السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي القذف عند الخوف من المواقف، وهذه المشكلة لدي منذ الصغر، وغالبا كانت تحدث لي في لجنة الامتحانات، بسبب الشعور أن الوقت غير كاف للإجابة، أو عند وجود سؤال صعب.
وكان يحدث لي رعشة مثل القذف تماما، ولكني حينها كنت لا أفهم معناها، وأيضا بعد البلوغ كانت تحدث لي، ولكن بوجود السائل المنوي، وقد حدثت لي قريبا عندما كنت مسافرا وتأخرت عن الطائرة لحظات، وانتابني شعور أني لن ألحق بالطائرة، فحدث أيضا قذف.
علما بأني كنت متفوقا في الدراسة ولله الحمد، وأنا حاليا متفوق في وظيفتي، ومقبل على الزواج إن شاء الله، وكلما أتذكر هذا الموضوع أقلق وأقوم بتأجيل الزواج، فما هي نصيحتكم؟!
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإن هذه الظاهرة التي حدثت لك، وهي ظاهرة القذف عند الخوف من مواقف معينة كالامتحانات مثلا، هي ظاهرة نفسية معروفة، وإن كان الناس لا يتحدثون عنها كثيرا بداعي الخجل والحياء.
والسبب فيها أن القلق له مكونات كثيرة، فهنالك المكون النفسي وهنالك المكون العصبي وهنالك المكون الفسيولوجي وهنالك المكون الاجتماعي.
ووجد أن بعض الناس في مثل هذه المواقف تحصل إثارة شديدة للجهاز العصبي قد تنتهي بالقذف، والبعض قد ينتهي بالتبول، وهكذا.
ويلاحظ أنها تحدث راحة واسترخاء بعد أن يحدث القذف أو التبول مثلا، واعتبرها علماء الفسيولوجي النفسية أنها نوع من التعويض التلقائي الذي يقوم به الجسم من أجل التواؤم مع الموقف.
إذن الظاهرة معروفة وهي ليست ظاهرة خطيرة، وغالبا ما تنتهي وتختفي باستمرار الأيام والتقدم في العمر، هي دائما تحدث لصغار السن، وتحدث حول فترة البلوغ أو بعد البلوغ بصورة واضحة ومكثفة. وأرجو ألا تنزعج لها، وأرجو أن يكون هذا التفسير تفسيرا مقنعا.
إذا كان الأمر يسبب لك إزعاجا كثيرا، فأنصحك بتناول عقار يعرف تجاريا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، هذا الدواء مفيد في القضاء على هذه الظاهرة؛ لأنه في الأصل يعالج القلق والتوتر الداخلي، وإن شاء الله لن يحدث لك هذا القذف في هذه المواقف مرة أخرى.
تناول اللسترال بجرعة خمسين مليجرام يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك تناول الدواء بمعدل حبة واحدة كل يومين لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
ولا يوجد مطلقا ما يدعوك لتأجيل الزواج، هذا أمر عرضي وهو فسيولوجي، ولا علاقة له بالذكورة أو الخصوبة أو الزواج، فأرجو أن تقدم على الزواج، ولا تتردد أبدا، ويجب ألا يشكل لك هذا الأمر هاجسا أو إزعاجا، بل إن الزواج يشكل واحدا من أهم أنواع العلاج لهذا الأمر؛ إذ أنه يلعب دورا كبيرا في امتصاص الطاقة، والذي من شأنه المشاركة الفعالة في القضاء على هذه الظاهرة.
وجد أيضا أن ممارسة الرياضة أيا كان نوعها – خاصة رياضة المشي أو الجري – تؤدي إلى امتصاص مثل هذه الطاقات النفسية السلبية، فأرجو أن تكون حريصا أيضا على ممارسة الرياضة.
وممارسة تمارين الاسترخاء من الأمور المطلوبة والجيدة في علاج هذا النوع من القلق، وتوجد كتيبات وأشرطة وسيديهات في المكتبات توضح كيفية القيام بمثل هذه التمارين، فيمكنك الحصول على أحد هذه الوسائل وتطبيق تمارين الاسترخاء.
وإذا تيسر لك الذهاب إلى أخصائي نفسي – وليس طبيبا نفسيا – يمكن أن يدربك على هذه التمارين، وأنا أعرف في مستشفى الطب النفسي بالبحرين يوجد الكثير من الإخوة الأطباء والمختصين النفسيين الذين يمكن أن يساعدوك في هذا الأمر، ونشكرك كثيرا على تواصلك وثقتك فيما يقدمه إسلام ويب.
وبالله التوفيق.