السؤال
السلام عليكم.
منذ فترة بعيدة تقدم لي أحد الشباب لكنني رفضته؛ حيث أني لم أمل إليه، وشعرت بأنه غير قريب إلى قلبي، وبعدها بفترة ليست بالقصيرة بدأت الوساوس تراودني بأن ذلك الشاب سيكون من نصيبي، وأني لن أتزوج غيره، وتزداد هذه الوساوس في الصلاة وقبل الأذان، وقد أتعبتني جدا هذه الوساوس، وأصبح يتملكني الخوف والقلق منها، فما الحل للتخلص منها؟!
أفيدوني رعاكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريحانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه الوساوس التي تعانين منها هي نوع من القلق النفسي ولا شك أنها واضحة جدا، بمعنى أن محتواها محتوى وسواسي، ولهذه الوساوس روابط معينة وهي أنها تكثر في الصلاة وقبل الأذان، وأسأل الله تعالى أن لا يكون ذلك تطفلا من الشيطان، وعموما فإن عليك بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ومن تدخلاته ومما يسببه من حديث نفس.
وأعتقد أيضا أن رفضك لهذا الشاب بالرغم من المبررات التي ذكرتها وهي أنك شعرت أنه غير قريب إلى قلبك، وأعتقد أن رفض أيضا ربما يكون فيه الجانب الوسواسي، أنا لا أريد أن أحكم عليك أحكاما سالبة، ولكن هذا هو الذي تصورته؛ لأن أصحاب الوساوس دائما لديهم قيم معينة، ولديهم منظومة من الشروط ومن الافتراضات التي يضعونها دائما وتؤدي في كثير من الأحيان إلى التردد في اتخاذ القرار، عموما هذا أمر قد مضى وأمر قد انقضاء وأقول لك: لا تتأسفي على ما فاتك.
وأما الأفكار الجديدة التي تنتابك وهي الشعور بأنك لا تتزوجين غير هذا الشاب، الشعور ما دام اقتنعت به شعور وسواسي يجب أن يحقر ويجب أن يتم تجاهله؛ لأن هذا هو علاج الوساوس.
والوساوس هي أفكار سخيفة وحين نقتنع بأنها سخيفة يجب أن نحتقرها ويجب أن لا تسيطر علينا، وقولي لنفسك: هذه فكرة سخيفة وهذه فكرة وسواسية لن أتبعها مطلقا، وفي ذات الوقت أسأل الله تعالى أن يجعل لك ما هو خير، وأن يجعل من نصيبك الزوج الصالح، الزوج الذي تطمئنين إليه إذا كان هذا الشاب أو غيره، يجب أن يكون هذا منهجك، إذن تحقير هذه الفكرة والاقتناع بأنها فكرة وسواسية هذا يجب أن يكون منطلقا علاجيا مفيدا بالنسبة لك.
ويمكنك أن تلجئي إلى ما نسميه ببعض الحيل النفسية السلوكية، ومنها: اجلسي في مكان هادئ تأملي هذه الفكرة التي تقول أن هذا الشاب الزوج الوحيد الذي سوف يأتيك، ثم قومي بعد ذلك بالضرب على يدك بقوة وشدة حتى تشعري بالألم، والفكرة هي أن تربطي أو تزاوجي ما بين الفكرة الوسواسية وما بين الألم على نفسك، وجد أن إيقاع الألم كاستشعار منفرة يبعد من الفكرة الوسواسية، الأمر يحتاج إلى تكرار وإلى قناعة، وأن هذه الحيلة النفسية سوف تكون مفيدة، وعليك أيضا أن تربطي هذه الفكرة الوسواسية بفكرة أخرى مخالفة لها على سبيل المثال اربطي هذا الأمر أنك حين تفكرين مثل هذه الفكرة سوف ينزل مطر شديد وسوف تكون هنالك أصوات الرعد والبرق التي تؤدي إلى الخوف اربطي الفكرة بمثل هذه الأفكار، بعض الناس يقول: ربط الفكرة بحدث تشاؤمي مؤلم قد يكون أيضا مفيدا ولكننا نحن لا ندعو إلى التشاؤم.
وأتمنى أن تكون هذه الفكرة قد وضحت، وقد وصلت إليك، ويأتي بعد ذلك إذا كانت هذه الأفكار شديدة وبالسخف المؤلم بنفسك لا مانع أبدا من أن تتناولي جرعة من أحد الأدوية التي يعرف عنها إنها مضادة للوساوس وللقلق أيضا وحتى لعسر المزاج الثانوي من أفضل هذه الأدوية عقار متوفر في جميع أسواق الدواء يعرف باسم فلوكستين (Fluoxetine) الاسم العلمي، أما الاسم التجاري هو البروزاك (Prozac) ولكن يتواجد في سوريا وكثيرا تحت مسمى تجاريا، ويعرف أن المنتج السوري المحلي هو منتج ممتاز جدا فيمكنك تتناولي الفلوكستين بجرعة كبسولة واحدة يوميا بعد الأكل لمدة أربعة أشهر ثم توقفي عن تناول الدواء، ولا شك أنه دواء مفيد وفاعل وسليم، نسأل الله تعالى أن يجعل الزوج الصالح من نصيبك الذي يساهم في استقرارك نفسيا وأسريا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
وبالله التوفيق والسداد.