السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 27 عاما، تخرجت من الكلية ولله الحمد، أعاني من رعشة شديدة في اليدين منذ أن كنت في المرحلة الثانوية، وقد ذهبت إلى الطبيب فقام بتحاليل للغدة وفقر الدم فظهرت سليمة، وصرف لي علاج الأندرال 40 ملجم ثلاث مرات في اليوم، وبعد أسبوع أحسست بتحسن بنسبة (50%)، فاستمررت عليها أربع سنوات بنفس درجة التحسن.
علما بأني في حالة من الحزن؛ لأن هذه الرعشة تسبب لي الإحراج، وكذلك أرفض كل من يتقدم لي بسببها، وهذه الحالة توجد مع ثلاث أخوات لي أصبن بها في المرحلة الثانوية، وهذه الحالة لا توجد عند الوالدين، ونحن محافظات على قراءة القرآن والصلاة ولله الحمد، فهل هناك علاج مدعم مع الأندرال؟ وهل هناك خطورة في استخدام الأندرال طوال عمري؟ لأني إذا تركته تعود الرعشة أشد.
وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الرعشة في اليدين لها عدة أسباب، فهناك أسباب عضوية، وهناك أسباب نفسية، وهناك نوع أسري، فالأسباب العضوية من أهمها زيادة في إفراز الغدة الدرقية، والغدة لديك سليمة ولله الحمد.
والأسباب النفسية من أهمها القلق النفسي، فهذا قد يؤدي إلى رعشة، ولكني لا أعتقد أنه لديك القلق للدرجة التي تكون سببا في هذه الرعشة لكل هذه المدة، نعم في الآونة الأخيرة ظهر عليك بعض علامات القلق والكدر والحزن، ولكن هذه أيضا لا تفسر هذه الرعشة، وأعتقد الرعشة التي لديك هو ما نسميه - كما ذكرت - (النوع الأسري) أو النوع الذي يجري في الأسر، ولا أقول النوع الوراثي، فهناك بعض الأسر لها ميول أن تظهر لديها هذه الرجفة، وهي تعتبر من أنواع التغيرات العصبية الحميدة، فهي لا تدل إن شاء الله على وجود مرض سيء أو هكذا.
وأتفق معك أنها مزعجة بعض الشيء، ولكن حين تقلقين حيالها فهذا سوف يؤدي إلى زيادتها، فأرجو أن تتجاهليها بقدر المستطاع، كما أنه توجد هناك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة وتفيد في مثل هذه الرعشة، فأرجو أن تتحصلي على أحد الأشرطة أو الكتيبات أو (CD) التي توضح كيفية القيام بتمارين الاسترخاء، وهذه الكتب والأشرطة والوسائط الأخرى موجودة بفضل الله تعالى في المكتبات في السعودية مثل مكتبة جرير وبقية المكتبات.
وإذا كانت هناك وسيلة سهلة لمقابلة أخصائية نفسية أيضا يمكن أن تقوم بتدريبك على كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء بصورة عملية، وهذا هو الأفضل.
بالنسبة لعلاجك الدوائي أقول لك أن الإندرال عقار جيد، وهو العقار المثالي الذي يستعمل في مثل هذه الحالات، وهو دواء سليم ويمكن أن يستعمل لسنوات طويلة دون أي خوف.
الإندرال قد يؤدي إلى انخفاض بسيط في ضربات القلب، وهذه تعتبر من التغيرات الفسيولوجية الطبيعية، أرجو ألا تنزعجي لها مطلقا، وأيضا قد يؤدي إلى انخفاض بسيط في ضغط الدم إذا كانت الجرعة أكثر من ثمانين مليجراما، فأرجو أن تراقبي ضغط الدم لديك من وقت لآخر أرجو ألا تنزعجي مطلقا لما ذكرته لك، هذه مجرد حقائق علمية وددت أن تكوني مطلعة عليها.
بصفة عامة فإن الإندرال لا يعطى بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الربو أو الحساسية في الصدر، وأنت الحمد لله لا تعانين من ذلك، فهذه هي الحقائق العلمية حول الإندرال، وعلى ضوء ذلك أقول لك أنه دواء سليم وفعال واستمري عليه على بركة الله، وقد أفادك، وإن شاء الله تجنين منه فائدة أكبر، وأنا من جانبي سوف أضيف لك أحد الأدوية التي أراها جيدة وممتازة لإزالة أي قلق أو توتر، كما أنها ستكون إن شاء الله سببا في انشراح صدرك وزوال أي مشاعر سوداوية أو سلبية.
الدواء الذي أود أن أصفه لك يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) وهو متوفر الحمد لله في المملكة العربية السعودية الجرعة المطلوب في حالتك هي جرعة صغيرة ولست في حاجة إلى جرعة كاملة.
الدواء يوجد في عبوة عشرة مليجرام وعشرين مليجراما، عليك أن تتحصلي على العبوة التي تحتوي على عشرة مليجرام، ابدئي في تناول نصفها، أي اقسمي الحبة إلى نصفين (خمسة مليجرام)، ويفضل أن تتناوليها ليلا بعد الأكل، واستمري على هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك تناولين حبة كاملة (عشرة مليجرام) يوميا ليلا بعد الأكل، واستمري عليه هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى نصف حبة، وتناوليها أيضا ليلا لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.
الدواء من الأدوية السليمة والفعالة كما ذكرت لك، وهو غير إدماني ولا يؤثر مطلقا على هرمونات الأنوثة، وهناك عقار يعرف علميا باسم (بنزكسول Benzohexol) ويعرف تجاريا باسم (آرتين Artane)، هذا العقار يعطى أحيانا لعلاج رعشة اليدين، ولا أريد منك أن تبدئي في تناوله الآن، ولكن إذا استمرت الرعشة معك بنفس المستوى – أي أنه انخفض خمسين بالمائة فقط – وبعد تناولك للسبرالكس إذا لم يكن هنالك تحسن في حدود سبعين إلى ثمانين بالمائة، ربما يكون من الأجدر أن تتناولي الآرتين بجرعة اثنين مليجرام يوميا، وهو أيضا عقار سليم وفعال ومفيد إن شاء الله.
أرجو أن تتعايشي مع هذه المشكلة حتى تزول، وأرجو أن يحدث لك نوع من التواؤم، ولا تحسي أبدا بأي نوع من الحرج، فالإنسان مبتلى، وهذا بلاء بسيط جدا، وتوجد الوسائل التي تساعدك إن شاء الله من علاج دوائي واسترخاء وثقة في النفس، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.