ارتفاع حرارة الجسم الدائمة وعلاقتها بالارتجاع المريئي والقولون العصبي

0 949

السؤال

السلام عليكم.

أنا امرأة عمري 32 عاما، وزني 55 كج، أعاني من ارتجاع المريء والقولون، وأشكو من ارتفاع درجة حرارتي باستمرار؛ مما يشعرني بعدم رغبة في الأكل، وخاصة الألبان، والطماطم، والبيض، والسمك، وكلما يسلم علي أحد من الناس يسألني عن سبب حرارتي، وأشعر دائما في الشتاء بالقشعريرة، مع أن الناس يقولون أن الجو جيد؛ ولذلك لا أستطيع القيام بالكثير من الأشياء، وأشعر أني مقيدة، وأريد أن أبقى في السرير، فما تشخيص ذلك؟!

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا أدري ما تقصدين بارتجاع القولون، فلا يوجد مرض يسمى ارتجاع القولون، ولكن يوجد ارتجاع معدي مرئي - أي ارتجاع من المعدة إلى المريء -، إلا إن كنت تقصدين أنك تعانين بالإضافة إلى الارتجاع المعدي المرئي أنك تعانين من القولون العصبي.

أولا: بالنسبة للشعور بارتفاع في درجة الحرارة فلابد أن تقيسي درجة الحرارة يوميا، وتسجلي درجة الحرارة، ويمكنك أن تشتري ميزان حرارة، وتتعلمي كيف تأخذين حرارة جسمك؛ لأن الطبيب يجب أن يتأكد أن ما تعانين منه هو ارتفاع درجة الحرارة الفعلي، وليس فقط الإحساس بالحرارة، والذي قد يعاني منه أناس كثيرون، وتكون الأمور كلها سليمة، ومن ناحية أخرى فإنه من المهم إجراء بعض التحاليل للتأكد من سلامة وظيفة الغدة الدرقية، وتحاليل للدم والكبد والكلاوي.

والارتجاع المعدي المرئي (Gastro esophgeal reflux) هو ارتجاع أحماض المعدة وعصارتها من المعدة إلى المريء، وهو يحدث للكثير منا، ولكن عندما يكون هذا الارتجاع بكميات كبيرة، أو عندما يسبب هذا الارتجاع أعراضا مزعجة ومتكررة فإنه يصبح مرضا لا عرضا عارضا.

ويوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الخروج منها صاعدة إلى المريء، وهنا تحدث المشكلة، وكذلك فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثرا وأشد ضررا، ومن العوامل التي تسبب هذا الارتخاء أو التوسع أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة ما يلي: (امتلاء المعدة بالطعام، والحمل، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحارقة، والنعناع، والكاتشاب، كما أن فتق فم المعدة يضعف كثيرا عمل الصمام).

ومن أهم أعراض الارتجاع حرقة أسفل الصدر، وهي إحساس بالحرقان في منطقة الصدر وقد يصحبه عدم ارتياح أو ألم في المعدة، خصوصا بعد تناول الأكلات المذكورة.

ومن الأعراض الأخرى طعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، قد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس، ومن أعراضه الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام الذبحة الصدرية، ومن الضروري التأكيد على أنه لا يجب تواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض إلى آخر.

وأما العلاج فيجب تغيير نمط الحياة بحيث نتجنب مسببات الارتجاع مع التأكيد على ما يلي: (تجنب المأكولات والمشروبات السالفة الذكر، والتي يمكن أن تتسبب بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لابد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات)، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق برفع أرجل السرير تحت الرأس مسافة (15 سنتيمترا) حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.

والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر، ويجب تناوله يوميا وأحيانا مرتين في اليوم مثل اللوزك والنيكسيوم أو البارييت وغيره، ونتائجه بشكل عام جيدة.

وأما العلاج الجراحي فهو آخر الدواء، خصوصا عند تشخيص فتق فم المعدة وعدم تحسن الأعراض، وأما القولون العصبي فهو ينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك.

وبالإضافة لأعراض القولون العصبي من انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك، فإن هناك أعراضا كثيرة قد تحدث في أجزاء أخرى من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ومنها: (شعور بالإرهاق والتعب العام، وشعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة، وآلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحيانا الشعور بالحصر، وآلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها).

والكثيرون من المرضى تتحسن عندهم الأعراض مع الأدوية، مثل (دسباتالين) للتقلصات، مع (دسفلاتيل) للغازات، مع (الموتيفال) لتهدئة الحالة النفسية حتى تتحسن الحالة، والاستمرار عليها ما دامت الأعراض، وطالما أن الأعراض موجودة فإنه يجب الاستمرار بالدواء حتى تخف الأعراض ثم تبدأ بالتوقف عنها، ويجب العودة إليها متى عادت الأعراض.

وأعود بالنسبة للسخونة لأقول أنه يجب التأكد من درجة الحرارة، فإن كان هناك ارتفاع في درجة الحرارة بشكل فعلي فعندها يجب مراجعة طبيب الباطنية وإعطاؤه قياسات درجات الحرارة التي سجلتها حتى يتعرف على نمط ارتفاع درجات الحرارة، وبعد الفحص الطبي قد يضطر إلى عمل بعض الفحوصات والصور الشعاعية إن تأكد له حاجتها.

وإن هناك الكثير من الأمراض التي تعطي ارتفاعا في درجات الحرارة، منها الأمراض المعدية (الجرثومية)، ومنها الأورام وأمراض النسيج الضام ( الروماتيزم) ومنها أمراض الدم، وأمراض الغدد الليمفاوية، وبعض أمراض الغدد، وهناك لائحة طويلة بالأمراض التي تعطي ارتفاعا في درجة الحرارة، إلا أن الفحص الطبي والتحاليل الأولية يستطيع الطبيب أن يحدد التوجه في عمل الإجراءات التشخيصية اللازمة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات