حقيقة المعرفة عن طريق الإنترنت وإمكانية حصول الخطبة والارتباط.

0 334

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة ملتزمة ومثقفة ومتعلمة ولله الحمد، أسعى لرضا الله في كل أمر، وطبيعة دراستي على الإنترنت، وقد قمت بالتسجيل في منتدى دعوي إسلامي مواضيعه عن الدعوة والنهضة الإسلامية ومساعدة الفقراء وما شابه ذلك، وقد قمت بأعمال الخير ولله الحمد مع فتيات الموقع، ولكن بعد فترة قام مدير الموقع بخطبتي، وقد رفضت التحدث معه لأن الحديث مع شاب غريب عبر الإنترنت لا يرضاه الله، فأفصح عن رغبته في خطبتي والتقدم لي.

وقد وافقت أن يرى أهلي ولكني خائفة لأنه من محافظة أخرى بعيدة عن أهلي، والسبب الذي جعلني أوافق أنني وجدت فيه الشاب الذي يسعى لرضا الله، وطالما حلمت أن أرتبط بشاب ملتزم داعية إلى الله، وكونه مدير أو مشرف في هذا الموقع تشجعت، لكني أخاف أن يكون عكس ذلك، سيما أنني تنازلت عن موضوع البعد والوضع المادي لدى الشاب، خاصة أنه في بداية حياته، أي أنه غير مؤسس لكنه إنسان ناجح ومتعلم ومثقف ومتدين، ولكني لا أدري هل هذه صفات يتميز بها فعلا أم أنها قناع؛ لأن السبب الذي يجعلني أوافقه عليه هو دينه فقط، وإن زال هذا السبب فلا أريده، علما أن لي تجربتين فاشلتين في الخطبة وقد غششت من قبل، فماذا أفعل؟!

أفيدوني جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شمس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المعرفة عن طريق الإنترنت لا تعطي إلا جزءا يسيرا من الحقيقة، كما أن ساحة الإنترنت مليئة بالذئاب، ولكن الذي سوف يحسم هذا الأمر هو مجيء الشاب إلى داركم من الباب، ولذلك فنحن ننصحك بقطع العلاقة فورا وكتمان ما حصل، ودعوة الشاب إلى طلب يدك رسميا، فإذا حصل الوفاق والتوافق والقبول بعد الرؤية الشرعية فلا بأس عند ذلك من إكمال المشوار.

ولا شك أن المجيء من الباب فيه اختبار لصدق الشاب، وإذا توقفت عن التواصل معه طاعة لله فإن هذا سوف يرفع قيمتك عنده إذا كان صاحب دين، والأهم من هذا أن مثل هذا التصرف جالب لثقة أهلك بعد إرضاء الله.

ومهما كان دين الشاب وموقعه فإن العلاقة المستمرة يجب قطعها حتى يتم وضعها في إطارها الشرعي؛ لأن ديننا العظيم لا يعترف بأي علاقة في الخفاء ولا يقبل بأي علاقة لا تنتهي بالزواج.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وكوني واثقة أن رزقك سوف يأتيك، وأن الكون ملك لله، ولن يحدث فيه إلا ما أراده الله، فلا يحملنك تأخر الخطاب على الخروج عن الحق والصواب، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات