المواظبة على دواء الأتميل والتخفيف من ألبراز للخروج من الحالة النفسية

0 655

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من أعراض اكتئاب خفيف، وأستعمل دواين أتميل 30 ملغ، وألبراز0، 5 ملغ لأكثر من 9 أشهر، وما زلت أعاني من اضطراب في النوم وتعب في النهار وغضب لا أتحكم فيه، ومزاج حزين، وأريد معرفة المدة الكافية وإمكانية الإدمان.

أنا أم لأربعة أولاد، وليست عندي مشاكل، وزوجي متدين، وأحافظ على الصحة النومية، أتناول حبة من أتميل مساء، ونصف حبة ألبراز مساء مؤخرا، كما أعاني من إمساك مزمن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Samir حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب..

فإن عقار أتميل هو من الأدوية الجيدة جدا لعلاج الاكتئاب النفسي، وفي نفس الوقت يعتبر هذا الدواء محسنا للنوم لدرجة كبيرة، وأما دواء ألبراز، فهو أيضا من الأدوية المضادة للقلق ولا يعتبر مضادا للاكتئاب، ويعرف عنه أنه دواء استرخائي ويحسن النوم، ولكن يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى التعود، وربما يؤدي إلى الإدمان، فالذي أنصحك به هو: أن تخففي من عقار ألبراز، اجعليه ربع مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ربع مليجرام مرة واحدة كل ليلتين لمدة شهر، ثم ربع مليجرام كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.

ذلك لأني حقيقة أخشى تماما عليك من التعود على هذا الدواء، والتعود والإدمان يجعلك لا تستفيدين من الدواء إلا بعد أن تقومي برفع الجرعة، وهذا من خلال خاصية فسيولوجية تسمى بالتحمل أو بالإطاقة، بمعنى أن الدواء لا يعطي مفعوله أو فائدته المبتغاة إلا إذا تم مضاعفة الجرعة، وهذا بالطبع أمر خطير وليس بالسهل، فأرجو التقليل من هذا الدواء والتوقف عنه تدريجيا كما وصفت لك.

أما الأتميل، فلا مانع من تناوله، وسوف يكون من الأفضل لك أن ترفعي الجرعة إلى حبتين (ستين مليجراما) في اليوم؛ لأن هذه الجرعة هي الجرعة الجيدة والمضادة للاكتئاب وللقلق والمحسنة للنوم، ولا مانع أن تستمري عليه أي مدة، ومهما طالت المدة فالدواء سليم وغير إدماني وغير تعودي، وهو - إن شاء الله تعالى – يساعدك كثيرا في الأعراض التي تعانين منها.

أما بالنسبة لاضطرابات النوم، فقد أوضحت أنك تحافظي على الصحة النومية، وهذا أمر جميل وطيب، وهو من أحسن الوسائل لعلاج اضطرابات النوم، والصحة النومية يجب أن تشتمل على ممارسة الرياضة بصورة منتظمة، ويجب أن يتجنب الإنسان من خلالها النوم النهاري، ويجب أن يكون هنالك ابتعاد كامل عن الميقظات والمنبهات، مثل تناول الشاي والقهوة والبيبسي والكولا بعد الساعة السادسة مساء، ومن الوسائل الطيبة جدا لتحسين الصحة النومية هو: أن يذهب الإنسان إلى الفراش في وقت ثابت في أثناء الليل، ويجب أن يكون المحيط الذي حوله هادئا، ويفضل أن تقرئي أي موضوع لا يكون موضوعا مسليا أو جاذبا؛ لأن المواضيع الجاذبة أيضا قد تؤدي إلى زوال النوم، ويجب على الإنسان أن يكون حريصا على أذكار نومه، ويا حبذا لو توضأت وصليت ركعتين قبل النوم... هذا كله - إن شاء الله تعالى – من المحسنات المعهودة والمضمونة والمعروفة للصحة النومية.

لقد ذكرت أيضا أنك سريعة الغضب، ولا تتحكمين في مزاجك، وتأتيك نوبات من الحزن، والغضب هو طاقة نفسية، وهو شهوة نفسية وإن كانت شهوة شريرة، والغضب يأتينا دائما من الكتمان، فأرجو إذن أن لا تكتمي، أخرجي ما في خاطرك، وعبري عما في ذاتك أولا بأول، وفي نفس الوقت هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس تساعد كثيرا في زوال الغضب.

