السؤال
السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع المبدع والجميل، والمزيد من التقدم لخدمة مجتمعنا الإسلامي الرائع، ولكم التوفيق.
أنا لدي سؤال مهم:
1- لدي ألم في منطقة الكلية خاصة اليسرى، وعندما ذهبت إلى الطبيب وقلت له حالتي وعملت تحاليل؛ قال: إن كليتك سليمة، وأنت لديك تشنج عضلي في هذه المنطقة، ووصف لي أدوية ولكن حقيقة لم تنفع في أبدا، وما زلت أعاني من هذا التشنج حسب قول الطبيب، وقد أثر هذا الألم على ظهري وعمودي الفقري، وخاصة الفقرة العصعصية عندما أجلس لا أرتاح أبدا، وعندما أنام أيضا أبقى أتقلب على الجانبين بسبب الألم الحاد، أريد علاجا لمشكلتي.
2- ما سبب الشحنات الكهرباية؛ لأن لدي زيادة في الشحنات الكهرباية في جسمي، فأي شيء ألمسه أتكهرب، سمعت أن كثرة السجود تفيد من التخلص منها، فهل هذا صحيح؟ وهل تسبب أمراضا سرطانية لا قدر الله؟ ونحن البشر نحمل شحنات موجبة أم سالبة؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ طوروس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبار الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع (إسلام ويب)، ونرحب بك في موقعك هذا.
فإن هذا الألم في المنطقة اليسرى من أسفل البطن والظهر، والذي وصفه لك الطبيب بتشنج عضلي مع سلامة في الكلى هذا تفسير جائز ومعقول جدا، ويعرف أن التشنجات العضلية كثيرا ما تؤدي إلى مثل هذه الآلام، ومن التفسيرات الجائزة أيضا وجود اضطراب في القولون؛ لأن تقلصات القولون - خاصة القولون الكبير – قد يؤدي أيضا إلى مثل هذه الآلام، والألم ما دام مرتبطا بالعمود الفقري ربما ينصح بأنه من الحكمة أن تقومي بإجراء فحص لاحق لتصوير هذه المنطقة وذلك بغرض التأكد وليس أكثر من ذلك.
نحن نحرص كثيرا على ألا نفسر أعراض الناس على النهج النفسي أو العضوي إلا إذا كانت هنالك إشارات قوية تدعم أيا من الاتجاهين، والإشكال يأتي الآن من أنه توجد مجموعة كبيرة جدا من الأعراض التي يشتكي منها الناس وتظهر في شكل أعراض جسدية مع أن منشأها في الأصل هو نفسي.
دراسات كثيرة جدا تشير أن الذين يعانون من آلام أسفل الظهر هم في الأصل يعانون من قلق نفسي، وهذا القلق النفسي يؤدي إلى تقلصات عضلية في هذه المنطقة مما ينتج عنه الشعور بالألم، ونعرف أن القولون العصبي أيضا منتشر جدا وسط الناس، وهو حقيقة انعكاس لوجود قلق نفسي داخلي أيضا، أيضا آلام الصدر والكثير من أنواع الصداع هي في الأصل نفسية المنشأ، وهكذا.
أنت حقيقة لم توضحي إن كان يعتريك أي نوع من القلق أو توترات أو شعور بعدم الارتياح.
ما ورد في رسالتك الثانية حول الزيادة في الشحنات الكهربائية هذه أيضا ربطها البعض بالقلق النفسي البسيط، مع أن التفسير المعروف أن الإنسان لديه طاقات كهربائية كامنة، وهذه تظهر حين الاحتكاك مع أجسام معينة، وهذه الشحنات إيجابية وسلبية، وهي تتفاوت في حدتها وشدتها حسب الجسم الخارجي الذي يتم به الاحتكاك، كما أن ما يلبسه الإنسان من ملابس كثيرا ما يلعب الدور في ظهور مثل هذه الشحنات الكامنة.
لذا أنصحك – أيتها الفاضلة الكريمة – أن تتخيري الملابس القطنية، وأن تعرفي أن هذه الحالة ليست خطيرة أبدا، وليست من مسببات السرطان.
ما ذكر أن السجود يفيد وكثرة السجود تفيد في مثل هذه الحالات؛ هذا قول نستطيع أن نقول: إنه صحيح؛ لأن كثرة السجود تبعث على الطمأنينة والاسترخاء، وإذا كان هنالك أي جانب قلقي في هذا الموضوع فقطعا هذا سوف يزول، هذه إذن وسيلة علاجية طيبة، فأكثري من السجود وأكثري من الدعاء وأسأل الله تعالى أن يجعل لك ما هو خير.
أنا نصحتك بإجراء فحص للظهر والعمود الفقري، بالرغم من قناعاتي الشديدة أنه فعلا هذه تشنجات عضلية، وهذا يدفعني حقيقة لأن أقول لك: كوني حريصة في طريقة الجلوس، ربما يكون من الأفضل أيضا أن تذهبي إلى إحدى أخصائيات العلاج الطبيعي لتقوم بإجراء علاج طبيعي استرخائي للعضلات، هذا سوف يفيدك - إن شاء الله تعالى – كثيرا، كما أن ممارسة الرياضة مثل رياضة المشي سوف يكون فيها - إن شاء الله تعالى – خير كثير لك.
بقي بعد ذلك أن أقول لك: إنني على قناعات كبيرة بأن القلق ربما يكون قد لعب دورا في حالتك، ولذا أنصح لك بعلاج بسيط وبسيط جدا يساعدك كثيرا - إن شاء الله تعالى – في اختفاء هذه الآلام، الدواء يعرف تجاريا باسم (تفرانيل Tofranil)، ويعرف علميا باسم (أمبرمين Imipramine)، أرجو أن تتناوليه بجرعة صغيرة جدا وهي أن تبدئي بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا بعد الأكل، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي من تناول الدواء.
يعرف عن التفرانيل أنه جيد جدا لعلاج القلق البسيط المرتبط بآلام جسدية، وبالطبع لا بأس أبدا أن تتناولي الأدوية الاسترخائية مثل (مسكادول Muscadol)، تناولي منه حبتين ليلا عند اللزوم، هذا - إن شاء الله تعالى – أيضا يكون فيه خير كثير لك، ولكن قطعا أنا أركز على التمارين الرياضية والجلوس بصورة صحيحة، وربما علاج هذه التشنجات عن طريق العلاج الطبيعي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونحن سعداء أن نرحب بك مرة أخرى في إسلام ويب.