أثر البروزاك في الرهاب وجرعته والأدوية المحسنة للتركيز

0 892

السؤال

هل دواء ديبريبان - واسمه العلمي والمادة الفعالة (فلوكستين) - يعالج الرهاب الاجتماعي الشديد؟ وإذا كان كذلك فما هي الجرعات لحالة متوسطة الشدة؟ وكم تكون فترة العلاج؟ وهل هناك علاج فعال وليس غالي الثمن لعلاج ضعف التركيز وتشتت الذهن وصعوبة التفكير؟ وإذا كان فما اسمه؟ وكيف تكون جرعات أخذه؟ وهل دواء ديبريبان (فلوكستين) يعالج الخوف من الأماكن العامة والواسعة والمزدحمة المصحوب بأعراض نفسوجسدية؟ وإذا كان كذلك فما جرعات أخذه؟ وكيف تكون فترة العلاج؟ علما بأني أتناول هذا الدواء منذ شهرين، وبجرعة ثلاثة أقراص يوميا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن عقار فلوكستين (Fluoxetine / بروزاك Prozac) هو في الأصل دواء مضاد للاكتئاب وكذلك للقلق والتوتر والوساوس، وخلال السنتين الأخيرتين ظهرت بحوث معتبرة ومعتمدة علميا تشير إلى أن الدواء أيضا جيد ومفيد لعلاج الرهاب الاجتماعي، والرهاب الاجتماعي استجابته للأدوية يجب أن تدعم بالعلاج السلوكي والذي يقوم على مبدأ المواجهة.

إذن الفلوكستين يعالج الرهاب الاجتماعي الشديد، وحبذا لو اصطحبت تناول الدواء بالإصرار على المواجهة وعدم تجنب المواقف الاجتماعية.

الجرعات المطلوبة في الحالات الشديدة يجب أن تكون في حدود ستين مليجراما في اليوم، أي: أربع كبسولات، ويمكن تناولها بمعدل كبسولة واحدة في الصباح، وكبسولتين في المساء، وفترة العلاج على هذه الجرعة العلاجية يفضل أن تكون تسعة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، بعد انقضاء فترة التسعة أشهر على جرعة الستين مليجراما يمكن أن تخفض الجرعة إلى كبسولتين (أربعين مليجراما) لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم يمكن التوقف عن الدواء.

وأما بالنسبة لسؤالك الثاني والخاص عن علاج فعال التركيز بحيث لا يكون غاليا في ثمنه؛ فأقول لك: فقدان التركيز وتشتت الذهن في الأعمار الشبابية يكون سببه في الغالب هو القلق النفسي أو الاكتئاب النفسي أو المخاوف، وإذا عالجنا السبب – أي: هذه الحالات – فهذا هو أفضل علاج لعلاج ضعف التركيز.

الأدوية التي تساعد في تحسين التركيز لدى كبار السن تعمل من خلال تنشيط الدورة الدموية، وهي أيضا يمكن أن يتم تناولها في أعمار أصغر، ولكن الأفعل والأفضل هو علاج السبب، وكما ذكرنا فإن القلق أو الرهاب الاجتماعي هو من أكبر الأسباب.

ومن الأدوية المتوافرة في مصر لتحسين الدورة الدموية للدماغ مما يؤدي إلى تحسين التركيز عقار يعرف باسم (ديوكسيل Duxil)، وجرعته هي حبة صباحا ومساء، يمكن تناوله ثلاثة إلى ستة أشهر.

وهناك أيضا عقار يعرف تجاريا باسم (نتروبيل Nootropil ) ويعرف علميا باسم (برايسيتام Priacetam)، وهذا يمكن تناوله بجرعة أربعمائة مليجرام صباحا ومساء لمدة ستة أشهر، ولا أعتقد أنه مكلف أيضا.

وأما سؤالك الثالث، وهو بالنسبة لعقار (دبربيان) - أي: الفلوكستين Fluoxetine –؛ فهذا الدواء يعالج الخوف الاجتماعي، وهو أيضا جيد لعلاج الخوف من الأماكن العامة والواسعة والمزدحمة، أي: ما يسمى برهاب الساحة أو الساح، والجرعة المطلوبة هي أيضا ثلاث كبسولات (ستون مليجراما) في اليوم، وتستعمل بالطريقة التي وصفناها في علاج الرهاب الاجتماعي.

الفلوكستين جيد في علاج رهاب الساحة كما ذكرت، ولكنه ليس الدواء الأمثل، فالدواء الأمثل هو عقار يعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine)، ويعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil)، وعموما هذه الحالات كلها تتطلب أيضا العلاج السلوكي والذي يقوم على مبدأ التعريض أو المواجهة مع الابتعاد عن التجنب.

الأعراض النفسوجسدية سوف تتحسن مع الفلوكستين، ولكن إضافة جرعة صغيرة من عقار يعرف تجاريا باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol)، كجرعة عشرة مليجرام منه صباحا ومساء سوف تخفف كثيرا من الأعراض الجسدية الفسيولوجية التي قد تصاحب حالة الخوف هذه، والاستمرار على الإندرال يكون بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم يمكن أن تخفف الجرعة إلى عشرة مليجرام في الصباح لمدة شهر، ثم يتم التوقف عنه، ولا مانع من استعماله عند اللزوم.

الجرعة التي تتناولها الآن -وهي ثلاثة أقراص في اليوم- هي جرعة جيدة وممتازة جدا وجرعة علاجية، علما بأن الجرعة القصوى للفلوكستين هي أربعة أقراص أو كبسولات في اليوم، والجرعة بالمليجرام هي ثمانون مليجراما في اليوم، وهذه هي الجرعة القصوى كما ذكرنا، وستون مليجراما تعتبر جرعة كافية جدا في حالتك، نسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات