حالات القلق النفسي الحاد .. أعراضها وعلاجها

0 621

السؤال

شعرت بضيق في التنفس منذ أربع سنوات، فذهبت إلى المستشفى فلم يجدوا شيئا وأخبروني أني سليم، ومنذ هذه اللحظة صرت لا أشعر بطعم للحياة وأفكر وأخاف من الموت، وعندما أجلس بمفردي أتخيل بأنني أموت، ويحدث لي ضيق في التنفس وبرودة في القدمين.

منذ عام تقريبا عندما كنت أقود سيارتي شعرت بضيق في التنفس وعدم القدرة على بلع الريق وبرودة اليد وتنميل في القدمين مع زغللة، فأوقفت السيارة وذهبت هذه النوبة، واتضح لي أن هذه النوبة تأتي في أماكن معينة عندما أكون على الجسور أو في الأنفاق وفي الطرق السريعة والواسعة فقط، وجدت نفسي متوترا مما يحدث لي، علما بأني ذهبت إلى عدد من أطباء الباطنية والأنف والأذن والحنجرة والعمود الفقري والرمد فلم أجد شيئا، فما رأيكم؟!

أرجو الإفادة ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنك سليم ولله الحمد من الناحية العضوية، وكان من المفترض أن تتوجه للطبيب النفسي؛ لأن حالتك هي حالة نفسية بحتة، وأبشرك أنك من الناحية العضوية لا يوجد أي تفسير لأعراضك هذه، وهذا يدل على سلامة جسدك، ولكن من الناحية النفسية لديك حالة ليست خطيرة مطلقا ويمكن علاجها ويمكن تجاوزها.

هذه الحالة التي تعاني منها تسمى بنوبات الهرع أو نوبات الهلع، وهي نوع من القلق النفسي الشديد والحاد والذي قد يأتي دون أي مقدمات، وكما ذكرت وتفضلت يعطي هذا الشعور بأن الموت قد دنى وتوجد أعراض جسدية أخرى كالضيقة والتنفس وبرودة الأطراف، والبعض قد يشتكي من بعض التعرق، وقد يكون هناك خفقان في القلب وهكذا.

من أسوأ ما يسببه الهلع والهرع هو أن الإنسان دائما يعيش تحت ما نسميه بالقلق التوقعي، يعيش تحت التهديد أن هذه الحالة سوف تنتابه في أي لحظة ويصبح أسيرا لهذه المشاعر، ويأتيه الشعور أيضا أنه حين تحدث له لن يستطيع أن يسيطر على الموقف أو أنه سوف يفشل أمام الآخرين.

المخاوف الأخرى التي تعاني منها وهي الخوف من الأماكن الضيقة أو أنك تجد صعوبة أيضا في أن تكون على الجسور والأماكن المرتفعة هو جزء من عملية القلق والخوف العام الذي أصابك.

إذن هذا هو التفسير لحالتك وهو مهم وضروري، وهي يمثل خمسين بالمائة من علاج حالتك، أودك أن تتفهم أن الموضوع هو قلق فقط، ونسميه بقلق الهلع أو قلق الهرع، وطريقة العلاج – بجانب تفهم الحالة – هو أن تتجاهل هذه الأعراض بالقدر المستطاع.

ثانيا: هناك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء عليك ممارستها، ويمكنك الحصول على أحد الأشرطة أو الكتيبات أو السيديهات التي توضح كيفية القيام بهذه التمارين.. هذه التمارين مفيدة جدا، فعليك أن تطبقها بكل دقة.

ثالثا: لابد أن تواجه مصادر الخوف، لا تتجنب الأنفاق ولا تتجنب الجسور، وأرجو أن تقتنع وتأخذ كلامي بكل جدية ومصداقية، وهو أنه لن يحدث لك مكروه أبدا، سوف يأتيك الشعور بأنك ربما تسقط أو ربما أنك سوف تصاب بذبحة قلبية أو هكذا أو أنك سوف تتعثر أمام الآخرين وسوف تفشل، هذا كله ليس صحيحا، هذه مشاعر مبالغ فيها، وعلاج المخاوف هو أن نواجهها وألا نتجنب مصدرها، فكن حريصا على ذلك، وحين تواجه مصادر خوفك سوف تحس بخوف زائد ولكن بعد ذلك سوف يبدأ هذا الخوف في الانخفاض.

رابعا: العلاج المهم والذي سوف يريحك تماما بإذن الله تعالى هو العلاج الدوائي، وبفضل الله تعالى توجد أدوية ممتازة وفعالة تفيد في مثل حالتك، من أفضل هذه الأدوية عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، أرجو أن تتحصل عليه وتبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلا - تناوله بعد الأكل - واستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرين مليجراما ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى خمسة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب السبرالبكس يوجد عقار آخر يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، أرجو أيضا أن تتناوله بجرعة نصف مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم نصف مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

السبرالكس هو العلاج الأساسي والضروري، والفلونكسول هو العلاج الداعم أو المساعد، وبفضل الله تعالى هذه الأدوية أدوية سليمة وفعالة، وأنا على ثقة تامة أنك إن شاء الله بعد أن تبدأ العلاج وتقضي أربع أو خمس أسابيع عليه سوف تحس براحة شديدة بإذن الله تعالى، وعليك الحرص على تطبيق الإرشادات الأخرى التي ذكرتها لك، وذلك بجانب تناول الدواء بكل التزام ودقة، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول علاج الخوف من الموت سلوكيا : (261797 - 263659 - 263760 - 272262 - 269199).

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات