تشخيص ظهور بقع بيضاء صغيرة على الجسد وكيفية التخلص منها

0 1148

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: أشكركم على هذا الموقع الرائع الذي يجيب عن كل استفساراتنا.

مشكلتي أنه ظهرت لي بقع صغيرة بيضاء في كفي وأسفل بطني وقريب من الإبط، وفي الأفخاذ تشبه البهاق، ولكنها صغيرة جدا.

أنا لا أستخدم أي نوع كريمات أو مبيضات، ولا أستخدم إلا زيت الزيتون أو الفازلين، وقد تكون ظهرت قبل عامين إلا أني لم ألحظها إلا من قريب أو بدأت تتضح.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منار12 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن وجود بقع بيضاء له احتمالات سنناقشها لاحقا أدناه، والتي من خلال المناقشة سنعرف وصف البهاق وما يشبه البهاق.

وابتداء نستطيع أن نقول: إن وجود نقط أو بقع بيضاء له احتمالات:

أولا البهاق: وهو الغالب والشائع إن وجدت قصة عائلية بهقية، وتكون الحدود واضحة أو حتى أغمق قليلا من الجلد الطبيعي، ولا توجد وسوف ولا قشور.

غالبا ما تظهر على مناطق انتقائية، مثل حول العينين وأطراف الأصابع، والمواضع التي تتعرض للرضوض، مثل الكوعين والمرفقين.

ويستجيب للعلاج بالمحسسات الضيائية، مثل (البوفا) و(الأشعة فوق البنفسجية – ذات الحزمة الضيقة النارو باند).

وللتوسع في موضوع البهاق يرجى مراجعة الاستشارة رقم (280516).

ثانيا: النخالية القاصرة: وغالبا ما تكون عند الأطفال دون سن البلوغ، ولكن قد تظهر بعد البلوغ أيضا، وغالبا تصيب المواضع المكشوفة، وغالبا ما تكون ناقصة الصباغ وليست عديمة الصباغ، وغالبا ما تكون وسفية أي عليها قشور رقيقة ناعمة بيضاء.

علاجها بتجنب الشمس، مع استعمال المرطبات والفيتامينات، وأحيانا تستطب الكورتيزونات الموضعية لفترة محدودة.

ومن باب التوسع نورد ما يلي عن النخالية القاصرة :

(النخالية القاصرة أو (Pityriasis alba )، هي عبارة عن بقع ليست ناصعة البياض كالبهاق ولكنها أقل لونا من المواضع الطبيعية للجلد المجاور وهي أكثر ما تصيب الوجه خاصة عند الأطفال وبدرجة أقل عند البالغين، وعندما تبدأ تكون عليها وسوف بيضاء خفيفة تشبه الملح أو الدقيق المطحون، وقد تبدأ بشيء من الاحمرار الذي غالبا لا يلاحظه صاحبه، وهي غالبا ما تزيد في أشهر الصيف وتقل في أشهر البرد، وغالبا ما تزيد عند من يتعرضون للشمس أكثر من أولئك المقيمين في الظلال؛ ولذلك عزاها بعض الأطباء للشمس، وقد وجد بالتجربة أن إعطاء الفيتامينات يقلل من حدوثها ويحسنها فعزاها البعض إلى نقص الفيتامين، ويعتبر ذلك من طرق العلاج التي يمكن مشاركتها مع غيرها، وهناك دراسات وجدت زيادة نسبة الديدان المعوية عند من يعاني منها ولكن هذه دراسات قديمة لم تتكرر، وقد وجد أيضا أن استعمال المراهم الكورتيزونية الخفيفة تحسنها؛ لأنها التهاب والكورتيزون هو مضاد التهاب.

وفي النهاية ننصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية للفحص والمعاينة والتشخيص ونفي أو إثبات أسباب أخرى، فالتشخيص والعلاج عن بعد عرضة للأخطاء وأحيانا للأخطار).

وللاستزادة عن النخالية القاصرة يرجى مراجعة الاستشارة رقم 253304 ففيها إجابات لاستفسارات خاصة عن النخالية القاصرة.

ونحن هنا ومن باب التفصيل وإرضاء السائل نوسع المجال الذي نفكر به ونتابع الاحتمالات.

ثالثا: نقص التصبغ التالي للاندفاع أو التالي للالتهاب:

غالبا ما يلاحظ المريض التهابا يتظاهر باحمرار أو تقيح أو تغير في الجلد يتلوه نقص في اللون، وغالبا لا تكون وسفية بعد زوال الالتهاب، وغالبا ما يرسم شكل الالتهاب السابق له، وغالبا نقص اللون وليس بياضا ناصعا كالبهاق.

علاجه يكون [بالزمن] مع تجنب الالتهاب وتكراره، وقد تستطب المحسسات الضيائية إن كان شديدا.

رابعا: النخالية المبرقشة وتوابعها:

وهي ما تسمى بالتينيا ولكن علينا أن نميز بين التينيا وبين نقص اللون في الجلد التالي للتينيا.

التينيا تتميز بوجود القشور البيضاء الخفيفة وكأنها الملح، أو أنها بالحك الخفيف تعطي هذه القشور التي من الممكن أن تكون ملتصقة.

وإن الفحص المجهري المباشر يظهر العوامل المسببة لهذا المرض، ويكون علاجها في الحالات الخفيفة بمضادات الفطر الموضعي (كلوتريمازول أو البيفاريل أو الميكانازول ).

وأما في الحالات المتوسطة أو الشديدة فيمكن استعمال بعض مضادات الفطريات عن طريق الفم، مثل الإتراكونازول حبة مرتين يوميا لمدة أسبوع، علما بأن التعرض لأشعة الشمس قد يزيد من احتمالات الابيضاض التالي للتينيا.

أما البقع البيضاء التالية أو التي تأتي بعد التينيا، فهي ليست تينيا، أي الفحص المجهري المباشر سلبي ولا يوجد عليها قشور، ولا تستجيب لمضادات الفطريات لا الموضعية ولا الفموية، ولكنها تتحسن إما مع الزمن أو بالتعرض الدوري المتزايد إما للشمس وإما للأشعة فوق البنفسجية، ولذلك مراكز متخصصة.

إذن: هما مرحلتان:

الأولى: فطرية فعالة ذات قشور، تحتاج تجنب الشمس، وتعالج بمضادات الفطريات.

والثانية: هي آثار وليست فعالة، وتتحسن عفويا، أو تعالج بالتعرض المدروس لأشعة الشمس.

ويفضل استعمال شامبو إيكونازول ( البيفاريل ) أو كريم مضاد للفطريات؛ وذلك للوقاية من عودة المرض، وبالطبع فإن الجرعة والكمية سيكون ذلك أقل بكثير من الجرعات العلاجية.

ولكن من خلال القصة والتحسن على الهايدروكورتيزون تستبعد الفطريات أو التينيا.

بعض الأدوية الموضعية أو الفموية يمكن أن تؤدي إلى زيادة أو نقص لون الجلد ولكن زيت الزيتون وفازلين ليسا منها.

وقد يكون هناك احتمالات أخرى يوحي بها الفحص السريري المباشر.

ختاما: وبعد مراجعة ما سبق قد يمكن ترجيح أحد الاحتمالات وإلا وجب توثيق التشخيص برؤية طبيب مختص.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات