السؤال
منذ 3 سنوات وأنا أعاني من ألم شديد في الجهة اليمنى من الصدر غالبا، يرافقه ألم شديد وسخونة في اليد اليمنى، علما بأن الألم يكون متزامنا في الصدر واليد معا، كأن اليد والصدر مثل السلك الممتد يحدث ألم في الصدر وبنفس الوقت يحدث في باطن اليد أسفل الكوع.
الألم على شكل ومضات ألم متتالية وسخونة مستمرة في اليد، راجعت عدة أطباء وعملت كافة الفحوصات والتحاليل وكلها سليمة، الألم ينتج نتيجة التوتر والقلق ويستمر لمدة 3 أيام تقريبا.
سخونة اليدين تكون داخلية شديدة وليست ظاهرة، علما بأن الألم في بعض الأحيان يكون بجميع الصدر وكلتا اليدين، أرتاح قليلا من سخونة اليدين إذا وضعت ثلجا عليهما ولكن سرعان ما يعود إذا أبعدت الثلج.
مللت كثيرا من هذا الألم الذي يلازمني معظم الأيام ولم أجد لغاية الآن شيئا يساعدني.
أرجو النصيحة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على ثقتك فيما يقدمه إسلام ويب، ونرحب بك كثيرا.
فإن وصفك لحالتك واضح، وهذه الأعراض الحسية حقيقة هي ناتجة من القلق النفسي، ويعرف أن للقلق عدة مكونات منها الجانب النفسي وهنالك الجانب العضوي، والجانب العضوي قد يكون في شكل انقباضات عضلية مثل الذي يحدث لك وهذا هو الذي يؤدي إلى ألم الصدر وألم اليد، وأنت وصفته كأنه مثل السلك الممتد، وهذا وصف طيب وبليغ وجميل جدا.
التوتر الداخلي حتى ولو لم يستشعره الإنسان يؤدي إلى انقباضات عضلية، وكذلك الأحاسيس التي تأتيك وتتنقل من مكان إلى آخر وتظهر في شكل سخونة داخلية شديدة، هي أيضا من مكونات القلق النفسي وليس أكثر من ذلك.
ربما تقول لي: أنا لا أستشعر قلقا حقيقيا أو توترا حقيقيا، بالرغم أنك أشرت إلى ذلك، ولكني أنا على قناعة كاملة أن ما بك ما هو إلا نوع من القلق وليس أكثر من ذلك.
القلق ربما تكون له أسباب وربما يأتي دون أي أسباب، فإذا كان هنالك أي سبب يفضل أن نواجه هذا السبب وأن نضع الحلول المعقولة التي يمكن تطبيقها، وإذا كانت لا توجد أسباب هنا يكون السبب متعلقا بشخصية الإنسان، وفي هذه الحالة ننصح أن تمارس الرياضة؛ لأن الرياضة فعالة جدا لعلاج مثل هذه الأعراض، فالذي أرجوه منك هو أن تجعل لنفسك برامج رياضية يومية وسوف تستفيد منها كثيرا.
عليك أيضا أن تركز على عملك وأن تحاول أن تطور من أدائك، هذا أيضا يصرف انتباهك - إن شاء الله تعالى – عن هذه الآلام الجسدية الناتجة من القلق.
عليك أيضا بالتواصل الاجتماعي والترويح عن نفسك بما هو مشروع، هذا كله نوع من العلاج التأهيلي الذي نراه ضروريا جدا.
يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، فهنالك أدوية جيدة وممتازة جدا مضادة لعلاج مثل هذا النوع من القلق، ومن الأدوية التي ننصح بتناولها عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراما (حبة واحدة) صباحا ومساء وتستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى حبة واحدة مساء واستمر عليها لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.
بجانب الدوجماتيل لابد أن تتناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، بالرغم من أنك لا تعاني من اكتئاب نفسي حقيقي، إلا أن هذه الأدوية أيضا تحمل صفة أنها ممتازة جدا لعلاج القلق النفسي إذا كان ظاهرا أو غير ظاهر، إذا كان في شكل أعراض جسدية أو نفسية أو نفسوجسدية، والدواء الذي أرشحه في حالتك ووجد أنه مفيد هو العقار الذي يعرف تجاريا باسم (إفكسر Efexor) ويعرف علميا باسم (فنلافاكسين Venlafaxine)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسة وسبعين مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى مائة وخمسين مليجراما ليلا لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة وسبعين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة وسبعين مليجراما (كبسولة واحدة) كل يومين لمدة شهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى كبسولة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
قصدنا أن نعطيك جرعة البداية ثم الجرعة العلاجية، ثم جرعة الوقاية، والتي هي في نفس الوقت الجرعة التي يتم من خلالها سحب الدواء بالتدريج، والدواء من الأدوية السليمة والفعالة جدا وغير إدمانية، فأرجو أن تتناول هذه الأدوية بالطريقة التي وصفتها لك، وأن تطبق بقية الإرشادات.
هنالك دراسات أيضا تشير أن تناول بعض الفيتامينات خاصة فيتامين (ب1)، وفيتامين (ب6)، وفيتامين (ب12) إذا تناولها الإنسان يوميا لمدة شهرين أو ثلاثة هذا سوف يكون أيضا مفيدا، وهذه الفيتامينات الثلاثة توجد في مركب واحد يعرف باسم (نيروبون Neurobion)، فأرجو أن تتحصل على هذا الدواء أيضا وتتناوله بمعدل حبة واحدة لمدة شهرين أو ثلاثة، وإن شاء الله بهذه الطريقة نكون قد أكملنا الوصفة العلاجية، وأخذنا بالأسباب كاملة، ونسأل الله تعالى أن يكتب لك العافية والشفاء، وأرجو أن تطمئن أن حالتك ليست حالة عضوية، إنما هي حالة نفسية بسيطة وسوف تزول - بإذن الله تعالى -.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى أن يعافيك وشفيك.
وبالله التوفيق.