من أبسط صورها: استلقي في غرفة هادئة، واستمعي إلى شريط من القرآن الكريم بصوت منخفض، وتأملي في أمر طيب وجيد، واضطجعي على السرير، وكوني في وضع استرخائي، وأغمضي عينيك وافتحي فمك قليلا، ثم بعد ذلك خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، واملئي صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن، واقبضي على الهواء في صدرك لثوان قليلة، ثم أخرجي الهواء بقوة وبشدة عن طريق الفم، عملية الشهيق والزفير، هذه يجب أن تكرر خمس مرات، بواقع مرة في الصباح ومرة في المساء، وهو من الوسائل الاسترخائية الطيبة والمزيلة للغضب.

وعليك أيضا أن تتذكري أمرا وهو أن الإنسان يجب عليه ألا يغضب في وجه الآخرين؛ لأن الذي لا يبتغيه ولا يرضاه لنفسه يجب ألا يرضاه للآخرين، فتذكري أنك إذا غضبت في وجه أحد؛ فإنه سوف يتفاعل تفاعلا سلبيا، بل على العكس تماما قولي: (لن أغضب، سوف أبتسم في وجه أخواتي وزوجي وأرحامي ومحارمي)، هذا هو الاستبدال الجيد جدا للغضب، وعليك أن تطبقي ما ورد في السنة المطهرة: غيري مكانك، انفثي على يسارك ثلاث مرات، توضئي، استعيذي بالله من الشيطان الرجيم.. هذه كلها علاجات طيبة.

وبجانب ذلك، وبجانب تناولك الدواء الذي تتناولينه وهو الأتميل، والذي سوف يساعدك، أود أن أصف لك عقارا آخر يعرف تجاريا وعلميا باسم (موتيفال Motival)، وهو دواء بسيط جدا، أرجو أن تتناوليه بمعدل حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر.

هذا الدواء يتميز بأنه يمتص طاقات الغضب والتوتر الداخلي، وإن شاء الله أيضا يحسن من مزاجك بإذن الله تعالى.

لابد أن تفكري تفكيرا إيجابيا، فأنت ـ الحمد لله تعالى ـ لديك أسرة، لديك زوج، وقد رزقك الله الذرية، ولا توجد أي مشاكل والحمد لله تعالى، ورزقك الله تعالى بهذا الزوج المتدين الصالح، فهذه كلها نعم كبيرة لابد أن تقابل بالشكر، ولابد أن تتذكريها دائما، ولابد أن تدعميها، وتدعيمها وتذكرها هو الذي يؤدي إلى التفكير الإيجابي، والتفكير الإيجابي يؤدي إلى تحسن المزاج بصورة واضحة.

أنصحك أيضا بأن تديري وقتك بصورة جيدة؛ لأن الإنسان الذي يدير وقته بصورة جيدة لا يغضب ولا يتملل ولا يصاب بالقلق أو الاكتئاب، بل على العكس تماما، فالإنسان حين ينظر في نهاية اليوم بما قام بإنجازه من أعمال طيبة وإيجابية، هذا يشعره بالراحة وبالرضا، وهذا من أكبر المحفزات النفسية الداخلية، فكوني حريصة على ذلك.

نصيحتي لك أيضا هي أن تعملي في الجمعيات التطوعية أو الخيرية متى ما كان ذلك متاحا، أو إذا سمحت لك الظروف ووقتك بذلك، وحضور حلقات القرآن والتحفيظ والتلاوة أيضا - إن شاء الله تعالى – فيها خير كثير وكبير بالنسبة لك.

الإمساك الذي تعانين منه، هو قد يكون جزءا من الاكتئاب، كما أن الأدوية النفسية بصفة عامة في بعض المرات تؤدي إلى إمساك بسيط، وهذا يمكن التغلب عليه بممارسة الرياضة، وبشراب النعناع المغلي، وتناول الخضر، مثل الخص وغيره، وتناول الخبز الأسمر، كل هذه طرق بسيطة وصحية ومفيدة جدا لعلاج الإمساك، وأرجو أن تتجنبي بقدر المستطاع تناول الأدوية المسهلة؛ لأنها تؤدي إلى كسل المصران والقولون.

ختاما: أسأل الله لك العافية وأرجو أن نكون قد أفدناك وأجبناك على تساؤلات بصورة معقولة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات