السؤال
أشكركم جزيل الشكر على نصيحكم لي في الاستشارة السابقة، وأنا حاليا ملتزم بالبروزاك 20 ملجم مع مزاولة التمارين الرياضية، وقد وجدت تحسنا -ولله الحمد- في الحالة المزاجية والنشاط والذاكرة.
مشكلتي الحالية هي ثقل اللسان وصعوبة التعبير، لا يوجد لدي مشاكل في النطق، فأنا أنطق بشكل سليم، لكن حينما أريد التحدث مع أي شخص حتى لو مع الوالدة فإني أجد ثقلا باللسان، وغياب الفكرة في الذهن؛ مما يصعب علي التعبير عما أريد التحدث عنه.
وألاحظ حينما أتكلم مع شخص فإنه يتملل من حديثي ويقاطعني سريعا، وهذا الشيء فعلا يحزنني كثيرا، ويجعلني أعزف عن الكلام.
فأرجو منكم مساعدتي.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيد عباس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا نشكرك على تواصلك معنا، وعلى ثقتك فيما يقدمه إسلام ويب، ونحمد الله تعالى كثيرا على هذا التحسن الذي طرأ على حالتك، ونسأل الله تعالى أن يديم لك العافية والشكر على العافية.
وبالنسبة لثقل اللسان أو صعوبة التعبير فلا أعتقد أن ذلك ناتج من الدواء، فالبروزاك Prozac دواء لا يسبب هذا العرض الجانبي، هذا العرض الجانبي يحدث مع بعض الأدوية القديمة مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ربما تؤدي إلى جفاف في الفم ومن ثم ثقل في اللسان في الأيام الأولى للعلاج، أما البروزاك فلا يؤدي إلى ذلك مطلقا.
من وجهة نظري أن المشكلة هي في الأصل نوع من القلق الذي تعاني منه، حيث إنك تكثر من الرقابة على نفسك وعلى أدائك وعلى الطريقة التي تتواصل بها مع الناس وتعبر بها، وأعتقد أن هذه الحساسية حيال تعبيرك وطريقة تعبيرك هي التي جعلتك مشغولا لهذا الأمر.
أولا: نصيحتي لك هي أن لا تراقب نفسك كثيرا في الطريقة التي تعبر بها، هذا مهم جدا؛ لأن الإنسان حين يركز على كل كلمة يقولها ويحاول أن يجعل كل شيء في أعلى درجات الضغط هذا ربما يؤثر على تركيزه وعلى تعبيره، ويؤدي إلى القلق، ونحن بالطبع لا ندعو للفوضى في التعبير ولا ندعو إلى العفوية المطلقة، ولكن أترك الأمور تسير مسارها الطبيعي، وتأكد أن لديك مقدرات وأن الآخرين ليسوا بأفضل منك، هذا هو العلاج الرئيسي والأساسي.
ثانيا: عليك بتطبيق ما يعرف بتمثيل الأدوار، وهو أن تخصص أحد أقربائك الذين تثق فيهم وتوضح لهم مشكلتك، وتوضح لهم أننا نصحناك بأن تقوم بتمثيل الدور مع شخص آخر، وتمثيل الدور يتمثل أن تلعب أنت دورا معينا والشخص الثاني يكون له دوره، وتكون هذه الأدوار أدوارا حوارية، مثلا يقوم أحدكم بدور التجار أو البائع، والآخر يكون الزبون، وفي موقف آخر يكون أحدكم الطبيب والآخر المريض، أو الطالب والأستاذ، وهكذا... هذه هي الطريقة الجيدة جدا وتساعد وتعيد الثقة إلى النفس، ويا حبذا لو تم تسجيل هذه الحوارات الكلامية، فحين تقوم بتسجيلها والاستماع إلى أدائك هذا سوف يساعدك كثيرا؛ لأنه في أغلب الظن سوف تجد أن أداءك جيد وطيب وأفضل مما كنت تتصور، وفي نفس الوقت هذا يساعدك أيضا لأن تبني استراتيجيات وطرقا جديدة لتحسين ما يعيبك من أداء.
ثالثا: حين تستمع إلى البرامج التلفزيونية أو البرامج الحوارية أو الدينية، حاول أن تتخذ قدوة من الأشخاص الذين يتحدثون في هذه البرامج، وحاول أن تقلدهم وحاول أن تتبع مناهجهم، هذا أيضا وجد أنه طيب، وخطيب المسجد اجعله قدوة لك في الأداء وطريقة الإلقاء، أن تتكلم بطريقته فيما يخص التعبير اللفظي والتعبير الحركي، هذه كلها وسائل ومفيدة وجيدة جدا.
رابعا: لابد أن ترفع رصيدك المعرفي من المعلومات، فعليك أن تقرأ مواضيع حتى ولو كانت مواضيع قصيرة، وحاول أن تجعل هذه المواضيع محور نقاش وحوار متى ما وجدت لذلك فرصة.
هذه هي الطرق المعروفة والطرق الجيدة والفعالة، وفوق ذلك أريدك أن تثق في مقدراتك، وواصل على العلاج الدوائي، والحمد لله أنت تواصل التمارين الرياضية، وهذه العلة التي ذكرتها هي علة بسيطة، فطبق الإرشادات السابقة وسوف تجد أنها قد زالت تماما.
وبالله التوفيق.