله، وإذا عرفت أني إذا ذهبت إلى مكان معين قد أتعرض لنوع من الضرب فلا أذهب إليه، فأنت الآن تعلمين أن هذه الأخت هي سبب هذه المشاكل لكونها تستفزك بنوع من المكر والدهاء وتنجح في إثارتك حتى أصبحت صورتك غير طيبة أمام أهل زوجك، فلا تستسلمي لهذه الأشياء، وأعطي نفسك فرصة أن تردي على هذه الأشياء بهدوء، والحل في يدك، وهو على محورين، ولن يكون الحل بتفكيرك في الطلاق لأن معناه الفشل.

فأغلقي باب الطلاق نهائيا، وحاولي قدر الاستطاعة أن تكوني في غاية اليقظة والانتباه عندما تتعاملي معها حتى لا تستفزك ولا تستدرج إلى معركة تكوني فيها خاسرة، هذا هو المحور الأول.

والمحور الثاني: الدعاء، أين أنت من الدعاء أن يصلح الله بينك وبين أهل زوجك، أين أنت من الدعاء أن يحسن الله أخلاقك، وليس شيء أكرم على الله من الدعاء، وقد غير الله بالدعاء أنظمة دول، ودمر به الكفار كلهم في عهد نوح عليه السلام بدعوة، ألا يستطيع ربنا وهو قادر على كل شيء أن يصلح ما بينك وبين أهل زوجك؟! وقد يصلح الله حال هذه الأخت بالدعاء، وقد يشرح الله صدر زوجك لأن يسكن في سكن خاص إذا كان في ذلك مصلحة لكم جميعا وللأسرة.

فالمحورين هما: الانتباه لتصرفات هذه الأخت ورصدها بدقة وعدم الانجراف ورائها، وعدم إعطائها فرصة لأن تستفزك مطلقا، والأمر الثاني الدعاء.

وينبغي أن تكون علاقتك مع زوجك علاقة متميزة وأن تحاولي إذا حدث عندك شيء من هذه التصرفات التي عادة ما تحدث في البيوت نتيجة وجود أكثر من امرأة في البيت أن تقوليه وتخرجيه لزوجك فيما بينكما حتى تستريحي؛ لأن كثرة التخزين وكثرة هذه المعلومات ووضعها في النفس فترة طويلة يؤدي إلى الانفجار الغير منضبط، وأغلقي كل أبواب الاستفزاز مهما كانت.

وأكثري من الصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام بنية قضاء الحاجة وإصلاح الحال، وأكثري من الاستغفار لأن النبي عليه الصلاة والسلام بشر أن (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب).
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات