السؤال
جربت عدة عقارات للرهاب الاجتماعي عن أطباء نفسيين لكن أفضل عقار لحالتي هو السبرام، وكلما توقف عنه عادت لي أعراض الرهاب، فقررت استخدامه على فترة طويلة جدا إلى أن تزول الأعراض نهائيا (بواقع حبتين يوميا)، فنصحتموني بتدعيمه بالبسبار (حبة يوميا على دفعة واحدة بدون تقسيم)، والآن لي 5 أشهر وأنا أستخدم البسبار مع السبرام.
سؤالي: هل أستطيع أن أستبدل البسبار بأي عقار آخر كالسيروكسات مثلا أو البروزاك؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فبارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
فنحمد الله تعالى أنك قد تحسنت على عقار السبرام (Cipram)، وهو من الأدوية الجيدة جدا والفعالة والسليمة.
نحن نصحناك نعم بأن تدعم السبرام بدواء البسبار (Buspar)، والبسبار هو دواء في الأصل مضاد للقلق، والرهاب الاجتماعي هو نوع من القلق، والبسبار حين يتم تناوله مع مجموعة الأدوية التي تثبط إفراز السيروتونين (Serotonin) بصورة انتقائية كالسبرام وجد أن ذلك ربما يزيد من فعالية الدواء.
الذي أود أن أقوله لك هو أنه لا يصح مطلقا أن تستبدل السبار بعقار آخر كالزيروكسات (Seroxat) أو البروزاك (Prozac)، وذلك لسبب بسيط؛ لأن السبرام هو دواء شبيه جدا للزيروكسات والبروزاك، فلا داعي مطلقا بأن تضيف أيا من هذه الأدوية؛ لأن ذلك قد يضر بالسلامة وفي نفس الوقت لن تكون إضافة إيجابية فيما يخص العلاج والتحسن الذي تصبو إليه.
أقول لك: استمر على السبرام ويمكنك أن ترفع جرعة البسبار، فنحن قلنا لك: حبة يوميا على دفعة واحدة، ولكن لا مانع أن تتناوله بجرعة عشرين مليجراما في اليوم وتقسم الجرعة إلى عشرة مليجراما في الصباح وعشرة مليجراما في المساء، هذا ربما يكون هو الأفضل، وهذه الجرعة إن شاء الله فعالة ونافعة.
أما إذا كان قرارك بإيقاف البسبار لأنك لم تر فيه فائدة فهذا أمر آخر، وفي هذه الحالة نقول لك: البدائل المعقولة هي عقار يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، وعقار آخر يعرف تجاريا وعلميا باسم (موتيفال Motival)، ربما تكون هذه بدائل معقولة، وجرعة الفلوناكسول هي نصف مليجرام صباحا ومساء، أما الموتيفال فيمكنك تناوله - بجانب السبرام – بجرعة حبة واحدة في اليوم.
هذا هو الذي أود أن أوضحه، وأرجو أن تكون الصورة قد اتضحت بالنسبة لك، وأود أن أسدي لك نصيحة هامة وهي أن تطبق العلاجات السلوكية المتعلقة بالرهاب الاجتماعي.
الدواء يفيد لا شك في ذلك، ولكن العلاج السلوكي يعتبر مهما جدا لمنع الانتكاسات المرضية ويساعد في أن يتخلص الإنسان من الدواء بعد فترة من الزمن، فحاول أن تواجه كل مصادر خوفك، لا تتقاعس أبدا، لا تتردد أبدا، اقفز على هذا الخوف وعلى هذا الرهاب، مثل الذي يقفز في الماء، قد يتردد في بداية الأمر ولكن بعد ذلك يجد أن الأمر سهل جدا، فكن حريصا على عدم التجنب للمواقف التي تحس فيها بالخوف والرهبة، واجعل لنفسك مشاركات اجتماعية فاعلة مثل الرياضة الجماعية، والانضمام إلى الجمعيات التطوعية والشبابية والخيرية، وحضور حلقات التلاوة، والحرص على الصلاة دائما في الصف الأول، هذه كلها نشاطات اجتماعية ضرورية جدا لعلاج الرهاب الاجتماعي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع استشارات (إسلام ويب).
وبالله التوفيق.