السؤال
أنا فتاة وحيدة ولا يوجد لدي أخوات، وتقدم إلي شاب أحسبه والله حسيبه ذا خلق ودين، ولكن يقيم في محافظة أخرى.
أبي يقول لي: إذا استطعت أن تبتعدي عنا فلا نستطيع نحن البعد عنك! فهل إذا تمسكت بهذا الشاب يكون من العقوق؟
علما بأنه لا يوجد في محافظتي ممن تقدموا إلي مثله، وأبي وأمي يعملان ولا يحتاجان مني شيئا، حتى أمور المنزل أمي هي التي تقوم بها وليس أنا، وقد تقدم بي العمر، وهذا الشاب يقول لنا: إنه على استعداد أن يجعلني أزورهم دائما، وعندما يحتاجاني سيجداني عندهما، ويقترح أنني بعد الزواج أقيم لفترة في محافظتي وفترة في محافظته، بمعنى شهر أكون مع أبي وأمي وشهر أكون معه، ولكني رفضت هذا الوضع فهل رفضي هذا صحيح؟
أسألكم النصيحة: ماذا أفعل وكيف أقنع أبي بهذا الشاب؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جويريه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرجو أن تقولي لوالدك في هدوء وأدب ولطف: أنتم أغلى ما أملك من البشر، ولو كنت أعلم أنكم تدومون لي لما فكرت في الارتباط برجل، ولكن هكذا تمضي الحياة بأهلها، ولا يخفى عليك يا والدي أن سنوات العمر تمضي وأن الخطاب سيتوقفون عن طرق بابنا، وعندها لن ينفعني الندم يا والدي، بعدي عنكم صعب علي ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه، كما أرجو أن تطلبي مساعدة الأعمام والعمات والأخوال والخالات والفاضلات والصالحات.
قد أحسن الشاب بتقديره للموقف وبرغبته في الوصول إلى حلول مناسبة.
إذا كان الشاب صالحا ووجدت في نفسك ميلا إليه فلا يعد إصرارك على الارتباط به من العقوق؛ لأن رفض الوالدين ليس في مكانه، ولكننا ندعوك إلى الاجتهاد والإصرار على الوصول إلى رضاهم.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك الهداية والتوفيق، ونسأل الله سبحانه أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.