السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ سبع سنوات ولكني لم أحمل، وأتعرض لضغوط كثيرة، وأعاني من الوسواس القهري بشدة في بدايته ثم يخف مع الوقت إلا أنه لا يزول، وقد وصفت لي إحدى صديقاتي دواء الاكتئاب بروزاك ومدحته فيه كثيرا، لكن عندي صعوبة أن أتابع دكتورا من غير علم زوجي، وأريد بدء أخذ العلاج، فما هي الجرعة؟ وما هي الآثار الجانبية للدواء؟ وهل ينفع أخذ العلاج أثناء محاولات للحمل؟ وهل له تأثير على الجنين لو حصل حمل؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم وليد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن البروزاك أو فلوكستين يعتبر من أفضل ومن أحسن الأدوية التي تدخل أسواق الدواء منذ عام 1988م، وذلك لعلاج الاكتئاب النفسي، وبعدها اتضح أنه علاج فعال للوساوس القهرية، وما قالته لك صديقتك هو صواب وصحيح؛ لأن الدواء فعال كما أنه سليم، فأريدك أن تتناولي جرعة 20 مليجرام كبسولة واحدة يوميا، ويفضل تناول الدواء بعد الأكل، واستمري على هذه الجرعة لمدة شهرين، وهذه الجرعة بهذه المدة سوف تضمن لنا بإذن الله بداية النجاح الكيمائي الصحيح لحال الدواء، وبعد ذلك ارفعي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم أي 40 مليجرام في اليوم، وهذه الجرعة العلاجية في مثل حالتك.
علما بأن الجرعة القصوى هي 80 مليجرام أي أربعة كبسولات في اليوم، ولكن أعتقد أنك في حاجة لهذه الجرعة استمري على جرعة 40 مليجرام يوميا لمدة 9 أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى كبسولة واحدة - أي 20 مليجرام في اليوم - لمدة ستة أشهر ثم اجعلي الجرعة كبسولة يوما بعد يوم - أي مرة واحدة كل يومين لمدة ثلاثة أشهر -، ثم توقفي عن تناول الدواء، وكما ذكرت لك البروزاك دواء فعال وهو دواء غير إدماني وسليم جدا.
أما بالنسبة للعلاقة ما بين الحمل وسلامة البروزاك فلا شك أن الحكمة الطبية تقتضي تجنب جميع الأدوية في فترة الحمل الأولى، أي فترة تخليق الأجنة وهي 118 يوما في الحمل، هذا هو الوضع المثالي، ولكن هناك أدوية كثيرة سليمة ويمكن استعمال في أي مرحلة من مراحل الحمل، فقط يحبذ أن تكون تحت الإشراف الطبي، وبفضل من الله البروزاك هو أحد الأدوية التي اتضح أنها سليمة (100%) في أثناء الحمل، هذا يجب أن يكون بشرى مفرحة لك، والبشرى الأخرى أن البروزاك لا يمنع الحمل ولا يتعارض مطلقا مع الهرمونات النسوية.
واستقرارك النفسي يساعد إن شاء الله في نجاح محاولات من أجل الإخصاب، إذن: اطمئني تماما أن الدواء ليس له أثر سلبي على الجنين، وفوق ذلك لن يؤخر الحمل، ومحاولات الإخصاب كما ذكرت لك من قبل بأي حال من الأحوال، هذا إذن: هو الوضع السليم بالنسبة لك، وإذا حدث حمل فإنك ستكونين فرحة بإذن الله، ولن تكون هناك حاجة للدواء في المرحلة الأولى من الحمل، وهذا يدعونا في ذلك الوقت بأن ننصحك بالتوقف عن الدواء في الأربعة الأشهر الأولى كنوع للتحوط فقط وليس خوفا من أي أضرار قد يلحقه الدواء، وهذا هو الذي أنصح به.
وأقول لك أيضا الوساوس تعالج بتحقيرها وتجاهلها وبعدم الاهتمام بها، والقيام بأفعال مضادة لها، وكذلك استجلاب وإدخال أفكارا تكون مناقضة للوساوس، مثل التفكير الإيجابي وهو أمر طيب ويساعد الناس كثيرا في تحسن المزاج ورفع الكفاءة النفسية، فكوني إيجابية في تفكيرك في حياتك.
وبالله التوفيق والسداد.