السؤال
قبل 6 أشهر بدأت معي الحالة، وهي أن الشريان أو العصب خلف أذني اليمنى يهتز ويدق أو يرفرف بشكل قوي، حيث تشاهد هذه المنطقة تعلو وتنخفض من قوة الرفرفة.
ذهبت إلى طبيب أعصاب فأعطاني 3 أدوية الدنكسيت والسيبيليوم واندرال عيار 10 وفعلا اختفت ولكنها عادت بعد شهر، وعدت إلى نفس الأدوية دون فائدة، هي غير مؤلمة ولكنها مزعجة.
أريد أن أعرف ما أعاني وهل هو من التوتر؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى ثقتك فيما يقدمه هذا الموقع.
فإن هذه الشكوى شكوى عامة جدا ومنتشرة كثيرا وسط الإخوة والأخوات الذين يعانون من القلق النفسي، وكذلك الذين يعانون من المخاوف المرضية.
كما تعرف أن قوة ضخ الدم من القلب هي قوة مأهولة، خاصة إذا كان القلب صحيا ولا يوجد به أي مرض، وهذا الدم يدفع بقوة شديدة إلى الشريان الآورطي، ومن هذا الشريان يوزع أعلى الجسم وكذلك إلى أسفل الجسم، ونسبة لقرب القلب والشريان الآورطي الصدري من الرقبة وكذلك الرأس فإن الأوعية الدموية - خاصة الشرايين - في هذه المنطقة يحس الإنسان كثيرا بنضبها وبحركتها، خاصة إذا كان الإنسان نحيفا أو كان الشريان سطحيا؛ لأن هنالك تفاوتا ما بين الناس في العمق الذي توجد به هذه الأوعية الدموية. والشخص القلق يكون أكثر حساسية وتتبعا وملاحظة لحركة ونبض هذه الشرايين، وهنالك أيضا منطقة معروفة جدا وهي المنطقة التي ما بين الصدر والبطن، في هذه المنطقة كثيرا ما نشاهد أو نحس بنبض وحركة الشريان الآورطي البطني، وبعض الناس ينزعج لذلك كثيرا، ولكنه قطعا دليل - والحمد لله - على وجود الصحة وعلى أن القلب ينبض بصورة صحيحة.
إذن أرجو أن تطمئن أن هذه ليست حالة مرضية أبدا، هي فقط نوع من القلق الذي أصابك حيال وظائفك العضوية، فلا تشغل نفسك بهذا الأمر أبدا، والأدوية الثلاثة التي أعطاها لك الطبيب هي أدوية لعلاج القلق وليس أكثر من ذلك، وحقيقة أنا أرى أن الشرح الذي شرحته لك مهم وضروري وهو يمثل العلاج الأساسي، فأرجو أن تقتنع به، وهي إن شاء الله معلومات علمية صحيحة، وأتمنى بعد ذلك ألا تتنقل بين الأطباء ولا تشغل نفسك بهذا الأمر أبدا، هذه عملية فسيولوجية طبيعية، ونسبة لحساسيتك والتوتر الذي تعاني منه جعلك تستشعر هذه الضربات.
إذا كان القلق يسيطر عليك لدرجة مزعجة أقول لك: هنالك عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) أو يسمى باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، ربما يكون مفيدا لأنه أصلا مضاد لقلق المخاوف، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، حبة واحدة (خمسون مليجراما) تناولها ليلا لمدة ستة أشهر. وبجانب السيرترالين لا مانع أن تتناول حبة واحدة من (دينكسيت Deanxit) بجرعة حبة واحدة صباحا لمدة شهرين أو ثلاثة، وفي رأيي هذا يكفي تماما.
عليك أيضا بممارسة الرياضة، فهي إن شاء الله تفيد في علاج هذا النوع من القلق، ولا تنزعج أبدا إذا أحسست بتسارع في ضربات قلبك أو في حركة الشرايين؛ لأن هذا هو التفاعل الفسيولوجي الصحي الذي من المفترض أن يحدث في مثل هذه المواقف.
أنا شاكر ومقدر جدا على ثقتك فيما يقدمه إسلام ويب، وعلى تواصلك معنا، وآمل أن أكون قد شرحت لك ما هو مفيد.
وبالله التوفيق.