الإدمان على نتف شعر الرجل وحتى الذي لازال تحت الجلد

0 320

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله عنا كل الخير على هذا الموقع الرائع وعلى جهودكم المبذولة وأتمنى لكم دوام التوفيق.

منذ عام تقريبا أدمنت على سحب الشعر الذي تحت الجلد بالملقط وبدأ منظر رجلي مزريا، وكل مرة أحاول أن لا أقوم بفعل هذا، وأعاهد نفسي وأنوي أن أحلف على عدم العودة ولكني أخاف من أن أفشل وأنسى وأنقض اليمين فأتراجع عن الحلف وفي اليوم التالي أعود لنفس الشيء.

وأصبح الكل يخاصمني على هذا الشيء فأصبحت أختبىء وأمارس هذه السوسة ثم أندم.. وهكذا حتى إنني أقوم بإخراج الشعر الذي سيخرج قبل أن يشق الجلد! في الحقيقة شوهت رجلي وفشلت كل محاولاتي ودعوت الله أن يخلصني من هذه العادة المقرفة.

علما أنني بطبيعتي أحب التنقيب والنكش وفقء الحبوب وشلح الجروح وإخراج الزيوت وأكون بغاية المتعة وأنا أقوم بذلك كما أن أبي أخبرني بأنه كان يحب هذه العادة كما أن بعض أولادي يفعل ذلك أيضا رغم عمره الصغير جدا.

فهل للوراثة علاقة بذلك؟ أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

فإن هذه العادة التي تمارسينها تشخص من الناحية النفسية أنها فعل من أفعال الوساوس القهرية، وهي نوع من الاستشعار الذاتي للقضاء على الملل والتوتر، لذا يحس بعض الناس بالراحة حين يمارس مثل هذه العادات، وقد ذكرت أنك تمرين بمثل هذه التجربة.

لابد أن تعالجي حالتك، ولابد أولا من أن تتفهمي أنها عادة غير مقبولة وأنها عادة ليست طيبة من الناحية الاجتماعية.

وأهم وسائل العلاج هي التغيير المعرفي، بمعنى أن تقنعي ذاتك بعد جلسة مع الذات وحوار عميق أن هذه عادة سخيفة وليس من المقبول أن تمارسها شابة.

وتحقير ما تقومين به أيضا سوف يساعدك، أي: اربطي فكرة سحب ونتف الشعر بهذه الصورة بشيء سخيف، تذكري أي حدث أو تفاعل غير سعيد حدث لك واجعلي نوعا من التوأمة أو الرابط بين ذلك الحدث وهذه الممارسة.

وهناك تمرين آخر: حين يأتيك الشعور الاندفاعي نحو ممارسة هذه العادة قومي بإدخال استشعار وفعل مخالف على نفسك مثل الضرب على يدك بقوة وشدة حتى تستشعرين الألم، ويعرف أن الألم هو شعور مقزز ومنفر ومرفوض.

إذن إذا ربطنا شرطيا ما بين العادة الوسواسية والألم هذا سوف يضعف الوساوس...هذا التمرين يتطلب التكرار والاقتناع بجدواه.

وهنالك تمارين سلوكية أخرى مشابهة، والمهم هو أن تعرضي نفسك للفكرة وتمنعي نفسك من الاستجابة، والقلق سوف يزداد لديك في بداية الأمر، ولكن بعد ذلك يبدأ القلق والتوتر في التلاشي حتى يختفي تماما - بإذن الله تعالى - .

اتضح أيضا أن بعض الأدوية المضادة للوساوس تساعد مساعدة كبيرة في علاج هذه الحالة، ومن أفضل الأدوية التي تمت دراستها عقار يعرف تجاريا باسم (فافرين Faverin) ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة (مائة مليجرام) واستمري عليها لمدة شهر، ثم ارفعيها إلى مائتي مليجرام ليلا، واستمري على هذه الجرعة العلاجية لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضي الدواء بمعدل خمسين مليجراما كل ثلاثة أشهر حتى تتوقفي تماما عن الدواء.

يتميز هذا الدواء بأنه دواء سليم وفعال، فأرجو أن تتحصلي عليه وأن تتناوليه بكل التزام وانتظام حتى تجني الفائدة - بإذن الله تعالى – .

أما بالنسبة لسؤالك عن علاقة الوراثة بعادة سحب أو نتف الشعر؟ نقول لك: لا توجد وراثة مباشرة، ولكن هنالك نوع مما نسميه بالاستعداد أو الميول الإرثي، وهذا يعني أن البيئة التي يعيش فيها الإنسان إذا تهيأت سوف يؤدي هذا إلى ظهور العادة، ويظهر أن الاستعداد الوراثي الموجود لديك دعمته البيئة المحيطة بك، حيث إن الوالد ذكر أنه كان يقوم بنفس ما تقومين به الآن، وبعض أولادك أيضا استشفوا هذا منك، وكان هنالك استعداد لديهم، فأرجو أن تقللي من فرص هذا الاستعداد بأن تتوقفي أنت بنفسك عن هذه العادة ولا تجعلي أبناءك عرضة لمشاهدتها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء.
وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات