السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي ابن عمره سنتان ونصف، يخاف من الحيوانات والحشرات، سواء كانت حقيقية أم ألعابا، ويبكي بشدة عندما يراها، مع أنه لم يكن يخاف منها أبدا قبل ذلك، ولكنه فجأة أصبح يخاف، فماذا أفعل معه لكي أبعد عنه هذا الخوف؟!
وجزاكم الله خيرا على هذا المجهود الرائع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإن خوف الأطفال من الحيوانات والحشرات هو أمر طبيعي، وقد يستمر هذا حتى عمر خمس سنوات، ولا شك أنه أمر متعلم ومكتسب، فالطفل ربما يكون تعرض إلى نوع من الخوف الظرفي الذي حدث له نسبة لمواجهة حيوان ما أو حشرة، أو أنه قد سمع شيئا لا يسره فيما يتعلق بالحيوانات والحشرات.
مثل هذا التصرف يعالج بالتجاهل، فالطفل مهما صرخ واحتج وبكى وتخوف أرجو تجاهل ذلك بقدر المستطاع، وفي نفس الوقت يجب أن يحفز الطفل على أي شيء إيجابي، أي تصرف إيجابي يقوم به الطفل يجب أن يقبل ويحتضن ويكافأ ويحفز، هذا عموما، أما العلاجات الخاصة فهي: أود منك إذا حدث ووجدت حيوانا يمكنك أن تمسكي أنت هذا الحيوان وتلاعبي هذا الحيوان مثلا، ويكون ابنك بعيدا عنك، سوف يبكي ويصرخ، ولكن بعد ذلك سوف يتطبع إذا كررت هذا الأمر.
لا مانع أيضا أن تضعي الحشرة على يدك – أرجو ألا يكون أنت لديك مخاوف من ذلك – واجعلي الطفل يشاهدك من بعيد، هذه تمارين تتطلب التكرار؛ لأنها تقوم على مبدأ التعريض مع منع الاستجابة، أي أن نعرض الطفل لمصدر الخوف دون أن نجعله يهرب من الموقف، وبعد ذلك بالتقريب المتدرج سوف يألف الطفل على هذه المواقف، ويجب ألا نصور الحيوانات والحشرات كأشياء سيئة وكريهة ومفترسة أو كنوع من القاذورات كما يصور البعض ذلك للأطفال، نصورها للطفل كمخلوق من مخلوقات الله، وعليك أيضا أن تعرضي عليه رسوم هذه الحيوانات، ويا حبذا لو كانت الدمى التي يلعب بها حيوانات.
إذن اربطي ما بين الطفل ومشاعره والحيوانات والحشرات سوف يزيل هذا الخوف، وأؤكد لك أن هذه الحالة ليست مرضية بالرغم من أنها قد تكون مزعجة بعض الشيء، ولكن التخلص منها يتم بالوسائل التي ذكرتها لك، والتجاهل نفسه وسيلة من وسائل العلاج، مع التعريض الذي ذكرته لك.
وختاما: نشكرك على هذا التواصل مع موقعك إسلام ويب.
وبالله التوفيق.